كشف عضو المكتب السياسي لحزب
البناء والتنمية المصري، أشرف توفيق، عن تفاصيل انسحابه من جلسات ملتقى الحوار الوطني، الذي عُقد مؤخرا في العاصمة الأمريكية واشنطن، وأسفر عن مبادرة "وطن للجميع"، التي تم الإعلان عنها رسميا الخميس، وأثارت الكثير من الجدل بشأنها.
وقال في تصريح خاص لـ"
عربي21": "رفضت بعض الطروحات التي حاولت الانتقاص من قضية الهوية أو الانقضاض عليها، وانسحبت اعتراضا على ما تم صياغته فيما بعد بالبنود الثالث والرابع والخامس من الوثيقة المعلنة".
وأكد توفيق أن الدعوة التي أطلقت للمشاركة في ذلك الملتقى إنما أطلقت في إطار ملتقى للحوار الوطني؛ بغية التشاور في موضوع محدد، هو لم الشمل وتقريب وجهات النظر بين الساعين؛ للخروج بمصر من أزمتها، مشدّدا أنه لم يكن من أهدافها طرح أي مبادرات على الإطلاق.
وأضاف أن الملتقى والداعين إليه وأغلب الحضور كانوا من المصريين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم كان تحديد مكان الملتقى في واشنطن، لافتا إلى أنه ساهم في هذا الملتقى بطرح رؤية للخروج من الأزمة المصرية، بالمشاركة عبر برنامج "اسكايب".
وشدّد عضو المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية أن محاولة العبث بالهوية تعد افتئاتا على حقوق الشعب المصري المتجذرة في وجدانه منذ قرون طويلة، لافتا إلى أن الاصطفاف على مبادئ ثورة يناير لا يعني على الإطلاق تنازل أي طرف عن ثوابته ومرتكزاته أو مطالبة غيره بالتنازل عنها.
وطالب توفيق الجميع بأن ينأى بنفسه عن خطاب التخوين والتشكيك، الذي قال إن البعض احترفه دون سند أو روية، مؤكدا أنه على كل مصري -دون استثناء- واجب وطني بالعمل على إنقاذ الوطن مما وقع فيه من أزمات، ورفع المعاناة عن كاهل الشعب الكادح، واستعادة المسار الديمقراطي.
وأردف :"رغم الخلاف، فإننا نثمن كل جهد صادق ومخلص يسعى إلى رأب الصدع وتوحيد الصف؛ من أجل النهوض بمصر من كبوتها، كما أن الإنصاف يدعونا للاعتراف بأن ما أنتجه الملتقى يحمل مبادئ يمكن البناء عليها كمنطلقات للعمل المشترك؛ لتحقيق أهداف ثورة يناير من عيش وحرية وعدالة وكرامة".
بدوره، قال المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية، خالد الشريف، إن أهم ما تملكه الحركة الإسلامية هو هويتها، التي لا يمكن أن تساوم عليها، مؤكدا أن الحركة الإسلامية جاهدت وناضلت طوال أكثر من ثمانية عقود من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية لمصر، وقدمت التضحيات والشهداء، وكانت صخرة عاتية تحطمت عليها كل حركات التغريب بكافة أشكالها.
وقال "الشريف" في بيان له الأحد: "انظروا إلى انتشار الحجاب، وإقبال الشباب على تعلم وحفظ القرآن، وصلوات العيد في الميادين والشوارع، فالهوية الإسلامية متجذرة في مصر، لا يمكن لأي قوة محوها أو إنكارها".
وأضاف: "رغم الأزمة العاتية التي تعيشها مصر على الحريات والتيار الإسلامي، إلا أن الأحزاب الإسلامية لا تزال تتصدر المشهد، وعلى رأسها حزب الوسط والبناء والتنمية ومصر القوية والوطن والفضيلة، فضلا عن حزب الحرية والعدالة الذي تم تجميده، وهو صاحب الأغلبية السابقة، ويكفي برنامج حزب البناء والتنمية أن أحد مرتكزاته الأساسية هو الحفاظ على الهوية الإسلامية للدولة".
وحصلت "
عربي21" على نسخة من الدعوة التي وجهها منظمو ملتقى الحوار الوطني إلى بعض الشخصيات المصرية المعارضة، والتي جاء فيها أن الهدف من الملتقى هو مناقشة فكرة المشروع الوطني الجامع والنقاط الخلافية؛ من أجل الوصول للتوافق المجتمعي بين المصريين من كافة الاتجاهات والأيدولوجيات على تلك النقاط.
وأشارت الدعوة إلى وجود اختلافات بين وجهات النظر بين القوى الثورية؛ ولذلك فهم يسعون للوصول للاصطفاف الوطني بين المصريين، وللعمل على التحول الديمقراطي الناجز لطموحات ومبادئ ثورة 25 يناير 2011.
كما جاء في تلك الدعوة أنه كان مطلوبا من الحاضرين كتابة ورقتين عمل، واحدة عن المشروع الثوري الجامع، والثانية عن نقاط الخلاف، لافتين إلى أن الدعوة خاصة بصاحبها فقط، وهو الوحيد الذى له فرصة التحدث، حسب جدول المؤتمر.
وقالوا: "نرجو من كل مشترك أن يضع وجهة نظره في تلك النقاط الخلافية؛ لطرحها خلال المؤتمر، والتركيز عليها، وكيفية التنفيذ حسب تصوره، والأدوات المستخدمة، والمدة الزمنية، وكيفية التعامل مع الرافضين والمزايدين".
وتضمنت مناقشة المشروع الثوري الجامع -بحسب الدعوة- عدّة نقاط، هي نظام الدولة المصرية الحديثة، والمرحلة الانتقالية، وكيفية إسقاط الانقلاب، والعلاقات المدنية العسكرية، وكيفية الاصطفاف من أجل تقديم رؤية محددة للثورة، وتصور لخطوات محددة من أجل استعادة الثورة، وانتزاع الحرية، وإنقاذ مصر.
وكذلك تضمنت مناقشة النقاط الخلافية عدّة بنود، هي: وضع الرئيس محمد مرسي، ودستور 2012، والمجالس المنتخبة منذ 2011 وحتى وقوع الانقلاب، والموقف ممن خرجوا في 30 حزيران/ يونيو 2013، والمخاطر المحيطة، وطبيعة الصراع الحالي محليا وإقليميا ودوليا.
وأوضحت الدعوة أن جميع المشاركين في الملتقى مسؤولون عن كافة مصاريف سفرهم وإقامتهم، مقدمة الاعتذار لعدم المقدرة على دعوة كثير من النشطاء، وأنهم يأملون في استمرار التواصل في المستقبل.
وكانت "
عربي21" نشرت نصا لمبادرة "وطن للجميع" حصلت عليه من مصادر شاركت في ورش العمل. وأثار النص المنشور جدلا كبيرا، خصوصا البند الخامس منه، الذي يتعلق بهوية الدولة وعلاقتها بالدين.