نشرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الإمكانيات التي يتمتع بها اللاعب
الجزائري إسلام سليماني الذي أصبح خلال السنوات الأخيرة من بين أفضل اللاعبين العرب في الدوري الأوروبي.
وقالت المجلة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن إسلام سليماني الذي نشأ في فريق محدود الإمكانيات في العاصمة الجزائرية تدرج في أفضل الفرق الأوروبية، ليصبح ركيزة أساسية في المنتخب الجزائري وأغلى لاعب في المغرب العربي.
وذكرت المجلة أن إسلام سليماني مثل عديد النماذج للجيل الصاعد من اللاعبين الجزائريين الموهوبين، أصبح رمزا لتفوق
كرة القدم الجزائرية، بعدما انتقل سليماني من سبورتينغ برتغال إلى فريق
ليستر سيتي الإنجليزي في صفقة ضخمة بلغت قيمتها 35 مليون يورو. وقد أصبح سليماني ركيزة أساسية في تشكيلة المنتخب الجزائري، الذي ساعده في الترشح إلى منافسات كأس أمم إفريقيا سنة 2017.
وقد سار سليماني على خطى مهاجم دينامو زغرب ذي الأصول الجزائرية، العربي السوداني.
وأضافت المجلة أن إسلام سليماني والعربي السوداني أصبحا اللاعبين الوحيدين من أصول جزائرية اللذين ترعرعا في بين أفضل الفرق الأوروبية. وقد نشأ سليماني في مسقط رأسه الجزائر خلال السنوات الأولى من مسيرته الرياضية، قبل أن ينتقل للعب في لحساب فريق سبورتينغ برتغال في سنة 2013. وقد نشط سليماني في بعض الفرق الجزائرية، ومن بينها فريق الشباب الرياضي بلوزداد الذي انفصل عنه بالتراضي، ثم أشار الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى أن سليماني لم يحترم فصلا في عملية الانفصال عن فريقه الجزائري.
وأشارت المجلة إلى أن أحد الوكلاء الجزائريين أكد أن "فريق الشباب الرياضي بلوزداد" حاول استعادة بعض الأموال في صفقة بيع سليماني. وقد اقترح فريق نونت الفرنسي تحويل مبلغ قيمته 150 ألف يورو، وأضاف فريق سبورتينغ 100 ألف يورو، وبذلك تمكن سليماني من الاحتراف في البرتغال".
استفاد سليماني من الجدل الذي أثارته عملية احترافه في أوروبا، ومن الإمكانيات الكبيرة التي أثبتها في الدوري الجزائري، وفي البطولات الأوروبية التي احترف فيها، ليلفت الأنظار إليه في المنتخب الجزائري، الذي أصبح من أفضل المنتخبات العربية لكرة القدم.
وأضافت المجلة أن سليماني تدرج في عديد الفرق الجزائرية الهاوية، ومن بينها فريق عين البنيان وفريق شبيبة الشراقة. وكان يتقاضى رغم موهبته الفذّة أجرا زهيدا بلغ 230 يورو، قبل أن يصبح لاحقا نجما جزائريا في أفضل الفرق الأوروبية.
ونقلت المجلة عن فريد زميتي، الذي أشرف على تدريب فريق شبيبة الشراقة عندما كان يلعب فيه إسلام سليماني، "أن إسلام كان يسجل أهداف جيدة". وأضاف زميتي "لقد عرفته إنسانا مجتهدا. لقد كان يؤمن دائما أن العمل طريقه للنجاح. وكان يركب في وسائل النقل العمومي، لأنه لم يكن يملك سيارة في ذلك الوقت. أخبرته في ذلك الوقت أنه إذا واصل العمل الجاد، فإنه سوف يتمكن من شراء سيارة، وسيصل إلى مستوى محترف، قد يؤهله للعب في أوروبا".
وذكرت المجلة أن انتقال سليماني للعب في فريق الشباب الرياضي بلوزداد في سنة 2009 مقابل عقد قيمته 800 ألف دينار جزائرية، شكل انطلاقة جديدة للاعب الذي بلغ مرحلة مهمة في مسيرته الرياضية خلال تلك الفترة.
ذكر جمال مناد، اللاعب الدولي السابق الذي يشرف على فريق مولودية الجزائر أن سليماني كان لديه قدرات فنية جيدة، لكنه لم يكن متأكدا ما إذا كان اللاعب الهاوي قادرا في ذلك الوقت على الاحتراف في أفضل الفرق الأوروبية، "لكنه مردوده تحسن بسرعة ما سمح له باللعب في الدوري الجزائري المحترف. ثم أصبح هدافا جيدا. وأصبحت أوروبا تثير اهتمامه تدريجيا. لقد كان سليماني شابا يسهل التعامل معه، ولا يتسبب في أي نوع من المشاكل".
وأضافت المجلة أن إسلام سليماني لاعب ملتزم دينيا، وقد بدا ذلك واضحا من خلال بعض مواقفه في الدوري الأوروبي، وتحديدا في الدوري البرتغالي. وقد كان سليماني مستاء من زملائه في فريق سبورتينغ لشبونة عندما قاموا بسكب الشمبانيا احتفالا بفوزهم بكأس السوبر البرتغالي.
وفي الختام، قالت المجلة إن زميتي يعتقد أن "سليماني من أفضل المهاجمين في أوروبا. وسيسهل وجود رياض
محرز إلى جانبه في ليستر الأمور عليه".