حل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج بالجزائر، الاثنين، بالتوازي مع اجتماع دولي حول
ليبيا انطلق الاثنين بباريس ولم تشارك به
الجزائر.
وفضل فائز السراج زيارة الجزائر، على التوجه إلى باريس للمشاركة في اجتماع دولي لبحث أزمة بلاده، حيث تم إيفاد وفد ليبيا للمشاركة بالاجتماع، الذي "قاطعته" الجزائر، لاعتقادها أن الاجتماع الدولي بحد ذاته بمثابة يمثل "تشويشا" على المساعي الجزائرية لحلحلة الأزمة الليبية، بعد أربع جولات من الحوار بين الفرقاء الليبيين تمت بالعاصمة الجزائر، عامي 2014 و2015.
وأشاد فائز السراج بدور الجزائر ودعمها المستمر لبلاده، عند نزوله بمطار الجزائر الدولي، صبيحة الاثنين، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين "وثيقة ومتبادلة"، كما أوضح أن "الزيارة جاءت بدعوة من الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال".
وصرح المسؤول الليبي أنه يزور "بلده الثاني الجزائر" بهدف عقد لقاء "تشاوري" حول الوضع الليبي، أملا بأن تتوج هذه الزيارة بنتائج "إيجابية".
وقالت مصادر دبلوماسية جزائرية إن زيارة فايز السراج إلى الجزائر، كانت بدافع "توضيح الأمور" للطرف الجزائري بعد تغيير ليبيا بوصلة ملفها إلى باريس، من خلال الاجتماع الدولي الذي انطلق الاثنين.
وقال مصدر دبلوماسي جزائري، رفض ذكر اسمه بتصريح لـ"
عربي21"، الاثنين، إن "الجزائر لن تشارك باجتماع باريس الذي بادرت إليه وزارة الخارجية الفرنسية، لأنها تعتبر الاجتماع تشويشا على مساعيها الدبلوماسية لحلحلة الأزمة الليبية".
وتابع ذات المصدر بأن "عدم مشاركة وفد جزائري باجتماع باريس، لا يزعجنا لأننا مع أي حل يستجيب لتطلعات الشعب الليبي".
ولم يبلغ المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج، ولم تبلغ وزارة الخارجية الفرنسية، الجزائر، بشأن اجتماع باريس، ويبدو أن هذا الإغفال أغضب الجزائر، التي لم توضح ما إذا كانت استقبلت دعوة المشاركة أم لا، لكن أوساطا دبلوماسية تشير إلى أن الجزائر تلقت دعوة للمشاركة بالاجتماع لكنها رفضت، لما اعتبرته تشويشا على مساعيها.
وأفاد الإعلامي الجزائري جلال بوعاتي، المتابع للملف الليبي، بتصريح لـ"
عربي21"، الاثنين، بأن الدور الفرنسي في ليبيا لم يعد خافيا على أحد، خاصة بعد مقتل ثلاثة جنود فرنسيين من القوات الخاصة بسقوط مروحية هليكوبتر قرب مدينة بنغازي، حيث تدعم باريس قوات حفتر.
وأضاف بوعاتي أن "سبب عدم الاستقرار في ليبيا يكمن في التدخل العسكري الذي كانت
فرنسا من الداعين إليه في ليبيا، ورفضته الجزائر".
وتدافع الجزائر عن فكرة أن الأمم المتحدة وحدها المعنية بالملف الليبي، رغم الوساطة التي قامت بها الجزائر، التي احتضنت جولات حوار متعاقبة، عامي 2014 و2015.
وكان فايز السراج زار باريس الثلاثاء الماضي، حسبما ذكرته وزارة الخارجية الفرنسية، التي نقلت أن السراج بباريس من أجل "استشارة الشركاء الأساسيين بالملف الليبي".