يسود تخوف بين أهالي منطقة
وادي بردى الواقعة شمال غربي العاصمة السورية، والتي تعد شريان دمشق المائي، من انتشار متلازمة "غيلان باريه" المسببة للشلل، بعد تسجيل الهيئة الطبية في المنطقة المحاصرة من قبل قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني، أكثر من 20 حالة؛ تطور بعضها إلى شلل كامل.
وقال رئيس الهيئة الطبية في وادي بردى، الدكتور حسام رجب، إن "الهيئة سجلت حوالي 20 حالة
مرضية، بينهم ستة أشخاص من قرية دير قانون وحدها، توفي واحد منهم، ويعاني الخمسة المتبقون من فقدان الإحساس، وضعف القدرة على الحركة في العضلات المصابة"، مشيرا إلى أن "أكبر نسبة من المصابين سجلت في بلدة كفير الزيت، وبعض الحالات في قرية الحسينية".
وأضاف رجب أن المرض "عبارة عن جرثومة تدخل الجسم، فإن كانت مناعة هذا الجسم ضعيفة فإن المرض يستشري فيه"، مبينا أن الاستشفاء من المرض يكون بحقن مخصوصة ثمن الواحدة منها يصل إلى 165 ألف ليرة سورية (300 دولار أمريكي)، ويحتاج المريض من 10 إلى 12 حقنة، أي إنه يحتاج إلى مليوني ليرة سورية مقابل حصوله على الحقن، في ظل عجز مادي يعاني منه المحاصرون.
وأوضح رجب أن متلازمة "غيلا باريه" تعدّ من
أمراض المناعة الذاتية، وفيها يهاجم الجهاز المناعي أعصابَ الجسم، ما يسبب إزالة الغمد النخاعي (Myelin sheath). وبالرغم من أنها نادرة الحدوث؛ فإنها قد تكون خطيرة، وتستدعي العلاج، وغالبا ما تكون مجهولة السبب، وقد يتلو الإصابة إنتان معوي أو تنفسي بعد أيام أو أسابيع قليلة.
وأضاف: "تبدأ الأعراض بإحساس بوخز وتنميل في أصابع القدمين، ومن ثم يحدث ضعف عضلي، أو شلل مُترقٍّ خلال ساعات، ويتطور المرض ليبلغ ذروتَه خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع، إذ يبدأ من الأطراف السفلية، لينتهي بالشلل الكامل، وشلل العضلات التنفسية، واضطراب وظيفة القلب، ما قد يتطلب وضع المريض على جهاز تهوية آلية".
وتابع: "المصاب بهذه المتلازمة يتميز بتنكس محوري باكر للألياف الحسية والحركية بالأطراف بغياب المُنعكَسات الوترية، وبطء سرعة التوصيل العصبي، وارتفاع البروتين في السائل الدماغي الشوكي، دون ارتفاع كريات الدم البيضاء".
وبيّن رجب أن الظهور الأول لمتلازمة "غيلان باريه" في
سوريا؛ كان في منتصف شهر نيسان/ أبريل الماضي، في مشفى الأسد الجامعي في كل من دمشق واللاذقية، حيث أكدت الدكتورة عليا الأسد، الطبيبة لدى "مشفى الأسد" الجامعي، في تصريح صحفي لها، وصول 15 حالة مرضية مصابة بمتلازمة "غيلان باريه"، إلى مشافي مدينة اللاذقية خلال فترة لا تتجاوز الأسبوع، بالإضافة إلى وجود عدة حالات أخرى في مدينة دمشق.