أدانت
الجامعة العربية، ومنظمة
التعاون الإسلامي، الأحد، "بشدة" عمليات قتل المدنيين في
حلب (شمالي سوريا)، مطالبتين المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف ما يحدث بالمدينة.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، "ندين بشدة عمليات القتل التي تعرّض لها المدنيون في مدينة حلب السورية على مدى الأيام الأخيرة، جراء القصف الجوي الوحشي وما تبعه من عمليات عسكرية شرقي المدينة، تكرس انهيار وقف إطلاق النار الذي سبق أن تم التوصل إليه".
وأضاف "أبو الغيط"، في بيان إن "هذا التصعيد الخطير يعكس استمرار الاقتناع المغلوط لدى بعض الأطراف (لم يسمها)، بإمكانية فرض حل عسكري على الأرض يتجاوز الحاجة إلى اتفاق سياسي".
وتابع "ما تحمله التقارير الإعلامية حول استخدام أسلحة محظورة ضد السكان المدنيين، يعد تطورا مؤسفا وبالغ الخطورة، وينبغي وقفه على الفور حال ثبوت صحته".
وأمس السبت، قال بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، في بيان له، إنه "منذ إعلان الجيش السوري (التابع للنظام) عن القيام بعملية هجومية للسيطرة على شرق حلب قبل يومين، تكرر ورود تقارير عن حدوث قصف جوي باستخدام أسلحة حارقة وقذائف متطورة مثل القنابل الخارقة للتحصينات".
وطالب أبو الغيط، في بيانه، مجلس الأمن الدولي الاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية وإلزام جميع الأطراف ذات الصلة بالعمل على التوصل إلى وقف فوري وحقيقي لإطلاق النار يسمح بإغاثة وإنقاذ آلاف المدنيين الأبرياء.
وفي السياق ذاته، قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني، في بيان، "ندين بشدة القصف المتواصل على المدنيين في حلب وتدمير قوافل الإغاثة الإنسانية".
والإثنين الماضي، تعرضت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، لقصف جوي في سوريا، وتبادلت روسيا وأمريكا الاتهامات بشأن المسؤولية عن القصف، وأفادت مصادر في المعارضة للأناضول، أن القصف استهدف أيضاً مركزاً للهلال الأحمر السوري ببلدة "أورم الكبرى"، بريف حلب الغربي، أثناء تفريغ حمولة الشاحنات، التي تحمل مساعدات إنسانية.
وأشارت المصادر أن القصف كان مشتركاً، بدأ بقصف مروحي للنظام، تلاه قصف جوي روسي، وأدى إلى مقتل 12 شخصاً، بينهم مسؤول بمنظمة "الهلال الأحمر" وإصابة 18 آخرين بجروح، إلا أن السلطات الروسية والسورية واصلت إنكار الأمر، متهمة واشنطن بتدبيره.
ودعا "مدني" المجتمع الدولي، وخاصة الأطراف التي تعهدت بفرض وقف للعمليات العدائية في سوريا وتثبيت الهدنة الإنسانية، للتدخل السريع لوقف عمليات القتل والمجازر التي تتعرض لها المناطق السكنية.
وشدد مدني على ضرورة تحرك الأمم المتحدة بموجب مسؤولياتها لوقف الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنساني التي ترتكب في مدينة حلب.
وفي وقت سابق، أدانت وزارة الخارجية التركية، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، الهجمات الجوية، التي زاد النظام السوري ومؤيديه من وتيرتها مؤخرًا، على المدنيين في مدينة حلب ومحيطها، شمالي البلاد.
وتشن قوات النظام السوري والقوات الجوية الروسية حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة
المعارضة السورية المعتدلة والمأهولة بالسكان ما أسفر عن مقتل 323 مدنياً وجرح ألف و334 آخرين، وذلك منذ انتهاء الهدنة في 19 أيلول/ سبتمبر الجاري (أبرمتها واشنطن وموسكو)، بعد وقف هش لإطلاق النار لم يصمد لأكثر من 7 أيام.
وتعاني أحياء مدينة حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري ومليشياته بدعم جوي روسي، منذ أكثر من 20 يوماً، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية يهدد حياة حوالي 300 ألف مدني موجودين فيها.