أعلنت مليشيات
الحشد الشعبي اليوم الجمعة إصابة ثلاثة من قادتها في هجمات مضادة شنها
تنظيم الدولة خلال الاشتباكات الدائرة في منطقة تلعفر.
وقال ناصر الكاعدي القيادي في الحشد الشعبي إن تنظيم الدولة شن هجومين على عناصر الحشد فجر اليوم.
وأضاف أن مسلحي التنظيم شنوا هجوما صاروخيا على الفصائل الشيعية، في مطار تلعفر (60 كم غرب
الموصل).
وأشار الكاعدي إلى أن ثلاثة من قادة الحشد أصيبوا بجروح جراء القصف وهم: شبل الزيدي وأبو حسام السهلاني وكريم الخاقاني، وثلاثة من حراسهم.
وأكد المتحدث باسم الحشد أحمد الأسدي (نائب في البرلمان) إصابة القادة الثلاثة.
وأوضح الأسدي أن "الجميع إصاباتهم طفيفة ما عدا الزيدي الذي تعرض لإصابة في البطن وحالته مستقرة وأدخل إلى غرفة عمليات مستشفى الحشد الميداني لإجراء الإسعافات الضرورية".
كما شن تنظيم الدولة هجوما عنيفا بواسطة مسلحين وانتحاريين وعجلات مفخخة على مقاتلي الحشد في وقت مبكر اليوم غرب الموصل.
وفي السياق ذاته، قال شاهد عيان من داخل الموصل إن الجسر القديم في المدينة يشهد، منذ صباح اليوم الجمعة، ازدحاما مروريا للمركبات، بسبب صغر حجمه، وخاصة بعد تدمير الجسور الأربعة الأخرى التي تربط بين ضفتي نهر دجلة الذي يقطع المدينة إلى نصفين.
وأوضح الشاهد أن "الجسر القديم يشهد، منذ صباح اليوم، ازدحاما مروريا للمركبات".
وأشار إلى أن "طوابير طويلة، تمتد إلى كيلومترين، تقف فيها مركبات السكان من أجل انتظار دورهم لعبور الجسر".
ولفت إلى أن التنظيم حدد المرور للمركبات الصغيرة، وسيارات الشحن الصغيرة الحجم، والدراجات النارية، على الجسر، وذلك لصغر حجمه.
وتابع أن التنظيم "حدد فقط مرور المركبات باتجاه واحد على عكس ما كان عليه سابقا؛ ذهابا وإيابا، وسمح فقط بعبور المركبات من الجانب الأيمن (الغربي) إلى الجانب الأيسر فقط".
وشدد على أن "السكان يتوافدون بشكل مزدحم عبر هذا الجسر الذي لا يوجد بديل غيره".
نزوح بعشرات الآلاف
إلى ذلك أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن قرابة 73 ألف مدني نزحوا من مكانهم في مدينة الموصل
العراقية، منذ انطلاق معركة الموصل.
وقال جويل ميلمان، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الجمعة في مكتب الأمم المتحدة بجنيف السويسرية، إن عدد النازحين من مناطقهم في الموصل شهد انخفاضا خلال الأيام الخمسة الماضية.
وأشار ميلمان، إلى أن 98% من النازحين يتواجدون ضمن حدود محافظة نينوى، مشيرا إلى أن عدد النازحين من الموصل وقضاء الحمدانية (تابعة لنينوى) ومناطق آخرى، بلغ 73 ألف شخص.
من جهة أخرى، أشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان لها، إلى أن 6 مخيمات في محافظات أربيل ودهوك وكركوك وصلاح الدين، تقدم خدمات للنازحين.
وأعربت المفوضية عن أملها في تأمين مساعدات إنسانية لمليون و200 ألف شخص عراقي خلال فصل الشتاء، مشيرة إلى أنها أمّنت حتى اليوم 111.9 مليون دولار، من إجمالي القيمة المطلوبة من المجتمع الدولي من أجل الموصل، والبالغ قدرها 196.2 مليون.
وتتوقع الأمم المتحدة نزوح ما يصل إلى مليون مدني من أصل 1.5 مليون شخص، يقطنون في الموصل، المدينة الواقعة على بعد 400 كيلو متر شمال بغداد، وسط تحذيرات من "كارثة" قد تواجه النازحين في مخيمات النزوح.
من جانبها توقعت الأمم المتحدة أن يضطر 200 ألف مدني إلى ترك منازلهم في الأسابيع الأولى من أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ سنوات.
لكن عدد النازحين لم يبلغ حتى الآن إلا نحو ثلث هذا الرقم.
وتقول منظمات إنسانية إن محاولة الوصول إلى الناس داخل المناطق المستعادة في الموصل أصبح أمرا ملحا بشكل كبير، واشتداد القتال والمخاطر العالية تعني فرض قيود مشددة على إيصال المساعدات.
تقول الأمم المتحدة إنها تمكنت من إيصال الغذاء إلى نحو 37 ألف شخص، لكن هؤلاء على أقصى الحدود الشرقية للمدينة.
وتوضح المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في العراق إينغر ماري فينيز أن "الأمن والدخول هما التحديان الكبيران".
وتضيف أن الأمر يشكل "مصدر قلق كبير لنا، لأننا نعلم أن الناس في حاجة إلى المساعدات الغذائية".
وتشير فينيز إلى أن المنظمات "تناقش كل شيء دائما" من أجل وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها في الموصل، لكنها تلفت إلى أن عمليات الإسقاط الجوي غير مطروحة حاليا.