نشر معهد واشنطن للدراسات تقريرا مطولا للباحث فابريس بالونش، تحدث فيه عن سيناريو ونتائج تدخل الروس إلى جانب النظام في سوريا.
وقال التقرير إنه "ما لم تؤدِّ الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى حدوث تغيير جذري في سياسة واشنطن تجاه سوريا، فقد تتمكّن
روسيا وإيران من إقامة سيادة مشتركة تسيطر على البلاد بأكملها تقريبا".
وبين أنه "بموجب هذا السيناريو، قد يمنح
بوتين حزب الاتحاد الديمقراطي ممرا ضيقا يربط عفرين مع بقية روج آفا، والذي يمكنه قطعه متى شاء".
وأشار إلى أنه "إذا فعل ذلك، لن يكون هذا محبة بالقضية الكردية أو إيمانا بها، بل لأن مثل هذه الخطوة قد توقف تقدّم المتمردين المدعومين من الأتراك في الشمال، وبالتالي حماية حلب وتسهيل استعادة وادي الفرات، لا سيما الرقة".
وأشار إلى أن مركز
العلويين الساحلي يعد البقعة المفضّلة لدى روسيا، التي أصبح لديها قواعد جوية وقواعد غواصات خارج اللاذقية (حميميم وجبلة، على التوالي) تُضاف إلى قاعدتها البحرية في طرطوس.
وذكر أن العلويين المحليين يحتاجون إلى حماية روسية على المدى الطويل. فقد بدأ عددهم يتقلّص منذ ثمانينيات القرن الماضي، وساهمت الوفيات من جراء الحرب في تسريع هذه الوتيرة؛ لذلك لن يتمكّنوا على الإطلاق من مقاومة أي انتفاضات مستقبلية تشنّها الأغلبية السنّية في البلاد، وحتى ما سيتبقى من الدويلة العلوية سيحتاج إلى حماية روسيا لأسباب ديموغرافية وغيرها.
وقال إن روسيا تغذّي مثل هذا الميل إلى الاستقلالية في أوساط الأكراد السوريين في شمال البلاد، ويمكن التوقُّع منها أيضا تعزيز وجودها في تدمر، المكان المثالي لتثبيت قاعدة رادار تغطّي كافة منطقة الشرق الأوسط.
يذكر أنه في 30 أيلول/ سبتمبر 2015 باغتت روسيا المجتمع الدولي بإرسال طائراتها الحربية لقصف مواقع المعارضة السورية، بعد أيام من الكشف عن إرسالها مقاتلات وعتادا متطورا إلى سوريا لمحاربة ما تسميه الإرهاب. جرى ذلك بمنأى عن التحالف الدولي الذي يشن في ذلك البلد منذ أكثر من عام حربا لوقف توسع تنظيم الدولة الإسلامية هناك.
وذكر معهد واشنطن أنه "بفضل تدخّل روسيا، استعاد نظام الأسد الثقة بعد الانتكاسات التي مُني بها في ربيع عام 2015، عندما خسر إدلب وتدمر".
وفي حين أن المناطق التي استعادها قليلة العدد (حيث تشكّل أقل من 2 في المئة من الأراضي التي خسرها منذ عام 2011)، إلا أنها تُعدّ مهمة استراتيجيا. فقد أصبح الآن مركز النظام العلوي والقواعد العسكرية الروسية الموجودة هناك بمنأى عن هجمات المتمردين، كما تمّ استئصال قواعد المعارَضة حول دمشق تدريجيا، كما حصل في داريا والغوطة الشرقية.