انتهى اليوم الأول من معركة
حلب "الكبرى" التي تهدف لكسر الحصار عن المدينة، بتقدم ملحوظ لفصائل المدينة، وتمثّل ذلك بالسيطرة على عدة مواقع ونقاط.
وسيطرت فصائل المعارضة على ضاحية الأسد، ومعامل الكرتون، ونقاط أخرى بعد قتل وإصابة العشرات من المليشيات النظامية، ومقاتلين من حزب الله اللبناني، والنجباء العراقية.
وأعلن فصيل "أجناد الشام" التابع لـ"جيش الفتح"، أسر عناصر من حزب الله، فيما قالت "فتح الشام" إنها تمكّنت من قتل قيادي ميداني في الحزب.
وفجّر مقاتل سعودي، وآخر مصري، وثالث سوري، من جبهة فتح الشام، أنفسهم في اليوم الأول من المعركة، إضافة إلى مقاتل تركي آخر فجّر نفسه، ينتمي إلى الحزب الإسلامي التركستاني.
ونشرت الفصائل المشاركة في معركة حلب، صورا وفيديوهات توثّق قصف تحصينات النظام، بشتّى أنواع الأسلحة، وتقدم الدبابات نحو نقاط النظام بهدف السيطرة عليها.
"
عربي21" حاورت عددا من مسؤولي الفصائل المشاركة في المعركة، الذين أجمعوا على سير المعركة وفقا للخطة المرسومة لها.
مأمون حاج موسى، المتحدث الرسمي باسم "صقور الشام"، قال إن "التجهيز لمعركة حلب لم يتوقف منذ انتهاء المعركة السابقة".
وبحسب حاج موسى، فإن الفصائل استقت العبر والدروس من المعركة السابقة، مبيّنا أن "حلب ليست كإدلب وتحتاج إلى خطة حرب شوارع بعيدا عن الأسلحة الثقيلة".
وقال حاج موسى، إن "غرفة عمليات جيش الفتح التي تضم صقور الشام، لديها قوة عسكرية كبيرة قادرة على فتح معركة بمحاور عديدة تمتد لشهور".
وعاد حاج موسى للحديث عن المعركة السابقة، قائلا إن الكليات العسكرية التي سيطرت عليها الفصائل في غضون أيام، كان من المفترض أن تمتد فيها المعارك لأسابيع، في إشارة إلى إمكانية كسر حصون النظام.
وأكّد حاج موسى في حديثه لـ"
عربي21" أن "ما تنتظره المليشيات الطائفية سيكون مربكا ومفاجئا، فهم لم يعوا الدرس أول مرة ولم يقدروا بسالة أبطالنا في معركة الكليات، حتى رأوا أفعالهم ففروا هاربين، واليوم هم لم يقدروا تكتيكاتنا الجديدة التي لم يروا منها شيئا بعد، ومع ذلك سقطت لهم ثلاث نقاط."
وأكّد حاج موسى أن هدف المعركة هو "تحرير حلب بالكامل"، وليس كسر الحصار فقط، قائلا إن "كسر الطوق فقط سيحول المعركة إلى استنزاف طويل قد لا تتحمله فصائل الثورة، مقابل دعم دولي لمليشيات بشار الطائفية والترسانة الجوية الروسية واستخدامها تكتيك الأرض المحروقة".
وخلص حاج موسى بأنه "لا خيار أمام الفصائل سوى أن تمضي قدما في معركة لا هوادة فيها، حتى يرفع علم الثورة بساحة سعد الله الجابري ويقتلع جذر النظام الطائفي من كل حلب".
وختم حاج موسى حديثه بالقول إنه "من خلال هذا التجهيز الكبير للثوار وما يرد من داخل حلب المحتلة، يؤكد حجم الإرباك داخل صفوف مليشياته، حتى إن طيران الروس قصف بالخطأ موقعا لجنود الأسد في الضاحية والأكاديمية العسكرية".
بدوره، تحدّث المقدّم "أبو بكر"، القائد العام لـ"جيش المجاهدين"، عن تقييم اليوم الأول من المعركة.
وأوضح "أبو بكر" في حديث لـ"
عربي21"، أن "العملية نفّذت كما هو مخطط لها والحمد لله رب العالمين".
وتابع: "تحقق عنصر المفاجأة رغم تصوّرنا أن العمل كان مكشوفا"، في إشارة إلى أن الجهود الاستخباراتية للنظام فشلت في كشف بعض العمليات التي شهدها اليوم الأول من المعركة.
وشدّد قائد جيش المجاهدين الذي ينضوي تحت "غرفة عمليات
فتح حلب"، على أن "التنسيق عال بين الجميع، وكل الفصائل تدفع بما عندها من أجل إنجاز المراحل التالية واستغلال انهيار المعنويات لدى المليشيات والنظام".
وبحسب المقدّم "أبو بكر"، فإن "الفصائل الثورية تسعى للاستفادة من عامل الطقس، خلال معركة حلب".
وأشار "أبو بكر" إلى أن "مراحل معركة حلب قد يتم إنجازها خلال أسبوع واحد فقط"، مضيفا: "كسر الحصار أولا، والتحرير بإذن الله".
محمد حاج قاسم، مدير المكتب الإعلامي لفصيل "تجمع فاستقم كما أمرت"، قال إن "النقاط التي تمّ تحريرها في اليوم الأول من المعركة، هي (ضاحية الأسد، معمل الكرتون، مناشر منيان، كتل أبنية من مشروع 1070".
وقال قاسم، إن الثوار باتوا على مشارف الأكاديمية العسكرية، ومشروع 3000 شقة".
وتابع في تصريح لـ"
عربي21": "المعركة مستمرة لفك الحصار عن الأحياء الشرقية دون توقف".
وأكّد حاج قاسم أن "التعاون والتنسيق على أعلى المستويات بين الفصائل، وكأنهم جيش واحد".
فيما كشف المكتب الإعلامي لـ"الجبهة الشامية" أن "تحضيرات تُجرى لبدء معارك من محاور إضافية ستفاجئ عصابات الأسد ومرتزقته؛ لتحرير كل مدينة حلب ليس فقط فك الحصار عن الأحياء الشرقية".
وأعلنت "الجبهة الشامية"، وفصائل أخرى "استهداف مواقع النظام في جمعية الزهراء وكتيبة مدفعية الزهراء بوابل من صواريخ الغراد وقذائف الدبابات، والهاون والمدافع الميدانية، ما أدى لتدمير مِنصّة إطلاق صواريخ من نوع (فيل) وتحقيق إصابات مباشرة".
واستهدفت مضادات الدروع التابعة لفصائل الثوار، تحصينات قوات النظام في منطقة الراموسة، إضافة إلى استهداف سريّة المدفعية نقاطا للنظام في تلّة الشيخ يوسف.