أبدى نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتلموش تفاؤله بأن الإدارة القادمة في الولايات المتحدة الأمريكية سوف تقوم باعتقال أو بتسليم فتح الله
غولن، رجل الدين الذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة في تموز/يوليو الماضي.
وتوقع كورتلموش في حديث لـ"ميدل إيست آي" بأن تقدم الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة
ترامب أيضا على "خطوات إيجابية" في وقف دعم مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في شمال سوريا.
خطوات إيجابية
وأضاف نائب رئيس الوزراء التركي: "زودنا أمريكا بالأدلة القانونية، ويحذونا الأمل. لكن لهم الخيار، فإما أن يستمروا في الاحتفاظ بغولن كزعيم لمؤامرة انقلابية إرهابية في بنسلفانيا، أو يعززوا علاقتهم مع الشعب التركي، وتعداده 80 مليون نسمة. إذن، الخيار متروك لصانعي القرار في أمريكا".
وقال إن من الواضح أن صانعي القرار في الولايات المتحدة الأمريكية كانوا يستخدمون حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) كأداة في حرب الوكالة في المنطقة؛ وأضاف: "لكنها مجموعة صغيرة من الناس، يتراوح عدد أفرادها ما بين 5 آلاف و10 آلاف مقاتل. في الجانب الآخر هناك أمة تركية تعداد سكانها 80 مليون نسمة. وتركيا هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي فيها نظام ديمقراطي واستقرار اقتصادي وسياسي ولها علاقات تاريخية مع القارة الأوروبية. أنا شخصيا متفائل جدا بأنهم سيختارون تحسين العلاقة مع
تركيا. ونتوقع خطوات إيجابية من الإدارة الجديدة".
وتوقع ألا يقدم ترامب على تغيير الواقع الأمريكي متعدد العرقيات ومتعدد الأديان، وأضاف: "إذا ما بدأوا القيام ببعض النشاطات المعادية للمسلمين، كأداة سياسية داخلية، فسوف يؤثر ذلك على استقرار المجتمع داخل الولايات المتحدة الأمريكية. معتبرا تصريحاته محاولة لتعزيز القوى القومية داخل الولايات المتحدة".
صفقة مع روسيا
ويذكر أن اجتماعا استمر لخمس ساعات في أنقرة في وقت مبكر من هذا الشهر مع الجنرال جو دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، فشل في التمخض عن الانسحاب الموعود لقوات الاتحاد الديمقراطي الكردي من مدينة منبج السورية إلى الشرق من نهر الفرات.
ونفى كرتلموش أن تكون تركيا قد أبرمت صفقة مع روسيا تسمح بموجبه بالقصف الجوي المستمر على شرقي حلب والذي أودى بحياة المئات من المدنيين. وقال نائب رئيس الوزراء التركي إن المحادثات الوحيدة التي تجري بين تركيا وروسيا تتعلق بإمكانية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين في المدينة التي مزقتها الحرب.
التدخل بالموصل
وقال إن تركيا لا تريد التدخل في
الموصل في العراق، ولكنه أعطى تحذيرا واضحا بأن أنقرة لن تقبل باستبدال تنظيم "الدولة" بـ"قوات إرهابية أخرى"، والتي خص منها بالاسم الحشد الشعبي الشيعي والاتحاد الديمقراطي الكردي.
وقال كرتلموش: "ينبغي أن تحتفظ الموصل بوضعها كمدينة متعددة الأعراق، متعددة الأديان، ومتعددة الطوائف، ويجب على المجتمع الدولي أن يحافظ على حقوق جميع الشرائح الاجتماعية المختلفة في الموصل، وإلا فسوف تتحول إلى بؤرة لاختلال التوازن وانعدام الاستقرار في العراق".
ونفى نائب رئيس الوزراء المكلف بشؤون الإعلام أن تركيا تضيق الخناق على حرية الصحافة فيها، وزعم أن أكثر من نصف وسائل الإعلام التركية الحالية تعارض الحكومة.
قال نائب رئيس الوزراء إن الجهاز القضائي وجهاز الخدمة المدنية تم اختراقهما بشكل مكثف من قبل "الغولنيين" لدرجة أن عملية تطهير الأجهزة منهم تتطلب فترتين من حالة الطوارئ الحالية تمتد كل فترة منهما إلى ثلاثة شهور. ولكنه عبر عن أمله في أن حالة الطوارئ ستنتهي في الـ20 من كانون الثاني/يناير المقبل.
ازدواجية المعايير
واتهم نائب رئيس الوزراء السياسيين الأوروبيين حينما كادت تركيا ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة "تنزلق نحو الهاوية".
وقال: "بعد المحاولة الانقلابية في الخامس عشر من يوليو/تموز توقعنا أن يقف حلفاؤنا الأوروبيون بقوة معنا وأن يعبروا عن تضامنهم دفاعا عن الديمقراطية التركية لأن تركيا هو البلد الديمقراطي الوحيد ذو الخلفية الإسلامية. كما أننا حققنا على مدى الخمسة عشر عاما الماضية استقرارا اقتصاديا وسياسيا. لدينا في تركيا ديمقراطية نزيهة وطبيعية، مع أننا مازلنا بحاجة إلى اتخاذ بعض الخطوات الجديدة في المستقبل القريب لإيجاد مناخ أكثر ديمقراطية في تركيا.
كما اتهم الاتحاد الأوروبي بعدم الوفاء بالشق الخاص به من الاتفاق، عندما وافقت تركيا على منع اللاجئين السوريين من العبور بحرا إلى الجزر اليونانية مقابل إعفاء المواطنين الأتراك من الحصول على تأشيرات دخول إلى أوروبا. وقال إن الكرة في ملعب الاتحاد الأوروبي إن رغب في إصلاح علاقاته مع أنقرة؛ وهدد بإنهاء الاتفاق الموقع مع الاتحاد الأوروبي والذي تمنع بموجبه تدفق اللاجئين إلى أوروبا.