نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن الثورة التكتيكية التي أحدثها
كونتي في نادي
تشيلسي، وقالت إن الخسارة بثلاثية أمام فريق أرسنال كانت نقطة تحول لتشيلسي، حيث بدأ الإيطالي مباشرة بعد هذه الكبوة في استعمال تشكيلة جديدة تعتمد على ثلاثة مدافعين فقط.
كما أشارت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن مشاكل عديدة مثل إصابة فبريغاس وإيفانوفيتش، ومغادرة أوسكار ووليان إلى البرازيل لظروف خاصة، ساعدت المدرب الإيطالي على منح الثقة للعديد من المواهب مثل بيدرو وكانتي.
وقالت الصحيفة إن الغضب الذي انتاب أنطونيو كونتي إثر قبوله لثلاثة أهداف أمام أرسنال منذ الشوط الأول، كان نقطة تحول بالنسبة للنادي. وقد صرح كونتي بعد تلك الهزيمة بأن فريقه لم يلعب بمستوى جيد، وأنه من المهم النظر في مشاكل الفريق.
وأشارت الصحيفة إلى أن كونتي جلس بعد تفريطه في العديد من الفرص، مع رومان أبراموفيتش للبحث عن حلول لتجاوز هذه المشاكل، ويمكن اعتبار أن أبرز تحول في تشكيلة كونتي كان الاعتماد على ثلاثة مدافعين، وهو الأسلوب الذي استعمله كونتي خلال تجاربه السابقة، وساعده على إثبات كفاءته التدريبية.
وذكرت الصحيفة أن كونتي كان محظوظا عند إصابة سيسك
فابريغاس وبرانيسلاف إيفانوفيتش وجون أوبي ميكيل، حيث ساهمت إصابة اللاعبين في توصل كونتي إلى العديد من الاستنتاجات المهمة، منها أن إيفانوفيتش وغاري كاهيل لا يمكن أن يلعبا جنبا إلى جنب على الجناح الأيمن من الخط الدفاعي المتكون من أربعة لاعبين، بالإضافة إلى أن فابريغاس وميكيل لا يقدمان المستوى المطلوب في مركز خط الوسط.
وأضافت الصحيفة أن المدرب الإيطالي اضطر للاعتماد على اللاعب بيدرو إثر مغادرة ويليان وأوسكار إلى البرازيل بسبب وفاة والدة ويليان، إلا أن اللاعب الإسباني قدم أداء رائعا واقتلع مكانا له في الفريق الأول. وأتاح كونتي لبيدرو فرصة اللعب دون تحمل أعباء المساندة الدفاعية، مثل زميله هازارد الذي سجل خمسة أهداف في خمس مباريات لعبها بعد لقاء أرسنال.
وفي هذا السياق، قال هازارد: "يجب أن أركز على الأداء الهجومي، ويجب على الظهيرين التركيز على القيام بالأدوار الدفاعية، هذا هو التغيير الأساسي في النادي". ويلعب هازارد مع تشيلسي في المركز نفسه الذي يلعب فيه مع منتخب بلاده، في مركز جناح أيسر هجومي، حيث يساهم اللاعب البلجيكي في تقديم الدعم الهجومي للاعبي الخط الأمامي، وقد تمكن الثنائي هازارد ودييغو كوستا من تسجيل 16 هدفا لنادي البلوز تشيلسي.
وأشارت الصحيفة إلى المشاكل التي تعرض إليها اللاعبان، إذ لم يتخلص هازارد من الآلام المستمرة في عظامه إلا خلال الجولات الخمس الأخيرة، في حين واجه كوستا المعروف بعصبيته العديد من المشاكل مثل المناوشات التي اندلعت بينه وبين كونتي، خلال اللقاء الذي جمع بين تشلسي وليستر سيتي، بعد أن رفض المدرب الإيطالي تغييره.
وأشادت الصحيفة بمستوى رباعي خط الوسط، نيمانيا ماتيتش وماركوس ألونسو وفيكتور موسيس ونغولو كانتي، الذين يتميزون بقدرة عالية على التحمل ومهارات جيدة في التغطية ومساندة الخط الهجومي، كما قدم ديفيد لويس أداء متميزا في الخط الدفاعي المتكون من ثلاثة لاعبين، بالإضافة إلى أن أزبيليكويتا وجد أخيرا المركز الذي يتناسب مع إمكانياته.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدم مشاركة البلوز في الدوريات الأوروبية ساعدت كونتي في تحليل أسلوب النادي واكتشاف الأخطاء التكتيكية، بالإضافة إلى أن المدرب الإيطالي استغل هذا الوقت لتكثيف تدريبات النادي ومساعدة اللاعبين على التكيف مع الأسلوب الجديد.
وهو ما فعله كونتي بعد الهزيمة أمام أرسنال بثلاثية، حيث عاد إلى الاعتماد على الأسلوب التدريبي الذي اعتمده في فترة الإعداد للموسم الجديد، والذي ينقسم فيه الفريق إلى جزءين؛ حيث يقوم الجزء الأول بالتدرب داخل الملعب، في حين يذهب الجزء الثاني للتدرب في صالة الألعاب الرياضية تحت إشراف خبراء اللياقة البدنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المدرب الإيطالي ساعد اللاعبين على استعادة "عقلية الفوز". كما أن كونتي خلق علاقة جيدة مع لاعبيه، حيث يقدم مدرب تشلسي النصائح لهم في ملعب التدريب دون استدعائهم، مثل تلاميذ المدارس إلى مكتبه.
ويتميز كونتي بحس إنساني رفيع، حيث سمح لويليان وأوسكار بالذهاب إلى البرازيل إثر وفاة والدة ويليان، بالإضافة إلى أنه أرسل إليه رسائل تعزية. ويقوم المدرب الإيطالي بتجنب العلاقات السيئة بين اللاعبين، حيث يعمل على إشراكهم جميعا في الحصص التدريبية، على غرار جون تيري، الذي على الرغم من أنه خسر مكانته في النادي منذ لقاء إيفرتون، إلا أن كونتي أكد أنه سيحتاجه في قادم الأيام.
وأضافت الصحيفة أن كونتي يعمل الآن على إضافة لاعب خط وسط للتنافس مع كانتي وماتيتش، وهو ما قد يجعله يتراجع عن قرار بيع فابريغاس وميكيل وأوسكار في حال قدم أحد هؤلاء اللاعبين المستوى المطلوب، بالإضافة إلى أنه قد يسعى إلى التعاقد مع جناح مدافع بعد أن فشل بيدرو وإيفانوفيتش في هذا المركز.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن كونتي تمكن من قيادة تشلسي نحو إنجاز تحول كبير، حيث كان الفريق قبل ست مباريات بعيدا بفارق ثمان نقاط عن مانشستر سيتي، إلا أنه أصبح الآن ينافس في سباق الصدارة مع مانشستر سيتي وليفربول وأرسنال.