تحاول
فرنسا الدخول على خط النزاع في
سوريا بعد فشل الهدنة الأمريكية-الروسية، عبر اقتراح فرنسي لهدنة جديدة، كما جاء على لسان الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند.
وأعلن هولاند مساء الاثنين، أنه سيطلق من على منبر الأمم المتحدة، نداء جديدا لهدنة جديدة بعد إعلان النظام السوري انتهاء وقف إطلاق النار الذي سرى في 12 أيلول/ سبتمبر، بموجب اتفاق أمريكي روسي.
وقصفت طائرات النظام السوري شاحنة مساعدات مشتركة لحلب بعد إعلان انتهاء الهدنة من طرف النظام السوري، وقتلت 12 متطوعا من الصليب الأحمر وسائقي الشاحنات، ردا على قصف للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لموقع عسكري للنظام سقط فيه عدد من جنوده.
وعلقت الأمم المتحدة تحركات كل قوافل المساعدات في سوريا بعد قصف النظام السوري، رغم حصول الأمم المتحدة على ضوء أحضر من النظام لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، بسحب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وحمل هولاند الأسرة الدولية مسؤولية الكارثة في سوريا لأنها لم تتحرك، مؤكدا الدور الفرنسي، حيث قال: "فرنسا عندما علمت أن أسلحة كيميائية تستخدم كانت مصممة على تحمل مسؤولياتها". وأضاف: "سنلام يوما ما بالتأكيد لأننا لم نتحرك بشكل كاف في سوريا ولأننا لم نوقف مأساة حلب".
المفكر السوري، وأستاذ علم الاجتماع السياسي، الدكتور برهان غليون، قال لـ"
عربي21"، إن وزن فرنسا في سوريا ليس كوزن الدول الكبيرة الأخرى، لكنها مع ذلك تلعب دورا كبيرا ولها موقف من الثورة السورية.
ورجح مدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون أن يكون الدور الفرنسي عبارة عن وساطة، وربما تقوم بتلافي الخطأ الروسي-الأمريكي الذي لم يطرح رؤية سياسية في هدنته، الأمر الذي قد تقوم به فرنسا بدعم أوروبي.
ورأى غليون أن الاتفاق الروسي-الأمريكي ركز على الجانب العسكري، ووقف القتال، ولم يتعرض إلى الحل السياسي، الأمر الذي أفشل الهدنة التي لم تحصل أساسا.
وأرجع الفشل إلى "النوايا الكامنة" لأطراف الاتفاق، والتركيز على "الحرب على الإرهاب" دون التطرق إلى رؤية واضحة لإنهاء الأزمة في سوريا.
وكانت حكومة النظام السوري وافقت السبت 10 أيلول/ سبتمبر، على اتفاق الهدنة الأمريكي الروسي، في حين تعاملت معه المعارضة وقتها بحذر.
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن "مصادر مطلعة"، أن "أحد أهداف الاتفاق الروسي-الأمريكي هو التوصل إلى حلول سياسية للأزمة في سوريا"، مضيفة أن "الحكومة السورية وافقت على الاتفاق".
ووافقت أغلب فصائل المعارضة وقتها على وقف إطلاق النار، ودعت إلى إدخال مساعدات، فيما أبدت بعض الفصائل تحفظها على بعض تفاصيل الاتفاق المعلنة، بينما رغبت
روسيا وأمريكا بإبقاء معظم التفاصيل سرية.