ذكرت مصادر في الفصائل المقاتلة ونشطاء في
الساحل السوري؛ أن قياديا في حركة
أحرار الشام يُتهم تنظيم
جند الأقصى باغتياله، كان متخصصا في صواريخ غراد، وأنه أطلق مئات الصواريخ تجاه معاقل النظام السوري في
اللاذقية على مدى السنوات الماضية.
وكان "جند الأقصى" قد اختطف محمد منير الدبوس، قائد لواء الإيمان التابع لحركة أحرار الشام، مع اثنين من مرافقيه في بلدة حزارين بريف إدلب، يوم السبت الماضي، ثم تم إعدامهم ميدانيا، ليحتفظ التنظيم بالجثث لديه رغم انسحابه من البلدة.
وذكر ناشطون أن الدبوس كان قد اغتنم راجمات صواريخ من النظام السوري في معارك سهل الغاب (ريف حماة) والساحل السوري، علما بأنه من قرية الحويجة في سهل الغاب.
اقرأ أيضا: جند الأقصى تعدم أحد رموز أحرار الشام.. فكيف ردت الأخيرة؟
وفي هذا السياق، يقول قاضي المحكمة الإسلامية في الساحل، الشيخ أبو مخلص، لـ"
عربي21"، إن أبا منير الدبوس شارك في تأسيس حركة أحرار الشام الإسلامية، "وكان من أكثر القادة حضورا في المعارك مع النظام وأكثرهم شجاعة"، على حد وصفه.
وأشار أبو مخلص إلى أن الدبوس حاول التخلي عن القيادة عدة مرات، لكن القائد الراحل للحركة، أبا عبد الله الحموي، كان يرغمه على العودة مجددا، موضحا أن الدبوس نجا من أكثر من خمس محاولات اغتيال، بعضها من قبل تنظيم الدولة، كما تعرض لمحاولات اغتيال من عناصر "جند الاقصى" أكثر من مرة، إلى أن لقي مصرعه على أيديهم في عملية إعدام ميدانية نفذوها في ريف إدلب، عبر نصب حاجز بالقرب من مدينة كفرنبل.
بدوره، يشرح ثائر الجبلاوي، القيادي في الجيش السوري الحر، أن الدبوس كان برفقة ثلاثة من المقاتلين منهم أبو عبد الرحمن الغابي، قائد قطاع حماة في أحرار الشام، عندما أوقفه حاجز لجند الأقصى بالقرب من بلدة حزارين، وعندما سأل القيادي عناصر الحاجز عن هويتهم، أجابوه بأنهم من أحرار الشام وطلبوا منه الترجل من سيارته.
ويتابع الجبلاوي في حديث خاص لـ"
عربي21": "قاموا بتجريده من سلاحه ونفذوا حكم الإعدام فيه رميا بالرصاص، بعد أن أخبروه أنهم من جند الأقصى وليسوا من أحرار الشام، وقتلوا مرافقيه أحدهم من مدينة جبلة والآخر من قريته"، مؤكدا أن القيادي كان في طريقه لقرية كفرسجنة في جبل الزاوية لتحرير أسرى أحرار الشام.
وحول تاريخ أبو منير الدبوس، أكد الجبلاوي أن القيادي أطلق أكثر من 1200 صاروخ على دفعات طيلة السنوات الماضية على مدن اللاذقية وجبلة والقرداحة ومطار حماه ومعسكر جورين، مشيرا إلى أن عدد عناصر لواء الإيمان، الذي كان يقوده الدبوس، تجاوز الألفي مقاتل، وأن اللواء يمتلك معدات عسكرية ضخمة تشمل راجمات صواريخ وعشرات الدبابات، حيث قام القيادي بقصف مواقع قوات النظام في أيام رأس السنة الميلادية، كما استهدف القاعدة الروسية في جبلة عدة مرات عبر الراجمات وعبر مدافع ثقيلة مزودة بقذائف صاروخية، وفق قول الجبلاوي.
بدوره، بيّن القائد في الجيش الحر "أبو رحال"، أن القيادي المقتول شارك في عشرات المعارك في الساحل وسهل الغاب، حيث شارك بتحرير مدينة سلمى وكنسبا وجسر الشغور ومدينة إدلب، وكان في اقتحامي تحرير وادي الضيف، وكان ساعد فصائل بتأمين السلاح والذخيرة، وهو من قتل المجند "العلوي" حمزة الغضبان من طرطوس، وفق تسجيل بثه ناشطون في العام الماضي في معارك ريف ادلب.
وبحسب الجبلاوي، كان للدبوس قاعدة شعبية كبيرة، حيث لقب بـ"العامي" لأنه ليس لديه لحية طويلة كباقي أعضاء الحركة، الأمر الذي جعله مقربا من قادة الحيش الحر.
وبين ناشطون من ريف اللاذقية أن الدبوس كان قد قام بعمليات أمنية بالغة الخطورة في مناطق سيطرة النظام السوري في مدن الساحل، تزامنا مع إطلاقه الصواريخ على اجتماعات ضباط النظام السوري في الثكنات العسكرية، وبأن له دورا بارزا في استهداف علي كيالي، قائد ما يسمى المقاومة الشعبية لتحرير اسكندرون، وهو علوي تركي يقاتل مع النظام السوري.
واندلع قتال عنيف بين أحرار الشام وتنظيم جند الأقصى المتهم بتبني فكر تنظيم الدولة، وسارع 18 فصيلا لتأييد أحرار الشام، في حين أعلن الجند مبايعته لجبهة فتح الشام لتجنب تصفيته. لكن الفصائل السورية تصر على ضرورة خضوع المتورطين عن مقاتل قيادات أحرار الشام للمحاكمة أمام المحاكم الشرعية، وإعلان جند الأقصى تبرؤه من تنظيم الدولة.
اقرأ أيضا: "جند الأقصى" تبايع جبهة فتح الشام.. وأحرار الشام تعلّق