تسود حالة من الترقب في الأردن لما ستسفر عنه
الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها غدا الثلاثاء، لاختيار برلمان جديد للبلاد، في انتخابات يشارك فيها طيف واسع من الأحزاب والتجمعات لا سيما بعد سنوات من مقاطعة الإسلاميين الذين يعدّون أبرز مكون سياسي وأكبره في البلاد.
وبحسب ما تابعته "
عربي21"، فقد خيمت أجواء من التشاؤم لدى شريحة كبيرة من الجمهور الأردني بعد "الهزات" التي تعرضت لها الحياة السياسية بفعل البرلمانات الأخيرة، وعدم قدرة المجلس على تحقيق رغبات الناخبين وانعدام الثقة بهم، الأمر الذي أكده استطلاع رأي أجراه مركز "عالم الآراء" لاستطلاعات الرأي في الأردن.
ولعل أبرز محطات "انتكاسات" التجربة البرلمانية في الأردن، ما أفرزته انتخابات عام 2007، التي شهدت حينها اتهام قوى المعارضة للسلطات في البلاد بتزوير الانتخابات، عبر الزج بعناصر من الجيش الأردني بملابس مدنية، لاختيار مرشحين تريدهم السلطة، وهو الهاجس ذاته الذي يلاحق المعارضة عشية الانتخابات المقبلة.
وفي هذه الانتخابات، يخوض الإسلاميون وشخصيات أردنية معارضة الانتخابات المقبلة، في ائتلاف واسع أطلق عليه "الائتلاف الوطني للإصلاح"، يعدّ أكبر تجمع يضم في ثناياه خليطا من مكونات الساحة الأردنية من الإسلاميين والمسيحيين والشركس، وشخصيات حزبية تختلف في الأيديولوجيا مع جماعة
الإخوان المسلمين، لكنها اتفقت على تشكيل تحالف واسع، وفق ما أعلن عنه الذراع السياسي للجماعة، حزب جبهة العمل الإسلامي في وقت سابق.
وتعبيرا عن المخاوف التي تجتاح قطاعا واسعا من المعارضة عشية الانتخابات، قال المرشح الإسلامي المشارك ضمن قائمة "الائتلاف الوطني للإصلاح"، الدكتور إبراهيم المنسي، إن ما يتخوف منه هو تكرار تجربة المجلس الخامس عشر، وقيام السلطة في الأردن بتوجيه "ضربة قاضية" للديمقراطية في البلاد، وفق قوله.
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21"، الاثنين، أن هذه الانتخابات فرصة ذهبية لإحداث تغيير في البلاد، يدفع باتجاه أفضل، والبدء بصفحة جديدة من أجل إنقاذ البلاد من من الأزمات العديدة التي تمر بها، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والسياسي.
وأوضح المنسي أن البلاد اليوم تعيش في ظروف صعبة، تتحمل مجالس البرلمان السابقة مسؤولية ما آلت إليه، إذ كانت بعيدة عن واقع الناس، ومطالبهم الملحة بمجلس قوي قريب من همومهم.
شباب محبط
وعن عزوف الشباب، لفت إلى أن الزيارات الميدانية التي كان يقوم بها أعضاء الائتلاف الوطني المشارك فيه للاستماع إلى آراء الناس ومطالبهم من النواب كانت تواجه من فئة الشباب بعدم الاكتراث والرفض للعملية الانتخابية.
وأضاف: "لمسنا أن فئة الشباب محبطة للغاية، وبعضهم كان يرفض لقاءنا، وحتى الاستماع إلينا، بسبب ما واجهوه من النواب السابقين، الذين أخذوا أصواتهم ولم يلتفتوا إليهم، في السنوات الماضية".
لكنه أشار إلى أن الكثير ممن تمت مقابلتهم من هذه الفئة لطرح البرنامج الانتخابي للائتلاف، اقتنعوا بعد محاورتهم بالبرامج المقدمة لهم، ووعدوا بالمشاركة في الانتخابات، وعدم اللجوء للسلبية في مقاطعتها.
وشدد على أن الائتلاف المشارك فيه يحمل مضامين وبرامج وآراء متنوعة، صاغها عدد كبير من الخبراء، خلال مدة ليست بالقصيرة، لتقديمها للناخب الأردني، على حد قوله.
تحالف واسع للمعارضة
وتعليقا على الشكل الجديد لمشاركة الإسلاميين في الانتخابات، قال المنسي إن هذه الطريقة لم يسبق أن وجدت في تاريخ الحركة الإسلامية في الأردن، ولم تتمكن أي جهة حتى الآن من تشكيل تحالف واسع كما حصل مع "الائتلاف" الذي كوّن 20 قائمة ضمن مختلف الفئات.
ولفت إلى أن القانون الجديد فرض عملية تشكيل القوائم، وأن "الائتلاف" استطاع التعامل بـ"حرفية مع المشهد"، مضيفا أنه "على الرغم من أن الهدف كان المشاركة وليس المغالبة، إلا أننا شكلنا تحالفا عريضا يضم العديد من المكونات التي بعضها يختلف مع الحركة الإسلامية فكريا، لكن الهدف الوطني يجمع الكل"، على حد قوله.
وعن الحديث الذي دار مؤخرا عن تعميم داخل جماعة الإخوان المسلمين باقتصار التصويت على مرشحي الجماعة ضمن التحالف، قال المنسي: "هذا الأمر عار عن الصحة، ولم يحدث والتحالف لا يفرق بين أعضائه، ولكل مرشح حق طرح نفسه، وللناخبين حق اختيار من يريدون".
وأكد أن الورقة التي تداولتها وسائل إعلام حول تعميمات داخل جماعة الإخوان "مصنطعة"، مضيفا أن "بعض الجهات تهدف من ورائها إلى التشويش على التحالف الذي يتحرك مرشحوه بشكل جماعي للوصول إلى البرلمان".