رفض عضو جبهة "الإنقاذ" السابق، رئيس مجلس أمناء حزب "
المصريين الأحرار" سابقا، أسامة الغزالي حرب، قرار رئيس تحرير صحيفة "
الأهرام" الحكومية، بمنع نشر مقاله الأخير بالصحيفة، بعنوان "المدينة الفاضلة"، الذي ينتقد فيه قرار رئيس الانقلاب، عبد الفتاح
السيسي، بإنشاء
عاصمة إدارية جديدة لمصر، وهو ما وصفه الغزالي في مقاله بالنكبة، مؤكدا أنه يأتي على حساب أولويات أكثر أهمية للمواطنين كالتعليم والصحة والصرف والأمية.
واعتبر الغزالي في مداخلة هاتفية ببرنامج "451 فهرنهايت"، عبر فضائية "العاصمة الجديدة"، منع نشر مقاله بأنه "اعتداء على حرية الرأي، وتصرف يدعو للأسف"، وقال: "أرفض كل محاولات الحجر على حريتي في إبداء رأيي".
وأوضح أن اعتراضه على هذا المشروع يعود إلى كونه نوعا من إهدار الموارد، وسوء ترتيب الأولويات، مشيرا إلى أن التعليم والصحة والحرمان من الصرف الصحي وانتشار الأمية هي أمور أكثر أهمية في ترتيب الأولويات من إنشاء العاصمة الجديدة.
وبينما تم نشر المقال كاملا بجريدة "المقال" لإبراهيم عيسى، الثلاثاء؛ تسابقت صحف ومواقع إلكترونية عدة، إلى نشره في الساعات الأخيرة.
وفي المقال وجه الغزالي انتقادا عنيفا للعاصمة الجديدة، ساخرا من "مزاياها الخرافية"، ومشيرا إلى أنه يكتب عنها للمرة السادسة، وقد وصفها في آخر مرة بأنها "نكبة"، ومع ذلك لم يتلق أي رد أو توضيح بشأنها"، بحسب قوله.
وأضاف: "لا أفهم إطلاقا سر اهتمام الرئيس السيسي ببنائها بقرارات منفردة، لم نسمع أن البرلمان ناقشها أو صادق عليها".
وشدد الغزالي على أن المدينة ستكون عبئا على الاقتصاد المصري، والموازنة المصرية، بلا أي عائد حقيقي، مؤكدا أنها ستكون "نموذجا غريبا في العالم، إذ ستوجه الموارد لبناء المباني الذكية الشاهقة الأنيقة، والنافورات العملاقة، والمعارض الباهرة، والنقل الجماعي المتطور، وهناك - في الوقت نفسه - مئات الآلاف، لا بل الملايين الذين يبحثون عن أي فرص للعمل الشريف حتى بالهجرة غير الشرعية، والذين فقد المئات منهم حياتهم غرقا في البحر".
وأبدى الغزالي دهشته من توجيه "الموارد للافتتاح السريع للعاصمة الإدارية، وملايين المواطنين يئنون تحت وطأة ارتفاع الأسعار، وتهاوي سعر الجنيه أمام الدولار، وانفجار أسعار السلع من السكر إلى الكهرباء".
وتساءل: "أي مدينة إدارية نتحدث عنها، وأحوال مدارسنا - مع بدء العام الدراسي - متهالكة ومزرية، ونفقات التعليم باهظة ومرهقة؟ أي مدينة إدارية نتحدث عنها ونبذر فيها الأموال، ومشكلة الصرف الصحي لا تزال أكبر وأخطر مشكلة بيئية حالية في مصر؟".
واختتم الغزالي مقاله، مخاطبا السيسي، بالقول: "سيادة الرئيس... هذه قرارات لا تتخذ في دولة ديمقراطية، بل في شبه دولة... لا ديمقراطية".
من جهتها اعتبرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أن امتناع جريدة الأهرام، عن نشر مقال رأي للكاتب الصحفي أسامة الغزالي حرب، يعد استمرارا لانتهاكات حرية الصحافة، ودليلا إضافيا على الخلل الشديد في إدارة الإعلام الرسمي.
وقالت الشبكة في بيان لها، الثلاثاء: "إنها ليست المرة الأولى التي يمنع فيها مقال في جريدة الأهرام، ففي 18 نيسان/أبريل الماضي، نشرت جريدة الأهرام اعتذارا عن نشر مقال أحمد السيد النجار عن جزيرتي تيران وصنافير، برغم أنه رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام نفسها، مما يوضح بجلاء مدى التخبط الذي يعاني منه الإعلام الرسمي".
وأضافت الشبكة أن "منع المقالات في الصحف القومية والخاصة حتى لمؤيدي السلطة الحالية، يوضح حجم تراجع الحريات الصحفية في مصر، وانتهاك حرية التعبير وحرية الصحافة، كما أن المنع يبعث على القلق من حيث تنامي الرقابة في المؤسسات الصحفية".
في المقابل، وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، العاصمة الإدارية المصرية الجديدة، بمشروع الرئيس عبد الفتاح السيسي الضخم، وقال تقرير لمجلة "جلوبس" - الملحق الاقتصادي للصحيفة - تحت عنوان "هكذا تبدو العاصمة المصرية الجديدة"، إن تنفيذ المشروع أصبح واقعا.
ونبه التقرير إلى إعلان شركة التطوير الصينية CFLD التابعة للحكومة الصينية، ضخ 20 مليار دولار لتنفيذ المشروع.
وأوضح أن إعلان الصين عن الخطوة، جاء بعد لقاء مسؤولي الشركة مع السيسي، وأن ذلك يأتي بعد تعهدات سابقة للصين بقيمة 15 مليار دولار، إلى جانب تعهدات الحكومات الكويتية والسعودية والإماراتية بضخ منح وتمويلات تصل إلى 12 مليار دولار.
وخلص التقرير إلى أن كل الدعم السابق، يمكنه إتمام المرحلة الأولى من المشروع الطموح، الذي سيكلف مصر 45 مليار دولار، وفق الصحيفة.