وجّه سيناتور أمريكي ديمقراطي اتهامات إلى رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، موضحا أنه "منحاز لأحد الحزبين على الآخر"، كما أن مسؤولا ديمقراطيا سابقا آخر اتهمه كذلك بـ"التعاطف مع بوتين"، بعد قراره استئناف التحقيق في قضية "بريد
كلينتون".
وفي رسالة من السيناتور الأمريكي عن ولاية نيفادا هاري ريد، إلى رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، الأحد، قال ريد: "إن تصرفاتك في الشهور الأخيرة أظهرت ازدواجية مزعجة للتعامل مع معلومات حساسة، دعما لأحد الأحزاب السياسية على آخر".
وحذر ريد، كومي، بقوله إن "مكتبي لاحظ أن تصرفاتك قد تنتهك القانون، الذي يمنع مسؤولي المكتب الفيدرالي من استخدام صلاحياتهم للتأثير على الانتخاب"، مؤكدا أن هذه الازدواجية "واضحة".
وقال السيناتور إن كومي يملك معلومات خطيرة حول علاقات قريبة وتنسيق بين المرشح الجمهوري دونالد
ترامب ومستشاريه، مع الحكومة الروسية، داعيا إياه لنشر هذه المعلومات.
وعلى النقيض، فقد اتهم السيناتور الديمقراطي، كومي بأنه ينشر أي معلومة مرتبطة بوزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الديقمراطية هيلاري كلينتون.
وأكد أن التحركات الازدواجية ونشر المعلومات واختيار التوقيت "يستهدف إنجاح أو إفشال مرشح حزبي أو تنظيم سياسي" على حساب خصومه، معربا عن "ندمه" لدعمه إياه في السابق بدفاعه عنه لاستلام منصبه بعدما "أخر الجمهوريون ترشحه"، بحسب تعبيره.
"متعاطف مع بوتين"
وفي سياق متصل، اتهم مسؤول سابق في الحزب الديمقراطي الأمريكي، جيمس كومي بتقويض الثقة بمؤسسته وتعاطفه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد قراره باستئناف التحقيق في قضية "بريد كلينتون".
وقال الرئيس السابق للجنة القومية للحزب الديمقراطي هوفارد دين، إن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية "وقف في الواقع إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي تتهمه جهات أمريكية بالتدخل في العملية الانتخابية الأمريكية".
وأعرب العضو الديمقراطي في الكونغرس الأمريكي تيم رايان، عن استغرابه بشأن قرار مكتب التحقيقات الفيدرالي، التحقيق في فضيحة استخدام وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بريدها الشخصي لإرسال معلومات سرية.
وتساءل رايان: "من أين ظهرت هذه الوثائق؟ كيف حصل المكتب عليها؟ هل
روسيا متورطة في ذلك؟ نحن لا نعرف شيئا عن الجهة التي تأتي منها هذه الوثائق".
ويذكر بهذا الصدد أن بوتين أكد مؤخرا أن موسكو لم تتدخل في الحملة الانتخابية الأمريكية، قائلا إن "أمريكا قوة عظمى"، متسائلا: "فهل هناك من يفكر بالفعل أنه يمكن لروسيا أن تؤثر بشكل ما في اختيار الشعب الأمريكي؟".
ووجه جيمس كومي مدير الـ"FBI" خطابا لعدد من رؤساء اللجان في الكونغرس الجمعة، أعلن فيه أن مكتبه سيحقق في مزيد من الرسائل المتعلقة بهذه القضية، مضيفا أنه "من غير الواضح حتى الآن مدى خطورة الرسائل الجديدة"، دون أن يحدد إطارا زمنيا للانتهاء من التحقيق، بحسب تعبيره.