قال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن
القصف الذي استهدف المدمرتين الأمريكيتين في بحر
اليمن خلال الأسابيع الماضية، الذي اتهمت واشنطن
الحوثيين بالوقوف وراءه، ربما يكون محاولة إيرانية تهدف لجر أمريكا إلى الحرب في اليمن بشكل أكبر.
وقال الباحث في المركز فرزين نديمي المختص بشؤون الأمن والدفاع لدول الخليج وإيران، إن استمرار الهجمات الصاروخية طيلة الأيام التي أعقبت الحادثة، قد يشير إلى أن الحوثيين يسعون إلى تحقيق أهداف تكتيكية عبر الاعتداء على السفن الحربية الأمريكية.
ولفت إلى أن توقيت الهجمات الصاروخية الأولى، يوحي بأنها كانت ضربات انتقامية ضد الأهداف الأعلى قيمة الماثلة أمامها، التي صادف كونها السفن الأمريكية والتي جاءت بمجملها بعد حادثة قصف مجلس العزاء في صنعاء.
وأشار الباحث إلى اتهامات زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي لأمريكا بعد استهداف موقع رادارات الجوالة اليمنية، والقول إن هذه طريقة واشنطن "لتمهيد الطريق للاعتداء على ميناء الحديدة"، ثاني أكبر معقل للحوثيين في اليمن وأكبر مصدر لوصول الإمدادات إليهم.
ورأى أن الجهة التي تقف وراء الهجوم ربما تهدف إلى التسبب بحالة مشابهة لـ "عواقب حادثة ستارك" أي إلى سخط عالي المستوى، مماثل للهجوم الصاروخي الذي ضرب السفينة الحربية "يو أس أس ستارك" عام 1987 وجرّ الولايات المتحدة بصورة أكثر إلى حرب الخليج الأولى.
ولفت الباحث إلى أن الجيش الأمريكي لم يؤكد نوع الأسلحة التي أطلقت على سفنه، إلا أن المشتبه به الرئيسي هو "نور سي-802"، الذي هو عبارة عن نظام صواريخ جوالة، قيل إنّ إيران تزوده لعملائها الحوثيين المعادين لأمريكا عادة.
ولكنْ، ثمة احتمال آخر هو "سي-801" الذي هو صاروخ موجه ذو طراز أقدم، موجود في ترسانة البحرية اليمنية، يمكن أن يكون قد وقع في أيدي الحوثيين نظرا لتحالفهم مع عناصر سابقة من القوات المسلحة في البلاد، واستيلائهم على مساحة كبيرة من الأراضي.
وأضاف أن ما هو أخطر من الضربات الصاروخية المتفرقة، إمكانية تفخيخ طرق الملاحة الساحلية والدولية بشكل محدود، وهذا أمر يستطيع الحوثيون إنجازه دون مساعدة مباشرة من إيران.
وشدد على أن أي ندخل إضافي من الولايات المتحدة، سوف يزيد من تعقيد الحرب التي لا تبدو نهايتها قريبة.