نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا؛ حللت فيه الأسباب التي تقف وراء فوز دونالد
ترامب في
الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه رغم كل الظروف غير المواتية، أصبح ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة. وقد كان هذا الفوز مفاجئا للجميع، إذ حافظت منافسته؛ على أغلبية في استطلاعات الرأي حتى نهاية الحملة الانتخابية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك العديد من العوامل التي تفسر هذا الفوز الانتخابي المثير للدهشة. فعلى رأس قائمة هذه الأسباب، يمكن الحديث عن العلاقة التي تربط الشعب الأمريكي بالنظام السياسي، والتي تتسم بالحنق والسخط، حيث استغلها ترامب لصالح حملته الانتخابية.
وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أن ترامب ظهر في صورة المرشح المعادي للنخبة السياسية، بغض النظر عن أنه جزء منها. وخلال حملته، وعد ترامب بمواجهة بعض القوى التي أصبحت بعيدة كل البعد، على حد تعبيره، عن هموم المواطنين.
وعلى الرغم من أن المرشح الجمهوري دفع ثمنا باهظا بسبب هذه الوعود التي كلفته فقدان بعض الجهات المانحة وشخصيات هامة داخل حزبه، إلا أنه كسب دعم الطبقة العاملة المتضررة من العولمة والناقدة للمشهد السياسي في البلاد.
وعلاوة على ذلك، قدم ترامب نفسه على أنه المرشح الرئاسي المعارض للسياسيين، إذ صرح علنا أنه ليس سياسيا، "فالسياسيون لا يحركون ساكنا" وأنه عكسهم تماما.
وقالت الصحيفة إن ترامب نجح في تحريك النزعة القومية للبيض في الولايات المتحدة الأمريكية. وكنتيجة لذلك، تمكن من حشد هذه الأصوات لصالحه. وعموما، فإن الأفكار التي دافع عنها ترامب خلال حملته الانتخابية تتوافق إلى حد كبير مع الأفكار التي يدافع عنها مجتمع البيض؛ الذي يخشى فقدان موقعه المتميز في بلد أصبح متنوعا على نحو متزايد.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب تمكّن من التقرب من الطبقة الاجتماعية المحافظة، التي يزعجها الوضع الحالي في الولايات المتحدة الأمريكية، وفقا لما رسمه الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، والذي أصبح أول رئيس أسود يصل للبيت الأبيض، ويسمح بزواج المثليين، ويرحب بالمهاجرين غير الشرعيين.
وتساءلت الصحيفة عن المدى الذي يمكن اعتبار أن نتيجة الانتخابات الحالية تعد هزيمة لمشروع باراك أوباما، أكثر من كونها تمثل هزيمة لمشروع
كلينتون.
وعموما، تمكن ترامب من حشد أصوات الفئة التي ينتمي إليها، الأمر الذي فشلت كلينتون في تحقيقه. ووفقا لبيانات من قناة "سي إن إن"، فإنه من جملة 70 في المئة من الناخبين البيض، انتخب حوالي 58 بالمائة منهم ترامب.
وأوردت الصحيفة أن كره الأمريكيين لهيلاري كلينتون خدم حملة ترامب الانتخابية، وجذب الكثير من المرشحين لصالحه، إذ أن هناك نسبة من الأمريكيين الذين قدموا أصواتهم هدية لترامب بدلا من التصويت لهيلاري كلينتون. ويعود سبب عزوف الأمريكيين عن التصويت لصالح المرشحة الديمقراطية، إلى أنها لم تقدم أية مزايا للشعب الأمريكي خلال مسيرتها السياسية التي دامت أكثر من 40 سنة.
وأضافت الصحيفة أن اسم هيلاري كلينتون لطالما ارتبط بمصطلح نظام الحكم الأوليغارشي، إذ إنها كانت منذ سنة 1979 السيدة الأولى في ولاية أركنسو، كما أن اسمها أصبح مرادفا لكلمة "السياسة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه كان يُعرف عن كلينتون أنها غير ودية ولا تتمتع بكاريزما، وترفض أن تكون في ظل زوجها، وهو الأمر الذي لم يلق استحسانا بين الدوائر المحافظة. والأسوأ من ذلك، فإن السرية التي تتوخاها كلينتون في إدارة مسيرتها السياسية، لم تخدمها كثيرا، بل على العكس أثارت الكثير من الشكوك حولها.
وبيّنت الصحيفة أن نقطة الضعف الأخرى في مسيرة كلينتون، التي خدمت منافسها الجمهوري، هي فضيحة استخدام البريد الإلكتروني الخاص بها خلال فترة توليها منصب وزيرة الخارجية. ومن جملة ما كشفت عنه هذه الرسائل الإلكترونية، هو أن كلينتون لا تعمل لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، بل تعمل فقط على تحقيق مصالحها الخاصة، الأمر الذي أطلق عنان الشكوك حول مدى نجاعة إدارتها.
وخلصت الصحيفة إلى أنه مع مرور الوقت ستصدر تحليلات أخرى لأسباب النصر المفاجئ الذي حققه ترامب. وفي الوقت الحالي، ليس بوسعنا سوى تقديم خطابه "المعادي للنظام"، وقدرته على حشد الناخبين البيض، وتراجع الدعم الأمريكي لكلينتون.