كشف وزير الخارجية الأمريكي، جون
كيري، في مؤتمر صحافي بالإمارات العربية المتحدة، عن كواليس لقائه بالحوثيين خلال زيارته لعمان، وتوافقه معهم على وقف إطلاق النار والسعي قدما لتشكيل حكومة وحدة جديدة في صنعاء وفق خارطة طريق.
وفي المؤتمر، أكد كيري أن
الإمارات والسعودية وافقتا على اتفاقه مع الحوثيين وأن مبعوث الأمم المتحدة لليمن، إسماعيل ولد الشيخ، يدعم الاتفاق أيضا.
الغائب الوحيد في الاتفاق كان الحكومة
اليمنية التي أعلنت على لسان وزير خارجيتها أنها غير معنية باتفاق كيري، وأنه محاولة للوصول مع حل بالاتفاق مع الحوثيين بعيدا عن الحكومة.
وقال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، الثلاثاء، إن الحكومة اليمنية غير معنية بإعلان وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عن "وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة يشارك فيها المتمردون الحوثيون".
وكتب المخلافي تغريدة في حسابه على موقع "تويتر": "إن الحكومة اليمنية لا تعلم عما صرح به كيري ولا يعنيها ويمثل رغبة في إفشال مساعي السلام بمحاولة الوصول لاتفاق مع الحوثيين بعيدا عن الحكومة".
وأوضح كيري أن الاجتماعات في سلطنة
عمان كانت تهدف إلى دفع "المفاوضات اليمنية لعملية السلام"، بهدف إنهاء الحرب هناك، مشيرا إلى أن كل الأطراف توافق على أن الحل سيكون سياسيا لا عسكريا.
ولفت إلى أن اللقاء مع الحوثيين استمر حتى الفجر، وانتهى بوضع "برنامج قصير" يلتزم بموجبه الحوثيون باتفاقية وقف إطلاق النار ابتداء من 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، على أن يلتزم
التحالف العربي بذلك أيضا.
وأبدت الإمارات والسعودية بحسب كيري، الموافقة حيث تحدث مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، محمد بن سلمان، وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد.
وتابع كيري: "لقد وافقوا على العمل باتجاه إقامة حكومة وحدة وطنية جديدة في صنعاء الآمنة والمؤمنة، والهدف هو إنجاز ذلك من الآن وحتى نهاية العام. والمهم الآن هو ضم الجميع إلى هذه العملية".
من جانبها قالت جماعة الحوثي الأربعاء إنها مستعدة لوقف القتال والانضمام لحكومة وحدة وطنية.
ويؤكد هذا الإعلان على ما يبدو تفاصيل اتفاق طرحه كيري الذي قال إنه يشمل خططا لوقف إطلاق النار اعتبارا من الخميس.
وقال محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله التابعة لجماعة الحوثي إن السعودية "وافقت على مبدأ وقف الحرب." ولم يصدر أي تأكيد رسمي من الرياض.
وأضاف البخيتي أن "موقف أنصار الله كان ولا يزال مع وقف الحرب وتشكيل حكومة وحدة وطنية تستوعب جميع المكونات السياسية وبالتالي لا جديد في موقفنا."
وقال البخيتي "الجديد هو في موقف السعودية التي وافقت على مبدأ وقف الحرب على أساس أنها أحد أطراف الصراع."
وتاليا نص المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الأمريكي:
السيد تونر: إذن، يا جماعة، هذا لقاء للنشر، ما لم يتم إشعاركم بغير ذلك.
سؤال: ما لم يتم الإشعار بذلك. نعم، سيدي.
السيد تونر: وأظن أن لدينا ما يقرب من عشر دقائق، لأنه يتوجب علينا.. فقد تأخرنا.
وزير الخارجية كيري: حسنا. فلنبدأ.
السيد تونر: إذن، هيا نبدأ.
سؤال: نعم، سيدي. دعنا نتكلم عن أهم الأخبار، وأظن من المفيد أن نبدأ باليمن. كانت لديك بعض المحادثات بالأمس مع العمانيين.
وزير الخارجية كيري: نعم، صحيح. كان الهدف من الزيارة إلى عُمان متعدد الجوانب: بادئ ذي بدء، أردنا التعبير عن تقديرنا واحترامنا لصاحب الجلالة السلطان قابوس الذي كان باستمرار داعما، وبشكل كبير، لجهودنا خلال هذه السنوات الأخيرة، وخاصة في ما يتعلق بالمفاتحة مع إيران.. كما أنه كان سندا لنا في قضية اليمن وغير ذلك من المواضيع ذات الاهتمام. وكانت فرصة لي أن أراه في عمان حيث كنت قد قابلته للمرة الأولى قبل ست أو سبع سنوات.
والهدف الآخر بالإضافة إلى ذلك، كان محاولة إعطاء دفعة للمفاوضات اليمنية، لعملية السلام – عملية السلام الأخيرة، لأن ثمة حاجة ملحة جدا لإنهاء هذه الحرب. هناك كارثة إنسانية في اليمن – ثمة تحديات خطيرة أمنية واقتصادية وسياسية وإنسانية. ولدينا شعور بأن معظم الأطراف التي تحدثنا معها – في الواقع، كل الأطراف التي نتحدث معها وافقت على أنه لا يوجد حل عسكري. فإذا كانت تلك هي الحقيقة، فلا مفر من أن تدخل في الموضوع. ما هو الحل السياسي؟
لقد عملنا عن كثب مع ولد الشيخ أحمد، المبعوث الخاص للأمم المتحدة. وما فتئنا نتشاور معه كل يوم، وعند كل خطوة على الطريق. ولكن الغرض هنا هو معرفة ما إذا كنا قادرين على كسر الجمود وفتح الطريق المسدود والانطلاق بالعملية إلى الأمام. بالأمس التقيت بوزير الخارجية في عمان يوسف بن علوي، والذي ساعد كثيرا وله باع كبير في هذا الموضوع. كما أني عقدت لقاءً طويلاً مع جلالة الملك – السلطان قابوس وتناولت العشاء على مائدته. وكانا كلاهما على أهبة الاستعداد للمساعدة في رؤية ما إذا كان بإمكاننا إيجاد سبيل لتجاوز الأزمة.
وكذلك التقيت شخصيا مع الحوثي الليلة الماضية. التقيت ببعثة الحوثيين الأساسية إلى المفاوضات والتي جاءت إلى هنا للالتقاء بي – جاءت إلى هناك من أجل اللقاء بي. والتقينا حتى الساعات الأولى من الفجر، حتى ما يقرب من الساعة الثانية والنصف فجرا، ووضعنا وثيقة، عبارة عن برنامج قصير لمحاولة الدفع بالمفاوضات نحو الأمام. الحوثيون، ومن خلال توافق الليلة الماضية، تعاملوا مع الأمر بأناة حتى هذا الصباح – كنت قد أخبرتهم أنني قادم إلى هنا. فقد كان ذلك في غاية الأهمية بالنسبة لمحادثاتي مع محمد بن زايد – الشيخ محمد بن زايد، أن أكون قادرا على امتلاك إجابة، وأن أرى ما إذا كنا قادرين على التحرك إلى الأمام. وفعلاً، أعطى الحوثيون إجابة، وفعلاً وافقوا – وأنا هنا أقتبس – "على الالتزام ببنود (اتفاقية) العاشر من إبريل لوقف الأعمال العدوانية"، وذلك ابتداء من السابع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني)، شريطة أن يقوم الطرف الآخر بتنفيذ الالتزام نفسه. وحتى الآن، الإماراتيون والسعوديون – وقد تحدثت مع محمد بن سلمان اليوم، وأنا – وولي العهد، نائب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتكلمت كذلك، كما هو واضح، مع ولي العهد محمد بن زايد هنا، وكلاهما وافقا على محاولة التحرك بهذا الأمر إلى الأمام. وهما يعتقدان بأن ذلك معقول.
سؤال: إذن، من هي الأطراف الموافقة على ذلك الآن؟ الحوثيون، العمانيون؟
وزير الخارجية كيري: لقد وافق الحوثيون. ومبعوث الأمم المتحدة يدعم بقوة الرغبة في عمل ذلك. ونحن مشاركون، أي التحالف، إذا صح القول. والسعوديون والإماراتيون. وقد وافق الحوثيون أيضا، وللمرة الأولى، علانية، على إرسال ممثل لهم للمشاركة في لجنة الحد من التصعيد والتنسيق، ووافقوا على القبول بخارطة الطريق، بما في ذلك التتابع المنصوص عليه في خارطة الطريق، والذي قدمه مندوب الأمم المتحدة، كأساس للمفاوضات. وهم يدعمون تسوية شاملة يتم التوصل إليها عبر التفاوض لحل النزاع في اليمن على أساس من الإطار الذي تتضمنه خارطة الطريق.
وبذلك نأمل في أن نعمل – لقد وافقوا على العمل باتجاه إقامة حكومة وحدة وطنية جديدة في صنعاء الآمنة والمؤمنة، والهدف هو إنجاز ذلك من الآن وحتى نهاية العام. والمهم الآن هو ضم الجميع إلى هذه العملية، فعليا من خلال الجلوس وعقد هذا الاجتماع. هذه هو المفتاح. ولذلك.....
سؤال: هذه صفقة كبيرة. كيف تشعر؟ أقصد أنها تمثل تقدما دبلوماسيا حقيقيا، أليس كذلك؟
وزير الخارجية كيري: نعم، إنها كذلك. حسنا، يتوجب علينا الحصول على القطع الأخيرة، ولكنني متفائل جدا بأن ذلك سيتمكن من الالتئام، وهناك إمكانية حقيقية في أن يشكل ذلك نقطة تحول حقيقية في هذا الصراع، شريطة أن يقوم كل طرف بما عليه، وهذا دائما أمر في غاية الأهمية في مثل هذه التحديات. ولكنها خطوة أولى كبيرة، وكما قال الشيخ طحنون فإن لديها القابلية لأن تصبح اختراقا حقيقيا، شريطة أن تلتئم الأمور وتتجمع.