تمكن زعيم
حزب العمال البريطاني جيرمي كوربن من الفوز مجددا برئاسة الحزب، وذلك على الرغم من المشاكل التي واجهها داخل حزبه خلال الفترة الماضية، ومحاولات الإطاحة به وإفشاله بعد فترة وجيزة من وصوله إلى صدارة الحزب.
وأنهى فوزه محاولة "انقلاب" قام بها مشرعون أكثر اعتدالا يرون أن أجندته اليسارية لا يمكن أن تحقق نصرا في
الانتخابات.
وحصد كوربن 61.8 بالمائة من أصوات أعضاء حزب العمال، بواقع 313 ألفا و209 أصوات، مقابل 38.2 بالمائة فقط من الأصوات ذهبت لمنافسه أوين سميث الذي حصد 193 ألفا و229 صوتا فقط في الانتخابات الداخلية التي جرت بالحزب، والتي ظهرت نتائجها ظهر اليوم السبت.
ومن المعروف أن كوربن هو أحد رموز التيار اليساري في
بريطانيا، وأثارت زعامته لحزب العمال جدلا واسعا في البلاد، خاصة أنه قد يصبح خلال السنوات القليلة المقبلة رئيسا للوزراء، حيث يتوجب عليه تشكيل الحكومة في حال فاز حزبه بأغلبية مقاعد مجلس العموم في الانتخابات العامة المقرر أن تجرى بعد أربع سنوات.
وكوربن هو أحد مناصري القضية الفلسطينية، ومناصري حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة، وهو أحد رموز التحالف الذي تشكل في العام 2003 ضد الذهاب إلى الحرب في العراق واحتلاله وتدميره، وهو القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء طوني بلير في ذلك الحين.
ووجه كوربن في أعقاب إعلان فوزه بزعامة الحزب مجددا ظهر السبت شكره لمنافسه سميث، ودعا "عائلة العمال" إلى التوحد مجددا بعد العاصفة التي ألمت بالحزب خلال أشهر الصيف الثلاثة الماضية.
وأضاف كوربن متحدثا لأنصاره في ليفربول في أعقاب فوزه: "لدينا الكثير من الأشياء المشتركة التي تجمعنا، وهي أكثر من تلك التي تفرقنا"، وتابع: "دعونا نواصل التنظيف اعتبارا من اليوم ودعونا نعمل مع بعضنا البعض كحزب واحد".
وقالت جريدة "الغارديان" في تقرير لها على موقعها الإلكتروني إن "كوربن بهذا الفوز الساحق يعزز قبضته على حزب العمال الذي يحظى فيه بشعبية كبيرة، بينما يتوسع الحزب بشكل مضطرد منذ الانتخابات العامة التي جرت في البلاد في العام 2015، وبات يضم في عضويته أكثر من نصف مليون بريطاني".
ومن شأن هذا النصر أن يعزز سلطته على الحزب المنقسم بقوة ويدعم حملته لدفع حزب العمال إلى اليسار في خطوة يقول كثيرون من زملائه، إنها ستسلبهم القوة وستتيح لحزب المحافظين الحاكم التحرك بحرية لفصل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.