نجحت الضغوط التي مارستها
روسيا لإثناء الحكومة
المصرية عن قرارها بوقف استيراد
القمح المصاب بفطر الأرجوث، حيث قرر مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، تعديل شروط المناقصات الخاصة باستيراد الأقماح لتحتوي على نسبة من فطر الأرجوث.
وتسبب قرار مصري برفض استلام شحنات من القمح مصابة بفطر الأرجوث في تحرك بعض الدول ضد مصر، وكانت البداية من روسيا التي سارعت بالرد على القرار المصري بقرار مماثل يحظر استيراد الخضر والفاكهة وبعض الأغذية الزراعية من مصر.
أعقب روسيا الولايات المتحدة التي تسببت منتجات زراعية مصرية في إحداث إصابات وأضرار بالمستهلكين الأمريكيين، وتلتها الإمارات التي أرسلت تعميماً للجمارك بضرورة التعامل بحذر مع الواردات الغذائية من مصر، وأخيراً السودان التي أرجأت عمليات الاستيراد من مصر في قرار أصدرته وزارة التجارة السودانية صباح الأربعاء.
وفي تطور مفاجئ، ومع الضغوط التي مارستها روسيا خارجياً وبعض رجال الأعمال المستفيدين والمتربحين من منظومة استيراد القمح، قرر مجلس الوزراء المصري إعادة العمل بسياسة السماح بنسبة لا تتجاوز 0.05 بالمئة من فطريات الأرجوث في القمح المستورد، وألغى القرار الاشتراطات الخاصة بخلو القمح المستورد من الأرجوت، وتعذر تطبيقها بعد رفض التجار المشاركة في المناقصات التي طرحتها مصر لاستيراد أقماح خلال الشهر الجاري.
وقال مجلس الوزراء المصري، في بيان، إن كل ما تردد عن منع استيراد القمح أو استيراد قمح الأرجوت وأقماح ضارة بالصحة العامة ومسرطنة ليس له أي أساس من الصحة.
ويشمل قرار مصر، وهي أكبر مستورد للقمح في العالم، كافة الشحنات المتعاقد عليها والجديدة، كما أن الحكومة سوف تتعاقد مع شركة عالمية لفحص شحنات القمح المستوردة.
وشدد المجلس على اهتمام الحكومة باستمرار تدفق السلع الإستراتيجية من الخارج لتلبية احتياجات السوق المحلي، والعمل على ضمان أرصدة آمنة من هذه السلع، وذلك في إطار من الإجراءات الدقيقة التي تضمن الحفاظ على الصحة العامة، مؤكدا أن القمح الوارد لمصر خام ومطابق للنسب المسموح بها لفطر الأرجوت بالمواصفة القياسية المصرية 0.05% وهي النسب نفسها التي يسمح بها بالمواصفات القياسية الدولية.
وأضاف أنه وفقا للتقارير التي تلقاها، فإنه يتم إجراء معالجات للقمح الخام بعد استيراده تتمثل في التبخير، التهوية، الغربلة، النقاوة، الغسيل، ويتم أخذ عينات منها بعد هذه المعالجات وفحصها بالمعامل المركزية لوزارة الصحة للتأكد من أنها خالية من الآرجوت، مشيرا إلى أن جميع العينات قبل الطحن التي تم فحصها بالمعامل المركزية من عام 2011 وعددها 903 عينات حتى تاريخه خالية من الأرجوت.
من جانبه، قال وزير الصحة إن عدد الشحنات التي دخلت مصر منذ عام 2011 وحتى آب/ أغسطس 2016 بلغت 313 رسالة قمح، و عدد الرسائل التي كان بها نسبة الأرجوت بلغت 131 رسالة بنسبة 42% وهي في حدود المسموح به عالمياً.
وأعلنت الهيئة المصرية العامة للسلع التموينية اليوم الخميس، أنها عدلت كراسة شروط مناقصاتها لتتماشى مع التغير في السياسة المعتمدة بخصوص فطر الأرجوت للقبول بنسبة لا تزيد على 0.05 بالمئة.
وطلبت الهيئة شراء كمية غير محددة من القمح من الموردين العالميين؛ للشحن في الفترة ما بين 21 إلى 31 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. وتحتوي كراسة المناقصات على شروط ومواصفات القمح المطلوب لمناقصات الشراء.