نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا للصحافية بيل ترو في القاهرة، تقول فيه إن أكبر مصانع الحلويات في
مصر اضطر إلى الإغلاق، بعد أن قامت السلطات الرسمية بمداهمة مخازن
السكر في المصنع، وسط نقص شديد في الأغذية الأساسية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن مصادرة ألفي طن من السكر، الذي تقول السلطات إنه تم شراؤه بطريقة غير شرعية، تسببت بإغلاق مصنع بني سويف التابع لشركة "إيديتا" للصناعات الغذائية، الذي يصنغ "توينكيز" وغيرها من الماركات العالمية.
وتذكر ترو أن موردا آخر للسكر قال إنها ليست المداهمة الأولى التي تؤثر في المصانع، بل إن مصادرة كميات من السكر بدأت الأسبوع الماضي، واستهدفت آلاف تجار الجملة ومخازن التعبئة، لافتة إلى أن رفوف المتاجر خلت تقريبا من السكر، بعد ارتفاع الأسعار على مستوى العالم، وتوقف الاستيراد؛ بسبب شح العملة الصعبة.
وتلفت الصحيفة إلى وجود حالة من الغضب المتنامي بين المصريين المحبطين؛ بسبب التضخم ونقص المواد الأساسية، بالرغم من الوعود بالسلام والازدهار بعد استيلاء الجيش على الحكم عام 2013.
ويورد التقرير أن رئيس مجلس إدارة "إيديتا" هاني برزي، الذي نفى بشدة تهم الحكومة، حذر من آثار مداهمات الشرطة المترتبة على التجارة محليا وخارجيا، وقال: "إذا استمرت (المصادرة) ستتوقف بقية الشركة"، وأضاف أن المستثمرين الأجانب "قلقون جدا" بسبب المداهمات.
وتقول الكاتبة إن النقص في العملة الصعبة، الذي نتج جزئيا عن انهيار قطاع السياحة، والمشاريع الضخمة، مثل توسيع قناة السويس، جعل من الصعب استيراد السلع المختلفة، ما أدى إلى حالة مزمنة من نقصها في الأسواق.
وتنوه الصحيفة إلى أن الأسعار ارتفعت منذ شهر آب/ أغسطس، عندما قامت الحكومة بوقف الدعم، الذي يعد ضروريا لـ23 مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر، بالإضافة إلى أن الحكومة فرضت ضريبة قيمة مضافة على السلع بنسبة 13%، وارتفعت أسعار الكهرباء في بعض المناطق بنسبة 40%.
ويفيد التقرير بأنه لا يزال على الحكومة، التي حذرت من إجراءات تقشفية أشد في الأيام المقبلة، القيام بخفض قيمة الجنيه المصري، وإلغاء الدعم عن المزيد من السلع، بما في ذلك عن المحروقات، كجزء من جملة إصلاحات اشترطها صندوق النقد الدولي؛ لضمان قرض قيمته 12 مليار دولار منه، وهو ما يتوقع أن يزيد من حجم التضخم، الذي وصل إلى 14%، وهو في أعلى نسبه على مدى السبع سنوات الماضية.
وتبين ترو أن الناس بدأوا بطرح ما يواجههم من مصاعب في العلن، بالرغم من قمع الرئيس المصري عبد الفتاح
السيسي للمعارضة، مشيرة إلى مشاركة الناس على شبكات التواصل الاجتماعي لرسوم كرتونية لرئيس الأركان السابق، حيث يصور آخر رسم من هذا النوع مصر بأنها رجل يغرق ويرفع يده من تحت الماء طلبا للإنقاذ، ويرسم السيسي على أنه يسارع إلى الماء ويسرق ساعة الرجل، بالإضافة إلى أنه تمت مشاهدة فيديو سائق سيارة التوك توك، الذي تحدث فيه بحرارة عن وضع
الاقتصاد المصري، ملايين المرات.
وبحسب الصحيفة، فإن هناك دعوات على "فيسبوك" لـ"
ثورة جياع" في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، ما تسبب بردة فعل لدى قوات الأمن، التي قالت إن تلك الدعوات ما هي إلا خطة للإخوان المسلمين، حيث تم اعتقال 70 شخصا على الأقل في ما يتصل بالمظاهرات المقترحة، بتهم الانتماء لجماعة محظورة، وقال السكان في المناطق المحيطة بميدان التحرير إن الشرطة بدأت بمداهمة الشقق.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه في تهديد مبطن لمن تسول له نفسه بالتظاهر، قال وزير الداخلية مجدي عبد الغفار أمس إن البلاد تواجه تحديات غير مسبوقة، وإن هذه التحديات تتطلب تحركا حاسما.