نفت صحيفة الشروق
المصرية أي نية لدى نظام
السيسي للدخول في
مصالحة مع جماعة
الإخوان المسلمين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي رفيع وصفه للأخبار التي تحدثت عن وجود مصالحة بين الطرفين بأنها "المستحيل الثامن".
وقال المصدر الذي وصفته الصحيفة بالمصدر المسؤول بمؤسسة كبرى: "هذا هو المستحيل الثامن، والحكومة لم تفكر في هذا الموضوع إطلاقا، لأن الجماعة ما تزال تمارس الإرهاب على الأرض".
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر حكومية مختلفة إنه لا صحة على الإطلاق لأي تفكير حكومي في المصالحة مع جماعة الإخوان، كما تردد في بعض وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة.
كما نقلت الصحيفة عمن وصفته بأحد كبار الوزراء المطلع بدقة على ملف الإخوان، قوله عن المصالحة: "كلام فاضي لا أساس له من الصحة، ولا يوجد إلا في خيال من يطلقه"، متسائلا: "كيف يتحدث الإخوان عن المصالحة في حين يستمرون في ارتكاب عمليات العنف والإرهاب والتحريض؟!".
وفي تقدير هذا الوزير فإنه يعتقد أن الإخوان وصلوا إلى مرحلة شديدة من الضعف، وجربوا كل الحيل وفشلت وراهنوا على التظاهر العنيف وفشلوا، وغالبية القوى السياسية ترفض التعاون والتنسيق معهم.
ويضيف: فوز ترامب في أمريكا وانهيار مشروع الإخوان في أكثر من مكان بالمنطقة خصوصا في سوريا، ثم التقارب التركي مع روسيا، كل ذلك أقنع الإخوان بأن رهاناتهم الأساسية على القوى الخارجية، التي دعمتهم قد انهارت.
ووفق الوزير، والكلام للصحيفة، فإن ذلك ما دفع إبراهيم منير القيادي الإخواني المقيم في بريطانيا قبل أيام، للحديث عن المصالحة.
كما نقلت عن مسؤول رفيع آخر على هامش افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي المؤتمر الدولي لتكنولوجيا الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبوع الماضي: "لا يوجد أي مسؤول في الدنيا يكره المصالحة والاستقرار والهدوء.. لكن السؤال الطبيعي هو: أي مصالحة وبأي طريقة ومع أي طرف وبأي تكلفة وشروط؟".
وأضاف أنه يعتقد "أن جماعة الإخوان لم تحسم الأمر حتى هذه اللحظة، وما تزال تحلم بالسلطة عن طريق العنف والإرهاب وبالتالي فهي غير مهيأة أساسا للمصالحة أو التسوية"، مضيفا أن: "المصالحة بالطريقة القديمة التي تمت أيام السادات ومبارك لم تعد صالحة للاستنساخ في العهد الحالي، لأن المعطيات والظروف تغيرت تماما".
ونقلت الصحيفة عن قيادي إخواني، لم تذكر اسمه، أنه بالفعل لا يوجد أي أساس لحديث المصالحة على أرض الواقع، كما نسمعه في وسائل الإعلام.
وأضاف: "هناك رسائل كانت رايحة وجاية، بين الحكومة والجماعة، لكنها لم تكن إطلاقا مع أي مسؤول له صفة رسمية، بل عبر وسطاء يتبرعون أحيانا بمحاولة رأب الصدع".
وراجت في الآونة الأخيرة أخبار عن وجود وساطات للمصالحة بين الإخوان ونظام السيسي، خصوصا بعد التصريحات التي أدلى بها نائب المرشد العام إبراهيم منير لـ"
عربي21".
اقرأ أيضا: "عربي21" تحاور نائب مرشد الإخوان حول قضايا المشهد الراهن
ونفى المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين، طلعت فهمي، ما يتم تداوله حول إجراء استطلاع رأي داخلي للمكاتب الإدارية للجماعة في عدد من المحافظات، بشأن مصالحة أو اتفاق ما مع نظام الانقلاب العسكري.
وقال في تصريح لـ"
عربي21": "هذا اختلاق عار عن الصحة، حيث لا توجد أي اتفاقات أو تسويات مع النظام، وهو ما أكدنا عليه مرارا وتكرارا في بيانات الجماعة وتصريحاتها المتوالية".
وذكر قيادي آخر بجماعة الإخوان (رفض الإفصاح عن هويته): "ليست هناك أي استطلاعات للرأي تُجرى داخل الجماعة، خاصة أنه لا توجد أي اتفاقات أو تسويات مع سلطة الانقلاب من الأساس، وبالتالي فعلى ماذا يتم إجراء استطلاع الرأي كما يزعم البعض؟".
واستنكر القيادي في تصريح لـ"
عربي21" ما وصفه بـ"استمرار وإصرار بعض وسائل الإعلام على الترويج بأن هناك تسوية أو اتفاق تهدئة مقابل الإفراج عن المعتقلين"، مشدّدا على ما وصفه بمواقف الجماعة الثابتة، التي تم الإعلان عنها أكثر من مرة وفي أكثر من موضع.
اقرأ أيضا: "المصالحة" مع الانقلاب بمصر.. ماذا يقول "أولياء الدم"؟
اقرأ أيضا: "إخوان" مصر تنفي إجراء استطلاع داخلي بشأن المصالحة مع النظام