ناقشت صحيفة "صندي تايمز"، الأحد، "مأساة" مدنيي الموصل المتوقعة بعد بدء المعركة التي تم تأجيلها مرارا.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعركة من المتوقع أن تبدأ خلال الأسبوع المقبل، حيث يهدف الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى توجيه ضربة حاسمة ضد التنظيم قبل أن يغادر المكتب في كانون الثاني/ يناير المقبل.
ويتوقع العديد أزمة إنسانية، حيث يحفر
تنظيم الدولة الأنفاق، ويزرع الألغام، ويملأ القنوات بالنفط، ليحرقه حول المدينة التي يسكنها مليون شخص، بعد سيطرته عليها في حزيران/ يونيو 2014.
وقال ولي نصر، عميد جامعة جون هوبكينز، والمستشار السابق لإدارة الرئيس أوباما، إن "هناك أهمية رمزية لاسترجاع مدينة الموصل"، مشيرا إلى أن المعركة ستكون "دموية وتتسبب بموجات من اللاجئين ستضاف للبؤس والفوضى في المنطقة".
وحذر برونو جدو، ممثل الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في
العراق، إن العملية يتوقع أن تكون "واحدة من أكبر الكوارث التي صنعها الإنسان في سنوات".
ويتوقع أن تمثل خسارة الموصل واحدة من أكبر الضربات لتنظيم الدولة، حيث إنها تمثل درة التاج لـ"الخلافة"، عسكريا ودعائيا.
قتل جماعي
وقالت "صندي تايمز" إن المقاتلين طلب منهم القيام بعمل قتل جماعي ودمار، عند الانسحاب.
وخلال الأعوام الماضية، نشر التحالف أنظمة مدفعية فرنسية وأمريكية بعيدة المدى، قادرة على استهداف المدينة خلال أقل من عشرين ثانية، وأرسلت الولايات المتحدة 600 جندي إضافي، ليصل العدد إلى 5000.
ويتوقع أن تلعب بريطانيا دورا كبيرا في المعركة، حيث إنه درب أكثر من 450 مدربا بريطانيا قوات البيشمركة الكردية، ويعملون مع الجيش العراقي، من بينهم مهندسون يتحدثون عن تأمين الجسور على مداخل الموصل.
وشنت بريطانيا أكثر من 1000 غارة ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا منذ بدء الحملة قبل عامين، بعد الولايات المتحدة مباشرة.
خلافات داخلية
وقالت "صندي تايمز" إن عملية الموصل تأجلت مرارا بسبب الخلافات الداخلية بين القوى المشاركة فيها.
وكانت أكبر هذه الخلافات بين بغداد والأكراد حول ما سيحصل إن تمت استعادة الموصل، حيث تصر البيشمركة على إبقاء الأراضي التي تسيطر عليها عند التقدم.
من جانب آخر، تشهد المعركة جدلا حول دور المليشيات الشيعية المدعومة إيرانيا، المعروفة باسم "الحشد الشعبي"، والتي لعبت دورا كبيرا في استعادة الفلوجة والمناطق الأخرى، لكنها كانت متهمة باعتقال وقتل مئات الرجال.
ويتوقع أن يؤدي إرسال المليشيات إلى الأراضي السنية مثل الموصل إلى مزيد من التوترات الطائفية.
"حساء"
وقال أحد المستشارين البريطانيين إن "هناك القوات الخارجية، من بينها الأتراك والإيرانيون والسعوديون والروس والأمريكيون، بأجنداتهم المتعارضة"، مشبها الحالة بـ"الحساء".
ويتوقع أن تأخذ العملية وقتا، لأن الموصل ستحاصر بالقوات العراقية التي ستتحرك جنوبا، والبيشمركة شمالا وشرقا، والمليشيات الشيعية غربا، بدون دخول للمدينة.
وسيتم تشديد القبضة تدريجيا، بينما يتوقع أن تخوض قوات مكافحة الإرهاب العراقية المعركة.
وسيتم دعم المعركة من الشرطة العراقية ووحدات الجيش الأخرى، وبغطاء جوي من المقاتلات البريطانية والأمريكية.
ويتوقع أن ينسحب تنظيم الدولة إلى مناطق المدينة القديمة، حيث سيكون من الصعب على العربات المدرعة الدخول وعلى المقاتلات الجوية القصف.
ما بعد المعركة
أما الخوف الأكبر، بحسب "صندي تايمز"، فليس على مصير المدنيين، من بينهم مليون شخص يتوقع أن يهربوا، بل إنه على غياب التخطيط لما سيحصل بعد المعركة.
وقال نصر إنه "لا توجد خطة لليوم التالي"، مضيفا بسؤاله: "ما الذي سيحصل عندما يذهب تنظيم الدولة؟ الحكومة العراقية لا تملك القدرة أو الدعم للمدينة لتحكمها".