فى لقاء متلفز أذيع على قناة الشرق (https://www.youtube.com/watch?v=RuknXBWQKbU) - منذ أيام - استضاف فيه الحقوقى هيثم أبو خليل والمهندس أسامة فتحي (العضو المتطوع بالفريق الرئاسى الذى عمل مع الرئيس محمد مرسي) أثار أسامة فتحي عدة أمور (كان قد ذكرها سابقا في عدة لقاءات) استلزمت مزيد من الاستفسار بشأنها وإعادة طرح أسئلة مجددا، تلك التي لم تجد من يجاوب عليها منذ 3 سنوات.
يمكننا وضع الحوار - كما غيره - تحت عنوان كبير هو " كيف كانت تدار الأمور من جانب السلطة قبيل 30/6 "، فحتى الأن نحن فى حاجة لإجابات بشأن 30/6 و3/7 سواء مَن كان فى الحكم أو مَن رتب وخطط لإسقاطه، لا زلنا حيارى بين هؤلاء وهؤلاء ولا نثق فى أي منهما - بعد أن كفرنا بالنخب من كل الاتجاهات.. كفران لا إيمان بعده -.
حكى أسامة فتحي عن عدة أمور خلال عمله التطوي في مجال التعاون الدولي مع عصام الحداد مستشار الرئيس مرسي للشؤون الخارجية.. أورد منها ما استدعى الأسئلة:
قال أسامة: إن عصام الحداد كان يرى أن السيسى له طموح سياسى أكثر مما يتخيلوا، الرئيس مرسى قابل محمد البرادعى وعرض عليه رئاسة الوزراء لكن البرادعي رفض، وذكر أيضا أن السفيرة الأمريكية هاتفت عصام الحداد وسألته "هل تشعرون بانقلاب قادم" رد عليها بأنهم يحاولون احتواء الأمر مع المعارضة، ردت السفيرة "تحدث مع السيسي فقط"، صرح أسامة أن 75% من جهاز المخابرات العامة كان رافضا لحكم الرئيس مرسي، وقال في مارس 2013 جرى لقاء بين أوباما وعصام الحداد فى البيت الأبيض استغرق 55 دقيقة، طلب فيه أوباما ثلاثة أمور: (لقاء مقترحا بين مرسى ونتانياهو – أن يأتي البرادعي على رأس الوزارة - حل مشكلة القضاة)، وقال أن جهاز المخابرات أبلغ عن تلقي حمدين صباحي 20 مليون جنيه من حزب الله اللبناني.
فيما يخص حمدين والبرادعي لماذا لم يعلن هذا في وقته، ولماذا لم يتم كشف هذه الشخصيات للرأي العام، عن السيسي لماذا تركتموه يكمل خططه حتى يصل لطموحه على مرأى منكم.
منذ يوم 24/6 كان من الواضح نية الجيش حينما دفع بقواته للشارع تحت ذريعة حماية الأمن والمنشآت العامة وأعطى قائده العام مهلة الأسبوع لحل الأزمة، ثم جاء لكم تأكيد من الطرف الأمريكي (الذي يعلم كل كبيرة وصغيرة تحدث في الجيش) فماذا فعلتم؟ لماذا لم يخرج الرئيس ويعلن إقالة السيسي علناً، الذى - حتما - كان سيرفض اقالته وحينها يظهر الأمر للكل على حقيقته بأنه تمرد من وزير الدفاع ومجلسه العسكري بدلاً من جلسات المحبة التي كان يخدعكم فيها.
عن المخابرات العامة كيف تعاملتم مع هذا الأمر، لقد عين الرئيس مرسي مديرا جديد لجهاز المخابرات (رأفت شحاتة) فلماذا لم يستطع السيطرة على الجهاز ولمن كان ولاؤه وما الجديد الذي قدمه ولما تركتم الأمر يستفحل.
حدث تراجع في قانون السلطة القضائية (الذي حدد احالة القضاة للمعاش عند سن ال60 دون تجديد) وكثيرة هي تراجعات الرئيس في قرارات وقوانيين، لقد اجتمع الزند بالقضاة وطالب صراحة بتدخل أوباما شخصياً، وها هو أوباما تدخل بطلبه من الحداد فلماذا تركتم الزند دون محاسبة، مجرد رد فعل تجاهه وغيره كان من الممكن أن يعطي انطباعاً بأن حكمكم ليس لقمة سائغة، اقالة المستشار القانوني للرئيس مرسي محمد فؤاد جاب الله تعيد طرح السؤال القديم عن ما هي طبيعة اختيارات الطاقم الرئاسي ومستشاري الرئيس وعلى أي أساس تم اختيارهم.
هل نعتبر هذه مراجعات أم محاولة لتوضيح بعض الحقائق، إذا كانت مراجعات فلابد أن تقدم بطريقة أوضح وأكثر صراحة وحتى أكثر رسمية من هكذا.
أما إن كانت محاولة لتوضيح بعض الحقائق فرغم كونها متأخرة جداً الا أن القليل من المعلومات لا يفيد والأفضل تقديم شهادة وافية للناس والتاريخ مع مطالبة كل من عمل مع الرئيس (ويستطيع الكلام) أن يتحدث ويقول شهادته.
هل أضاع الرئيس ورفاقه فرصة تاريخية سنحت لهم بعد اقالة طنطاوى وعنان عندما كان الدولة العميقة في موقف ضَعف و"ركبها بتخبط في بعض "، ولم يكونوا رتبوا أوراقهم وخطواتهم بعد، لحظة تاريخية سنحت لضرب معاول كثيرة فى هيكل الدولة العميقة وخصوصاً الأجهزة الأمنية.
نعلم - ومن وقتها - أن الأجهزة الأمنية والمخابراتية لم تكن تدعم الرئيس ولا تريده، لكن طريقة التعامل معهم بالترضية و"الطبطبة" هي التي كانت في غير محلها والأفضل كانت مواجهتهم بسلاح الشعب.. السلاح الذي أهمله الرئيس مرسي والإخوان.
لازال السؤال عن كيفية اختيار السيسى كوزير دفاع ومحمد ابراهيم (الذي كان خارج الخدمة وقتها) وزير داخلية.. لازال بدون إجابة مؤكدة.
أخيراً كثرة الشهادات ممن كانوا على صلة بالحكم وقتها تدل على أن الإخوان كانوا فى حالة انقسامات واختلافات جوهرية حتى أثناء سنة حكمهم وأنهم أداروا الموضوع بشكل أقل من الهواة وأن ما يحدث الآن داخلياً في جماعة الإخوان ربما بدايته وقت أن كانوا يحكموا.