تجنب رئيس الانقلاب، عبدالفتاح
السيسي، أي إشارة إلى ذكر الطرف الثاني الذي انتصرت عليه
مصر في حرب 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1973، وهو "
إسرائيل"، واعتبر عدوان 67 مجرد "هزيمة مريرة"، في وقت تجاهل فيه أي إشارة إلى المتاعب الاقتصادية التي يكتوي بنارها المواطنون، واكتفى بالإشارة إلى أن مصر "تخوض اليوم معركة ضد الإرهاب وقوى الشر".
جاء ذلك لدى حديث السيسي في الذكرى الثالثة والأربعين لنصر حرب أكتوبر المجيدة، سواء في تدوينات (أعاد تغريدها) بلغ عددها 12 تدوينة وتغريدة، ونشرها عبر حسابيه الرسميين، بموقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر"، الخميس، أو الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة، الأربعاء.
رسائل 12 تدوينة
وفي تدويناته وتغريداته المشار إليها، تحدث السيسي عن الشعب والجيش كأنهما كيانان منفصلان فقال: "في ذكرى
نصر أكتوبر العظيم، التي رسم فيها الشعب والجيش لوحة وطنية عبقرية، أتوجه بتحية تقدير وإعتزاز لهذا الشعب العظيم، وللقوات المسلحة الباسلة".
واستغل الفرصة لدعوة الشعب للتضامن مع الجيش، على الرغم من إيمان قطاع عريض من المصريين بتوريطه له في الشأن السياسي، فقال: "لقد علمتنا حرب أكتوبر العظيمة أن العلاقة التي تجمع الشعب المصري بقواته المسلحة هي مفتاح النصر، حيث تضامنت جميع أطياف الشعب مع قواته المسلحة، وضحت العديد من الأسر بأحبائها فداء لهذا الوطن".
وتجاهل أي إشارة إلى التحديات الخارجية، والعدو الخارجي، في مقابل إشادته بالجيش والشرطة، وما اعتبره "تضحيات في مواجهة "الإرهاب الأسود"، فقال: "اسمحوا لي أن أقدم كل التحية والتقدير للقوات المسلحة وأبنائها الشرفاء الذين يضحون بحياتهم لحماية حدود الوطن، ويجابهون الإرهاب الأسود، جنبا إلى جنب، مع أشقائهم من الشرطة المصرية الباسلة".
ولخص التحديات التي يواجهها المصريون في "التحديات التنموية والاقتصادية"، فقال: "إننا على ثقة أن شعب مصر سيتمكن من تجاوز كل ما يواجه الوطن من تحديات تنموية واقتصادية راهنة".
ومع تجاهله للمتاعب الاقتصادية التي يعاني منها المصريون أشار إلى مشروعات قومية تم إنجازها في عهده، فأضاف: "قمنا على مدار العامين الماضيين بإطلاق مشروعات قومية في مختلف المجالات والقطاعات من أجل تحسين الظروق المعيشية للمواطنين".
وحرص، كالمعتاد على إطلاق وعود مرسلة، دون تحديد أمور معينة، أو توقيتات خاصة بها، تكفل حسابه عن أي تقصير، فقال: "أؤكد لكم في هذه المناسبة أننا نعمل جاهدين على تحقيق آمال المصريين في توفير الواقع الأفضل الذي يستحقونه، ونسابق الزمن من أجل تحقيق الإنجازات التي طال انتظارها".
ودعا الشعب المصري إلى التضحية، فقال: "حرب أكتوبر المجيدة ستظل تذكرنا دائما أن الأوطان تعيش بتضحيات شعوبها، وأن مصر لن تنهض سوى بجهود شبابها الأوفياء".
ثم جدد التأكيد على أهمية التضحية من قبل الشعب، فقال: "ملحمة حرب أكتوبر، وما حققته من نصر عظيم؛ لم تكن تحدث لولا تحلي شعب مصر العظيم بقيم التضحية والجدية والإصرار".
وأخيرا، حرص على تكرار العبارة التي تلازمه في كل مناسبة، وهي "تحيا مصر"، فقال: "ستظل مصر دائما عزيزة قوية بشعبها الأبي الكريم، وتحيا مصر..تحيا مصر.. تحيا مصر".
تعليق ناشطين: نام..زهقنا
وأبدى عدد من المعلقين على التدوينات والتغريدات، استغرابهم من حديث السيسي بهذا الشكل، داعين إياه إلى التدخل العاجل من أجل تخفيف المتاعب الاقتصادية عن المواطنين.
وقال محمود مختار: "يا ريس نااااااام.. أكتوبر ايه.. زهقنا بقى من الشعارات وأم الاحتفالات وأم الاجتماعات واللي بيطبلوا ليك وللحكومة ولمجلس الشعب اللي أغلبهم حرامية ومرتشيين ومفيش واحد نضيف.. وكله بالمستندات والأحكام والسي ديهات وتطلع تقول عندنا مجلس شعب.. الأفضل ليك كنت فضلت ف الجيش.. الشيلة كبيرة، وهتضيعوا البلد".
وقال عصام سالم أبوزوينة: "الغلاء والجشع من التجار سيطروا.. الناس بتغلي.. كل حاجة غالية ومفيش إمكانيات.. بالله عليك: ساعد الناس، وقف بجانبهم، وخللي الوزراء يباشروا الأسواق أول بأول".
وقال صاحب حساب "Gladiolus Elegance Home": "لن يشعر المواطن بكل الجهد المبذول إلا إذا تم القضاء على الفساد المستشري في كل أوصال الدولة.. لحظتها فقط سوف نشعر بكل ما تبذله من مجهود على الأرض لأن ماكينة الفساد تأكل كل جهد فلا يشعر المواطن إلا بمزيد من المحسوبية التي هي درع الفساد في وطننا".
وعلى شاكلة تدويناته قال علاء علي محمد: "علمتنا حرب أكتوبر ألا نصدق كل ما نسمع، وأنه في بلد يخضع تحت حكم عسكري يكون الحاكم العسكري في حربه مع العدو دائما منتصرا حتى لو كانت دبابات العدو داخل السويس، وعلى مشارف الإسماعيلية".
وقال عبد الله الوكيل: "طب إحنا بقي لنا 43 سنة ما فيش حروب شوف وصلنا لفين تحت حكم الضباط، وياريت تخليك واقعي.. بلدنا من أسوأ البلاد في المعيشة والأسعار والنظافة والأخلاق وحاجات كتير غلط.. شوف مصر في أفلام الأربعينات والخمسينيات، وأنت تعرف القرف اللي وصلنا ليه".
وقال هاني زيتون: "بدل ما تهنينا.. شوف المصايب اللي بقينا فيها.. كيلو السكر15جنيها، والضرايب زادت علي المرتبات، وكله بيغلي، والقبض (الراتب) هو هو.. كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. اتق الله فينا.. النهار ده دنيا، وبكره آخرة".
ذكرى نصر أكتوبر
وكان السيسي ألقى كلمة في الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر استهلها بطلب الوقوف دقيقة حدادا على جميع شهداء مصر، وتجنب فيها أي إشارة إلى "العدو الإسرائيلي"، مكتفيا بعد توجيه التهنئة "للشعب المصري العظيم وقواته المسلحة"، بتوجيه التهنئة "لكل العالم العربي في ضوء ما قدمه من تضحيات خلال تلك الحرب، دفاعا عن الأراضي العربية المحتلة، وسعيا لتحريرها".
ومرحبا بالرئيس السوداني، الذي يُشاركنا اليوم في إحياء هذه الذكرى الغالية لحرب الكرامة التي خاضتها الشعوب والجيوش العربية، أشاد بالمساهمات القيمة التي قدمتها عدة دول عربية خلال حرب أكتوبر، وفي مقدمتها السودان الشقيق.
وعن حرب أكتوبر قال: "مر أكثر من 40 عاما على حرب أكتوبر المجيدة، وهي الحرب التي أسهمت في تغيير الكثير من المفاهيم العسكرية التي كانت سائدة حينها، وضرب بها المصريون مثلا عظيما في تحدي الواقع المرير، والعبور إلى مستقبل أفضل"، وفق وصفه.
وأضاف: "إن ملحمة حرب أكتوبر وما حققته من نصر غال لم تكن لتحدث دون تحلي شعب مصر العظيم خلال تلك الفترة العصيبة من تاريخ الوطن بقيم التضحية، والانضباط، والجدية، والتصميم، والإصرار".
ووصف عدوان 67 بأنه مجرد "هزيمة مريرة" فقال: "جاء هذا النصر عقب هزيمة مريرة تعرضت لها البلاد عام 1967، وفي خضم مصاعب وتحديات سياسية واقتصادية كبيرة لم يكن من الممكن التغلب عليها إلا بوحدة الشعب المصري واصطفافه الوطني".
وأضاف: "أؤكد لكم في هذه المناسبة أننا نعمل جاهدين على تحقيق آمال المصريين في توفير الواقع الأفضل الذي يستحقونه، ونسابق الزمن من أجل تحقيق الإنجازات التي طال انتظارها".
وأردف: "قمنا على مدار العامين الماضيين بإطلاق مشروعات قومية في مختلف المجالات والقطاعات بالإضافة إلى تعبئة جهود الدولة من أجل تحسين الظروف المعيشية للمواطنين".
وملتمسا لنفسه العذر قال: "لا يخفي عليكم أن حجم التحدي كبير، وأن علينا بذل جهود مضاعفة من أجل تعويض ما ضاع من وقت خلال السنوات الماضية، ولا سيما في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها الوطن، فضلا عما يشهده عالم اليوم من متغيرات وتحديات كبيرة تؤثر على الجميع".
ومحددا العقيدة القتالية للجيش في عهده، باعتبار أنها مواجهة الإرهاب وقوى الشر، قال: "لقد أدى الجميع دوره، ووقف الشعب خلف جيشه بحب واحترام، وكما نجحت القوات المسلحة بفضل الله في استعادة الأرض والكرامة، فإنها تخوض اليوم معركة ضد الإرهاب، وقوى الشر، كما تسهم في مسيرة البناء والتعمير والتنمية".
ومشيدا بالجيش والشرطة قال: "اسمحوا لي أن أوجه كل التحية والتقدير للقوات المسلحة المصرية وأبنائها الشرفاء الذين يضحون بحياتهم، ويحمون حدود الوطن، ويجابهون الإرهاب الأسود، جنبا إلى جنب مع أشقائهم من الشرطة المصرية الباسلة".
ومؤكدا أهمية "تضحيات الشعوب"، اختتم بالقول: "إن حرب أكتوبر المجيدة ستظل تذكرنا أن الأوطان تعيش بتضحيات شعوبها، وأن مصر لن تنهض سوى بجهود أبنائها وشبابها الأوفياء.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".
رسالة للداخل والإقليم
وعلق عضو مجلس النواب، الخبير العسكري، اللواء حمدي بخيت، على مشهد استعراض السيسي، برفقة البشير، لفرقة عسكرية مصرية، في عربة مكشوفة، ضمن الاختفالات الأربعاء، فوجه بخيت حديثه إلى من يدعي أن الجيش المصري "جيش المكرونة"، على حد وصفه، فقال: "آهي القوات المسلحة، وشوفوا السلاح، اللي مع الجيش، ودي رسالة للداخل والإقليم والخارج كله".
وأضاف، في مداخلة هاتفية ببرنامج "صالة التحرير"، عبر فضائية "صدى البلد"، الأربعاء، قائلا: "ما فعله السيسي اليوم من استعراض قوة الجيش المصري هو رسالة للخارج بأن الجيش المصري قادر على حماية أراضيه، واللي عاوز يخش اراضينا هنكسر رقبته".
ماذا حدث في الاحتفال؟
وكان السيسي، شهد، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، أحد الأنشطة الرئيسية لتشكيلات من الجيش الثاني الميداني تضمن اصطفاف إحدى التشكيلات المدرعة، واستعراضا لأحدث منظومات التسليح داخل الجيش.
وحضر الاحتفال الرئيس السوداني عمر البشير، والمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق، وعدلي منصور الرئيس المؤقت السابق، وشريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وأحمد الطيب شيخ الأزهر، وتواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الوزراء والمحافظين وكبار قادة الجيش والسفراء والملحقين العسكريين.
وبدأت مراسم الاحتفال بوصول السيسي لمنطقة الاصطفاف، وكان في استقباله وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول صدقي صبحي، ورئيس الأركان (صهر السيسي)، الفريق محمود حجازي، وقادة الأفرع الرئيسية للجيش المصري.
وألقى قائد الجيش الثانى الميداني، اللواء ناصر العاصي، كلمة أكد فيها أن رجال الجيش الثاني الميداني يعاهدون الله والشعب المصري علي الحفاظ على أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي للوفاء بكل ما يكلفون به من مهام للحفاظ على الوطن وشعبه العظيم.
وقلد السيسي، الرئيس السوداني، وسام نجمة الشرف، تقديرا لمشاركته ضمن الوحدات العسكرية السودانية، في حربي الاستنزاف وأكتوبر.