تطرق عدد من المستشرقين والمعلقين
الإسرائيليين، إلى توقيع الأردن صفقة الغاز مع إسرائيل، والدوافع التي وقفت خلف الموقف.
وبحسب رأيهم، فإن موافقة ملك الأردن على توقيع صفقة شراء الغاز من إسرائيل تأتي "ردا للمعروف الذي أسدته له بدعم نظامه وضمان منع تأثره بثورات الربيع العربي".
وقال المستشرق الإسرائيلي الدكتور إفرايم هراري، إن موافقة
الملك عبد الله الثاني على شراء الغاز من إسرائيل ودفع 10 مليارات لقاء ذلك، جاء لأنه يعرف "أن إسرائيل تساعده في مواجهة التهديد الذي تمثله جماعة
الإخوان المسلمين من الداخل، وتهديدات خارجية أخرى".
وفي مقال نشره موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" مساء أمس، وترجمته "
عربي21"، نوه هراري إلى أن إسرائيل تبدي الحرص على بقاء نظام الحكم في الأردن لأنها معنية باستقرار الأوضاع على حدودها الشرقية.
وشدد هراري على أن رغبة ملك الأردن في "تمتين الشراكة مع إسرائيل يدلل على أن قوة إسرائيل العسكرية تلعب دورا مهما في جعل أنظمة الحكم في المنطقة تحرص على التقرب منها".
وأشار هراري إلى أنه لنفس الهدف تقوم إسرائيل بتزويد نظام عبد الفتاح السيسي بالمعلومات الاستخبارية في حربه ضد الجهاديين في سيناء، إلى جانب دورها في التوسط بينه وبين إثيوبيا.
وشدد هراري على أن أنظمة الحكم في العالم العربي اكتشفت قدرة إسرائيل على مساعدتها في تجاوز تبعات الربيع العربي.
من ناحيتها، قالت سمدار بيري، معلقة الشؤون العربية البارزة، إن صفقة الغاز تأتي في إطار العلاقة الوثيقة بين نظام الحكم في عمّان وإسرائيل.
وزعمت في مقال نشرته "يديعوت أحرنوت" أمس، ترجمته "
عربي21"، أن الملك عبد الله سمح لإسرائيل بالتدخل "عميقا" في شؤون الأردن الداخلية من أجل تحصين نظامه من ثورات الربيع العربي.
وادعت بيري، المعروفة بعلاقاتها الوثيقة بالعائلة المالكة في عمّان، أنه لو استمع الملك عبد الله لنصائح الإدارة الأمريكية وأوروبا وتجاهل نصائح إسرائيل، لتعرضت مملكته لما تعرضت له بقية الدول في المنطقة.
وأوضحت أن الملك عبد الله حرص على الإعلان عن صفقة شراء الغاز مع إسرائيل تحديدا بعد إعلان نتائج الانتخابات التشريعية، لكي يخرج الصفقة من دائرة التجاذبات السياسية الداخلية.
وكان وزير الطاقة الإسرائيلي الليكودي يوفال شطاينتس، قد وصف الصفقة مع الأردن بأنها "إنجاز قومي من الطراز الأول بسبب عوائدها الاقتصادية المباشرة، إلى جانب إسهامها في تعزيز مكانة إسرائيل الجيوستراتيجية، بسبب دورها في تعزيز العلاقات والشراكة مع نظام الحكم في الأردن".
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر الثلاثاء الماضي، عن شطاينتس، قوله إن الصفقة مع الأردن قد أنقذت المسار الذي صادقت عليه الحكومة للتعامل مع اقتصاديات الغاز، مطالبا الأحزاب والحركات والمؤسسات الإسرائيلية التي اعترضت على المسار بـ"طلب العفو" من الحكومة.
وبحسب شطاينتس، فإن الصفقة مع الأردن حالت دون فشل إسرائيل في الاستفادة من مواردها الاستراتيجية، مشيرا إلى أن هذه الصفقة أسهمت في تآكل الاعتراضات على مسار استغلال اقتصاديات الغاز.
وشدد على أن أهم إسهامات الصفقة مع الأردن ستتمثل في تمكين الشركات التي استثمرت في تطوير حقل "ليفيتان" من مواصلة التطوير وتحسين قدرات الحقل الإنتاجية، منوها إلى أن هذه الصفقة حولت إسرائيل لأول مرة إلى "منتجة للغاز الطبيعي".
وتوقع شطاينتس أن تسهم الصفقة مع الأردن في تشجيع دول أخرى للتوصل إلى صفقات مع إسرائيل، لاسيما مع تواصل الكشف عن المزيد من الحقول أو توسيع استغلال تلك التي تم اكتشافها.
وأكدت "كاكيليست"، وهي أكبر الصحف الاقتصادية في إسرائيل، أن الأردن وافق على شراء الغاز من إسرائيل بأسعار أكثر ارتفاعا من السعر الذي كان بإمكانه الحصول عليه من مصدر آخر.