نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للكاتبة روث إغلاش، تقول فيه إن
الإسرائيليين الذين يدعمون الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة شعروا بالانتعاش يوم الخميس، بعد أن صرح أحد كبار مستشاري الرئيس المنتخب دونالد
ترامب لمحطة إذاعة إسرائيلية، بأن الرئيس المنتخب لا يرى في
المستوطنات عائقا للسلام.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن الرئيس المشارك للجنة الاستشارات الإسرائيلية لحملة ترامب، جيسون غرينبلات، قوله متحدثا لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "إنه بالتأكيد ليس رأي ترامب بأنه يجب شجب أنشطة الاستيطان، وأنها عائق أمام السلام؛ لأنها ليست عائقا أمام السلام"، حيث يرجح أن يتم تعيين غرينبلات مبعوث ترامب للشرق الأوسط.
وتشير الكاتبة إلى أنه "إذا بقي موقف ترامب من المستوطنات الإسرائيلية ثابتا، فإن هذا يعني اختلافا كبيرا بينه وبين الرئيس باراك أوباما المنتهية ولايته، فخلال وجوده في البيت الأبيض على مدى 8 سنوات تقريبا، تحدث أوباما بقوة ضد توسيع المستوطنات اليهودية، التي تبنى على أراض يسعى الفلسطينيون لجعلها جزءا من دولتهم المستقبلية".
وتذكر الصحيفة أن الرسالة الثابتة لإدارة أوباما هي أن السماح للمستوطنات بالتوسع يجعل من تحقيق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أكثر صعوبة، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية شجبت الشهر الماضي خططا إسرائيلية لبناء 300 وحدة إضافية في المستوطنات، وقالت إنها "ستتسبب بالمزيد من الأضرار على إمكانية حل الدولتين".
ويفيد التقرير بأنه كرد فعل على رسالة غرينبلات، فإن أوتر أكونيس، وهو وزير دولة كبير، أعرب عن سعادته قائلا إن عبء تحقيق السلام لم يعد مرتبطا فيما إذا قامت إسرائيل ببناء مستوطنات، أم لم تقم بذلك، وحث رئيس الوزراء الإسرائيلي على بدء البناء مباشرة، لافتا إلى أن عوديد رفيفي، المبعوث الأجنبي لمجلس ييشا، وهو مجلس يمثل أكثر من 430 ألف إسرائيلي يعيشون في المستوطنات، رحب بتصريحات غرينبلات.
وقال رفيفي، وهو أيضا رئيس بلدية إفرات، إحدى أكبر المستوطنات الإسرائيلية: "البلدات الإسرائيلية في يهودا والسامرة هي الطريق للسلام، حيث تمكن الإسرائيليين والفلسطينيين من العيش والعمل معا، ونأمل بالاستمرار في بناء مستقبل سلمي، بمباركة من إدارة ترامب الجديدة"، ويشير الإسرائيليون إلى الضفة الغربية باسمها التوراتي يهودا والسامرة.
وتلفت إغلاش إلى أن الزميل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ديفيد ماكوفسكي، أشار إلى أنه، وللمرة الأولى منذ انتخابه رئيسا للوزراء عام 2009، سيتعامل مع رئيس جمهوري، حيث تنبأ ماكوفسكي بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترامب سيتمتعان بفترة "شهر عسل" في البداية، لكنه حذر من أن العلاقة تلك ستواجه تحديات إذا ووجه الزعيمان بأهداف مختلفة في قضاية مهمة مثل محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وقال ماكوفسكي: "في أي مرحلة سينتهي شهر العسل ويخرج ترامب الذي كرس نفسه لفن الصفقات؟ وفي أي مرحلة يبدآن بالتباعد إن ظن أن نتنياهو لا يريد أن يصل إلى صفقة، أو يريد صفقة لا يمكن إتمامها؟"، بحسب الصحيفة.
وتنوه الصحيفة إلى أن ماكوفسكي حذر من أن اليمينيين في حكومة نتنياهو قد يرون في موقف ترامب بخصوص المستوطنات دعوة مفتوحة لتكثيف الاستيطان، وهو ما قد يؤدي إلى تصادم إن رغبت إدارة ترامب بالاستمرار في عملية السلام.
وبحسب التقرير، فإن الإسرائيليين ناقشوا يوم الخميس فيما إن كانت إدارة ترامب ستقوم بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، للوفاء بوعد قطعه ترامب على نفسه في وقت سابق من هذا العام، لافتا إلى أن عدم وجود السفارة الأمريكية في القدس كان نقطة خلاف بين الحليفين منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، وقال تزاهي هانيغبي، وزير آخر من وزراء نتنياهو، بأنه يأمل بأن يفي ترامب بوعده.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى قول هانغبي للإذاعة الإسرائيلية: "كلما كان هناك رئيس جديد، تقول له وزارة الخارجية: (لا تستطيع فعل ذلك، وإن فعلته ستكون هناك مظاهرات دامية في العالم العربي، ويقتل الأمريكان في أنحاء العالم الإسلامي كله)، نحن لا نتحدث عن نقل السفارة إلى القدس الشرقية، بل نتحدث عن نقلها إلى القدس الغربية، وهذه قضية أساسية، ولم تعترف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ عام 1948، وهذا عمل شائن لا مبرر له".