أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الثلاثاء أن
روسيا تأمل بأن تتحلى واشنطن بـ"الحكمة السياسية"، بعد قرارها الأخير بتعليق محادثاتها مع موسكو بشأن وقف إطلاق النار في
سوريا.
وقال المتحدث الروسي في تصريح صحافي: "نريد الاعتقاد بأن واشنطن ستتحلى بالحكمة السياسية، وبأن اتصالاتنا معها في المجالات الحساسة جدا والضرورية لصيانة السلام والأمن، ستتواصل".
وتابع: "موسكو تلقت بأسف نبأ خروج
الولايات المتحدة من الحوار حول التسوية في سوريا، لكنها لا تريد تضخيم الموضوع فيما يخص آفاق العلاقات الثنائية".
من جهته شدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الثلاثاء، على أن بلاده "لم تتخل" عن سوريا ولم تعدل عن السعي إلى خطة لإحلال السلام فيها رغم تعليق تعاونها مع روسيا.
وكان البيت الأبيض أعلن أمس الإثنين تجميد الحوار الأمريكي-الروسي خصوصا بسبب فشل وقف إطلاق النار الأخير والقصف الكثيف على مدينة حلب شمال سوريا.
وقال كيري في خطاب حول العلاقات بين ضفتي الأطلسي في بروكسل أمام مركز أبحاث: "أريد أن أكون واضحا جدا للجميع: لن نتخلى عن الشعب السوري، ولن نتخلى عن مساعي السلام، كما لن ننسحب من ميدان العمل المتعدد الأطراف".
وأضاف: "سنواصل السعي لإحراز تقدم من أجل إنهاء هذه الحرب" عبر الأمم المتحدة حيث صوت مجلس الأمن الدولي على قرار في كانون الأول/ ديسمبر الماضي وعبر المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 23 دولة ومنظمة متعددة الجنسيات التي أقرت في تشرين الثاني/ نوفمبر خارطة طريق دبلوماسية حول سوريا.
من جانب آخر، وعد كيري بمضاعفة الجهود "لوقف النزاع السوري، ميدان المعركة الذي يشكل جاذبا للإرهاب، وأسوأ كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية".
وشن وزير الخارجية الأمريكي الذي يؤيد اعتماد النهج الدبلوماسي، لكن يدافع أيضا في الكواليس عن تدخل عسكري أمريكي أكبر في سوريا، هجوما عنيفا على النظام السوري وحليفته روسيا.
وقال إنهما "رفضا الدبلوماسية من أجل مواصلة انتصار عسكري يمر بجثث مقطعة ومستشفيات تتعرض للقصف وأطفال مروعين في أرض معاناة".
وأكد أن الولايات المتحدة "لم تعلق جهود تنسيق التحركات لتجنب التصادم بين جيوشنا والجيش الروسي بشكل يقوي معركتنا ضد داعش".
وأضاف: "كما في السابق سنواصل السعي إلى وقف دائم للأعمال القتالية عبر كل أنحاء البلاد يشمل إبقاء المقاتلات الروسية والسورية على الأرض في مناطق معينة".