صب عدد من الشخصيات السياسية الرسمية والإعلامية في
مصر، من الموالين لرئيس الانقلاب، عبدالفتاح
السيسي، جام غضبهم، في الأيام القليلة الماضية، على
الشعب المصري، مؤكدين أن تعداد المصريين كبير، لكن بدون فاعلية، وأنهم صاروا عبئا على البشرية، بحسب وصف أحدهم، مما جعلهم يحبون
الموت في الحوادث، وفقا لآخر، الأمر الذي اعتبره أستاذ للعلوم السياسية: "أكبر دليل على انهيار شعبية السيسي".
رئيس "الإحصاء": العالم يحسدنا على العدد لكنه عبء
واعتبر رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اللواء أبو بكر الجندي، أن بعض الكتاب والإعلاميين يتساءلون حتى الآن: "هل الزيادة السكانية نعمة أم نقمة؟".
وأضاف، بكلمته في المؤتمر العلمي للمجلس القومي للسكان، الاثنين: "الكثافة السكانية محنة ونقمة ومشكلة، فالدولة لا تمتلك الموارد للإنفاق على السكان"، متابعا: "هم ليسوا سكانا الآن، لكنهم عبء على المجتمع، ويسحبونه للأسفل".
واستطرد: "العالم يحسدنا على المعدل السكاني في مصر، وهناك نسبة 60% منهم شباب يحسدنا عليهم الكوكب، لكن في ظل الأوضاع الحالية، هذه النسبة كارثة وانتحار".
وادعى أن الزيادة السكانية ليست ثروة حقيقية، كما يعتبرها البعض، خاصة بالنسبة للوضع في مصر في ظل تراجع الوضع الصحي والاجتماعي وعدم القدرة على الإنفاق علي هذا العدد من السكان.
وأشار إلى أن الثروة السكانية الحقيقية هم السكان القادرون على العمل والعطاء ولكن هناك نسبة مرتفعة حاليا من السكان تعاني من الفقر والبطالة والمرض وبالتالي ليست ثروة حقيقية.
واعتبر أن الإنجاب والزيادة السكانية باتت هي الأخطر علي مصر من الإرهاب، مشيرا إلى أن المرشد الإيراني، آية الله الخميني، أمر بتعقيم الرجال عقب الثورة الإيرانية، ثم حين تحسنت الأوضاع اليوم يسعي الإيرانيون إلي تعويض النقص السكاني.
عيسى: العالم هيفتقد إيه لو الشعب المصري مش موجود؟
وتحامل الإعلامي إبراهيم عيسى، بشدة على المصريين، وزعم، في تعميم أطلقه، أن العالم لن يفقد شيئا إذا اختفي الشعب المصري من الوجود، لأننا لم ننفرد بتقديم شيء له يؤثر في حياته.
وأضاف عيسى، في حلقة الاثنين من برنامجه "مع عيسى"، عبر فضائية "القاهرة والناس": "تخيلوا لو العالم صحي من النوم لقي الشعب المصري مش موجود على سطح الكرة الأرضية، مصر عبارة عن نيل وأهرامات وصحرا، وما فيش بشر خالص، كأن كائنات فضائية نزلت وخطفته".
وأردف: "العالم هنا هيفتقد إيه.. فمثلا هل فيه صناعة معينة لا يحصل عليها العالم إلا من مصر؟".
واختتم عيسى: "إحنا بنعمل إيه للإنسانية.. شعوب العالم هتفقدنا في ايه؟".
محمود الكردوسي: المصريون يحبون الموت
وفي سياق متصل، خفف الإعلامي الموالي للسيسي، رئيس تحرير صحيفة "الوطن"، محمود الكردوسي، من الحوادث التي تسبب الإهمال الحكومي، في إزهاق أرواح المئات من المصريين، منذ الانقلاب وحتى الآن، بالزعم أن المصريين يحبون الموت المرتبط بتلك المصائب.
وقال الكردوسي، تحت عنوان: "المصريون يحبون الموت": "تعليقا على كارثة المركب غير الشرعية: لماذا نحن مفزوعون، مندهشون، منقسمون حولها، وكأنها الأولى من نوعها؟".
وأجاب: "هي كارثة كشقيقاتها: قطار الصعيد وإنفلونزا الطيور، والأكل المسرطن، وحوادث الطرق، ومعديات النيل، وقتل الأبناء خشية إملاق، والبيوت التي تنهار على رؤوس أصحابها".
وتابع: "المصريون يحبون الموت، ويذهبون إليه في عقر داره، كأنهم يغيظونه بأنهم تسعون مليونا".
واستطرد: "هل نسينا مشهد التفافهم حول القنبلة
أثناء تفكيكها، وكأنهم في زفة؟".
وأردف: "المصريون لا يحبون الموت إذا جاءهم حنونا مهذبا، وعلى موعد، ودخل من الباب.. وإذا لم يكن من الموت بد.. يموتون على سهوة، وجماعة، ليكون موتهم "تراجيديا"، ولكي يكون "الموت" نفسه كتابا مقدسا يقسمون بجلاله.. هذا أقدم وأعمق جذر في حضارة المصريين".
عزمي مجاهد: من ينتقدون إفطار السيسي مأجورون
ودافع إعلاميون موالون للسيسي عن سياسته، وأدائه في الحكم، دون أن ينحوا عليه باللائمة في أي مشكلة تواجه المصريين.
وعلق عزمي مجاهد، على إفطار السيسي مع أسرة فقيرة، خلال افتتاح مشروع بشائر الخير بمنطقة غيط العنب بالإسكندرية، قائلا: "ده تواضع منه".
وأضاف، في برنامجه "الملف"، عبر فضائية "العاصمة"، مساء الثلاثاء، أنه لا يجب التشكيك في الرئيس وإنجازاته، وعدم الانصياع خلف من يشككون ويريدون عمل فتنة.
وأردف أن الذين يتحدثون عن هذا الإفطار، ويقولون إن تكلفته غالية، خونة ومأجورون.
وتابع: "مستكترين على الناس الغلابة فطار كويس.. القافلة تسير والخونة، والمأجورين يعوون"، حسبما قال.
القرموطي يقلد السيسي بإفطاره
وفي تقليد لإفطار السيسي، ظهر الإعلامي جابر القرموطي، وهو يجلس داخل الاستوديو على "منضدة" عليها "فول وطعمية".
وقال "القرموطي"، في برنامجه "مانشيت القرموطي"، عبر فضائية “العاصمة2″ مساء الإثنين، إن المشهد تكرر مع رؤساء سابقين لكن إفطار السيسي كان مختلفا.
وأضاف أن ذلك يعتبر محاولة لتقرب المسؤول من الأسر، ومعرفة أحوالها، والمشكلات الحياتية التي يعانون منها، وأنه يجب الاقتداء بذلك.
وتابع القرموطي: "مهما كانت حبكة الموقف، وسواء كان مرتبا أم لا.. فإن ما يهم هو الموقف نفسه".
حازم حسني: دليل على انهيار شعبية السيسي
ومن جهته، علق أستاذ العلوم السياسية، حازم حسني، عما اعتبره أكبر دليل على انخفاض شعبية السيسي.
وقال عبر حسابه بموقع "فيسبوك" بالقول: أكبر دليل على تآكل شعبية السيسي لدرجة أصابت إعلامه بالفزع هو وصف عزمي مجاهد للشعب المصري - هكذا في مجموعه، حتى المستريح منه - بأنه شعب يخاف ما يختشيش".
وتابع حسني: "لغة أحمد موسى التى ما زالت تخاطب الشعب المصرى بلغة (أنتم مش عارفين أنكم نور عينينا واللا إيه) فضحت كذبها لغة عزمى مجاهد، فهي المعبر الحقيقي عما يتنامى في صدر النظام من ضيق بشعب لا يريد أن يحمد الله على نعمة وجود السيسي في الحكم، حتى وإن لم يأكل هذا الشعب أو (يطفح) باللغة الراقية التى استخدمها عزمى مجاهد في محاولته ترويض الشعب المصري على الموجة الجديدة للإرسال".