"أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر؟".. كتبه بدر شاكر السياب شعرا، وغنته فيروز "ورقه الأصفر شهر أيلول".. وسماه علماء النفس "اضطراب العاطفة الموسمي"، والمعروف أيضا باسم "
اكتئاب الشتاء"، فما أسبابه، وما هو العلاج؟
ويعاني كثيرون حول العالم من مرض "اكتئاب الشتاء" مع نهاية شهر أيلول/ سبتمبر وبداية تشرين الأول/ أكتوبر، وتمتد أعراضه لدى البعض إلى نهاية فصل الشتاء، وتصل بالبعض إلى التفكير بالانتحار.
ويصيب المرض الرجال والنساء على حد سواء، فيما تعاني النساء أكثر من الرجال بسبب أعراضه، ونادرا ما يتعرض الأطفال والمراهقون لأعراضه.
وتتمثل أعراض "اضطراب العاطفة الموسمي" بحسب "مايو كلينيك"، المصنفة كأفضل مستشفى في الولايات المتحدة الأمريكية، بالشعور بالاكتئاب اليومي، واليأس، وانخفاض الطاقة الجسدية، وصعوبة التركيز، وتغيرات الوزن والشهية، وتصل في الأعراض الحادة في بعض الأحيان إلى التفكير بالانتحار.
وتتراوح أعراض "اكتئاب الشتاء" على وجه الخصوص بين الشعور بالتعب، والعزلة، والنوم لفترات طويلة، وزيادة الوزن بسبب اضطراب الشهية.
أما العلاج فيتمثل غالبا بالتعرض إلى الضوء الساطع، ويتمثل بالجلوس على بعد أقدام من ضوء ساطع، الأمر الذي يحدث تغييرا في المواد الكيمائية بالدماغ، والمرتبطة بالحالة المزاجية.
أما الأدوية، فيمكن المصاب بـ"اكتئاب الشتاء" من تناول الأدوية التي تساعد الجسم على إفراز مضادات الاكتئاب.
كما يفيد العلاج النفسي في حالات الاكتئاب، بمساعدة طبيب متخصص لتحديد وتغيير الأفكار السلبية، وتعلم طرق التعامل مع المشاعر السلبية، وإدارة الإجهاد النفسي.
أستاذ علم الاجتماع، مجد الدين خمش، نصح المصابين بـ"الاكتئاب الشتوي"، بالتعرض إلى ضوء الشمس قدر الإمكان، مشيرا إلى أن أغلب من يعاني من هذا المرض هم سكان المدن المكتظة بسبب قلة التعرض للشمس، وطول فترات النوم.
وقال في حديث لـ"
عربي21" عن العزلة الاجتماعية التي يعاني منها البعض، إنها تزداد بسبب "الاكتئاب الشتوي"، بينما يمكن التغلب عليها بالحديث مع الآخرين، والزملاء في أماكن العمل، وتبادل النكات، وممارسة الرياضة.
أما عن النساء فقال خمش، إن بينة المرأة تساعدها على مقاومة هذا النوع من الأمراض، بسبب قدرتها على التحمل، والتي تفوق الرجال أحيانا.
وبخصوص
الصحة الجنسية، فقد أظهرت دراسة علمية أن التعرض للضوء الساطع يمكن أن يزيد مستويات هرمون الذكورة (التستوستيرون)، في حالة "اضطراب العاطفة الموسمي".
ووجد علماء في جامعة سيينا في إيطاليا أن استخدام صندوق ضوئي -على غرار ذلك الذي يستخدم في مكافحة اضطراب العاطفة الموسمي- بشكل منتظم في الصباح الباكر ساعد في زيادة مستويات هرمون التستوستيرون عند الرجال وحسن من حياتهم الجنسية.
وقال أندريا فاجيوليني، الأستاذ الجامعي الذي قاد الدراسة وعرضها في مؤتمر الكلية الأوروبية لعلم الأدوية النفسية والعصبية في فيينا اليوم الاثنين، إن العلاج قد يكون مفيدا خلال أشهر الشتاء.
وتتأثر بتراجع الرغبة الجنسية أعداد كبيرة من الرجال بعد سن الأربعين وتشير الدراسات إلى أن ما يصل إلى 25 في المائة من الرجال يبلغون عن هذه المشكلة.