سياسة عربية

المعارضة تتقدم وتستعد لاقتحام مدينة الباب "خلال ساعات"

فصائل عملية "درع الفرات" تبعد مسافة ثلاثة كليومترات عن مدينة الباب (أرشيفية)- أ ف ب
قتل ثلاثة عسكريين إيرانيين، بينهم ضابط من الحرس الثوري الإيراني، أثناء مشاركاتهم في المعارك الجارية في سوريا، بينما تقدم الجيش السوري الحر نحو مدينة الباب، بسيطرته على مزيد من القرى في ريف حلب الشمالي.

وقالت مواقع إيرانية، الأحد، إن الضابط محمد حسين بشيري، التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني، هو العسكري الحادي عشر من مدينة همدان الإيرانية ممن قتلوا في سوريا.

ووصفت المصادر ذاتها كلا من جواد جهاني وحسين حريري، بـ"المدافعين عن الحرم"، أي مرقد السيدة زينب، جنوب دمشق، حيث إنهما "ذهبا إلى هناك طوعا للوقوف ضد التهديدات الإرهابية"، على حد تعبيرها. 

"درع الفرات" تتقدم

وفي سياق آخر، سيطرت فصائل "الجيش الحر" صباح الأحد، على  خمس قرى في ريف مدينة الباب الشمالي، في إطار العمليات الهادفة إلى طرد تنظيم الدولة منها.

وذكر مصدر ميداني من غرفة عمليات "درع الفرات" لصحيفة "عنب بلدي" المعارضة، أن فصائل الجيش الحر باتت على بعد نحو ثلاثة كيلومترات فقط من مدينة الباب، بعدما سيطرت صباحا على قرى سوسيان وحزوان وقديران والدانا وعولان، المحاذية لها من الجهة الشمالية.

ورجح المصدر أن تبدأ الفصائل بعد ساعات عملية اقتحام المدينة، التي تعتبر المركز الرئيس للتنظيم في محافظة حلب، مستفيدة من غطاء جوي يوفره الطيران التركي ومقاتلات التحالف الدولي.



وكانت فصائل "الجيش الحر" نجحت بطرد تنظيم الدولة من ست قرى جديدة في ريف مدينة الباب الشمالي الشرقي، خلال عمليات "درع الفرات"، متسابقة مع "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تعزز نفوذها في المنطقة.

وسيطرت فصائل الجيش الحر على قرى إقداش والشعيب (الجطل) وحليصة وبصلجة وحجي كوسا والعون، بعد انسحاب تنظيم الدولة منها مساء السبت، وتقع جميعها في المنطقة بين مدن الباب ومنبج وجرابلس، بحسب صحيفة "عنب بلدي" المعارضة.

وانسحب التنظيم كذلك، من قرى قرط صغير وقرط كبير والشيخ ناصر، شمال بلدة العريمة الخاضعة للتنظيم، ما أدى إلى تقدم فصائل "قوات سوريا الديمقراطية" إليها والسيطرة عليها، في خطوة استباقية قبل تقدم الجيش الحر.
 
وبذلك، باتت "قوات سوريا الديمقراطية" على خط تماس كامل في ريف حلب الشرقي، وتحديدا في المنطقة الواقعة بين مدينتي منبج وجرابلس، بعد طرد التنظيم منها.

وتقلص نفوذ تنظيم الدولة في المحافظة إلى مدينة الباب وما حولها، وصولا إلى بلدة دير حافر في المحور الجنوبي، وانتهاء ببلدة مسكنة في الجنوب الشرقي لمدينة حلب، والواقعة بالقرب من الحدود الإدارية لمحافظة الرقة.

وخسر التنظيم معظم مواقعه في منطقتي منبج وجرابلس، وفي ريف حلب الشمالي أيضا، في معارك متتالية مع "قوات سوريا الديمقراطية" بدعم من التحالف الدولي في منبج، والجيش الحر بدعم تركي، وتنسيق مع التحالف في جرابلس، ومن بعدها الباب.

عملية الرقة تبدأ بـ"مجزرة"

وفي سياق متصل، بدأت "قوات سوريا الديمقراطية" في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر، هجوما على المحور الشمالي باتجاه مدينة الرقة، في عملية أطلقت عليها اسم "غضب الفرات"، تشارك فيها وحدات "حماية الشعب" الكردية بشكل أساسي، إلى جانب فصائل عربية وتركمانية انضمت إليها.

ومع الانطلاقة الأولى للعملية، فقد ارتكبت قوات التحالف الدولي بعد يومين من بدئها، مجزرة راح ضحيتها 23 مدنيا وأصيب العشرات، عن طريق الغارات الجوية المكثفة بالصواريخ الموجهة على قرية الهيشة بريف الرقة الشمالي.
 
وقالت حملة "الرقة تذبح بصمت"، إن "الغارات الجوية تمت من قبل طيران التحالف الدولي، وأدت إلى وقوع 23 مدنيًا أغلبهم من النساء والأطفال، مع وجود العديد من الحالات الخطرة"، مشيرة إلى حالات من النزوح الجماعي شهدتها القرية عقب الغارات مباشرة، مع استمرارها بشكل يومي على المنطقة، الأمر الذي خلف عند الأهالي خوفًا من تنفيذ مجزرة أخرى.

وسيطرت "قوات سوريا الديمقراطية" على قرية الهيشة التي حدثت بها المجزرة، بعد ستة أيام من المعارك العنيفة مع تنظيم الدولة. 



وعلى خلفية المجزرة التي ارتكبتها قوات التحالف، فقد أعلن المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية الكولونيل جون توماس، في بيان، أنه "في كل من الحالات التي كشف النقاب عنها، وعلى الرغم من اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة والتزام الغارات بقوانين الصراع المسلح، فقد سقط للأسف ضحايا مدنيون".

وأكد أن "الحد من الضحايا المدنيين أمر أساسي في الحملة الجوية المناهضة لتنظيم الدولة، ونطبق الدروس المستفادة للحد من احتمال سقوط ضحايا مدنيين في المستقبل".

من جهة أخرى أعلنت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة، أن 14 مقاتلا من الفصائل الكردية قتلوا في بداية العمليات العسكرية، إثر هجوم بسيارة مفخخة استهدفت تجمعا لهم في قرية لقطة، جنوب شرق ناحية سلوك، في ريف الرقة الشمالي.

قصف على "خان الشيح"

واستهدف الطيران الحربي الأحد، مسجد الهدى في خان الشيح بريف دمشق الغربي بغارات جوية، ما أدى لمقتل إمام ومؤذن المسجد.

وقالت صحيفة "عنب بلدي" إن غارات جوية استهدفت مزارع مخيم خان الشيح، بالتزامن مع قصف بالصواريخ يستهدف المنطقة، وتدمير جامع الهدى بشكل شبه كامل بعد استهدافه بغارتين جويتين، مشيرة إلى تصعيد عسكري يتبعه النظام السوري في المنطقة في الأيام القليلة الماضية، بهدف الضغط على أهالي المنطقة للقبول بالتسوية والخروج من المخيم.
 
وكانت عدة صفحات موالية نشرت، السبت، "اقتراب الجيش السوري من بدأ عملٍ عسكري ضخم في بلدات زاكية والمقيلبية وخان الشيح، في حال لم تُقدم الفصائل المسلحة هناك على تسوية أوضاعها وإلقاء السلاح خلال مدة أقصاها الشهر".

وذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن طائرة حربية روسية قصفت منتصف ليل أمس، الحارات الشرقية لمخيم خان الشيح والمناطق المحيطة به، بصواريخ تحوي مادة النابالم الحارق.

وقصفت قوات الأسد المخيم، السبت، بخمسين برميلا متفجرا، بالإضافة لقصف مدفعي مكثف على المناطق المحيطة به.