مع دخول فصل
الشتاء، يواجه النازحون السوريون في مخيم الركبان، على الحدود مع الأردن، تحديات جديدة، تتمثل الظروف الجوية في الشتاء؛ الذي تسببت في وفاة طفلين حتى الآن.
وأفاد الناطق باسم "مجلس عشائر تدمر والبادية"، عمر البنية، في حديث خاص لـ"عربي21": أن الطفلة ريما، ابنة السبع سنوات، توفيت بسبب المرض الشديد، وذلك بعدما رفضت النقطة الطبية التي تتبع لمنظمات خارجية وتخضع لحماية عسكرية استقبالها، دون معرفة الأسباب، وهو ما أكده والد الطفلة أيضا.
ويضيف البنية أنه لم تمض 24 ساعة على وفاة الطفلة؛ حتى جاء نبأ وفاة الطفل عبد العزيز، الذي لا يتجاوز عمره 18 شهرا، حيث اشتد به المرض، ولم يتم استقباله من قبل النقطة الطبية ذاتها، وفق البنية
وتم توثيق 10 حالات من الوفاة في المخيم، سببها انعدام الرعاية الصحية، وسط عجز المنظمات الدولية، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، حيث يذكر البنية أنهم راسلوا الأخيرة في تقارير دورية حول أوضاع مخيم الركبان السيئة، وخصوصا أوضاع
الأطفال فيه، لكن، وبحسب البنية لم تحرك المنظمة ساكنا، مشيرا إلى علم يونيسيف بوضع الطفلين اللذين توفيا مؤخرا، ومن سبقهما من الحالات؛ التي يصفها أحد الناشطين بأنها تحولت لأرقام في سجلات منظمات حقوق الإنسان ورعاية الطفولة.
ويتابع البنية: "نحن نحمل اليونيسيف مسؤولية وفاة الأطفال، فقد أرسلنا إليهم العديد من التقارير التي توضح الوضع السيئ في المخيم وانعدام كل مقومات الحياة، خصوصا للأطفال، وبيّنا لهم أهمية وضرورة نقل الأطفال خارج الحدود لتلقي العلاج، خصوصا أن بعضهم يعاني من إعاقات وحروق نتيجة الحرب، ومع كل هذا لم تحرك ساكنا".
وللتعليق على هذا الموضوع، اتصلت "عربي21" مع مكاتب اليونيسيف والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأردن، لكن دون جدوى، بين طلب لتأجيل الحديث عن الموضوع؛ باعتبار أن القضية خارج الحدود الأردنية، أو بترشح أشخاص آخرين للحديث، وفي النهاية لم يكن ممكنا الوصول إلى أحد من المسؤولين من المؤسسات الدولة المعنية بشؤون اللاجئين السوريين.
وتحدث ناشطون حقوقيون سوريون عن سعيهم لرفع دعاوى قضائية دولية ضد منظمة يونيسيف، حيث يتهمون المنظمة بعدم التحرك الجدي تجاه أطفال مخيم الركبان الذين يعيشون حالة "الموت البطيء"، معتبرين أن هذا خرق لمواثيق حقوق الإنسان.
بدوره، ذكر مصدر، رفض الإفصاح عن اسمه، أن النقطة الطبية في مخيم الركبان ليست فاعلة، ويديرها طبيب سوري موجود في الأردن، وهي تخضع أيضا لحراسة "جيش أحرار العشائر"، الذي قال المصدر إنه من المفترض أن يكون على جبهات القتال وليس بين الأهالي في
المخيمات، متسائلا عن مصير المساعدات الطبية التي كانت قد دخلت سابقا للمخيم.