ينظر مراقبون بعين الريبة إلى المعارك التي تدور حالياً بين "الوحدات" الكردية وتنظيم الدولة في الخطوط الجنوبية لمدينة "مارع" الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، ويعتقد البعض منهم أن "الوحدات" الكردية بتحركاتها العسكرية هذه، الهادفة إلى السيطرة على مزيد من المناطق الخاضعة لسيطرة
تنظيم الدولة، قد دخلت في سباق لأجل الوصول إلى مدينة "الباب" الاستراتيجية، لتقطع بذلك الطريق على قوات
الجيش الحر المدعومة تركياً، التي أدارت بوصلتها تجاه المدينة التي تعتبر معقلاً رئيسياً للتنظيم في حلب بالمجمل، كوجهة للمرحلة الثالثة من معركة درع الفرات.
بالمقابل، تطرح أوساط أخرى تساؤلات عما إذا كانت "الوحدات" قد حصلت على ضوء أخضر دولي لعملياتها هذه، ما يعني مواصلة الدعم لها، أم أن هذه المعارك هي من ضمن التكتيكات العسكرية المسموح بها لكل الأطراف المتصارعة في
سوريا.
وفي هذا الصدد، يرى رئيس المكتب السياسي في "لواء المعتصم"، مصطفى سيجري، أن حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكري "الوحدات"، يعيش في حالة من التخبط، ناجمة عن تقلص حجم الدعم الدولي الكبير الذي كان يتلقاه من أطراف دولية وإقليمية، في سبيل تحقيق ما يسمى بـ"كردستان سوريا".
ويعتقد "سيجري"، في حديث خاص مع "
عربي21"، أن عملية درع الفرات كانت كفيلة بقلب الطاولة على الميلشيات الكردية، وعلى التفاهمات الدولية أيضاً، ويوضح: "كان من المقرر أن يكون هناك كيان انفصالي كردي في الشمال السوري، وهذا الحديث ليس مبالغاً فيه، بل كنا شهودا على ذلك من خلال تواجدنا في ريف حلب الشمالي".
لكن، وبالمقابل، لم يؤكد "سيجري" أن الدعم الدولي المقدم للوحدات الكردية قد انتهى، مبينا: "للآن لم تتراجع قواتهم إلى شرق الفرات كما طلب منها"، مشيراً إلى تصريحات البعض من القادة الأكراد التي تصب في خيار المواجهة العسكرية، وليس الانسحاب.
من جانبه، يستبعد عضو المكتب السياسي في حركة "نور الدين الزنكي"، بسام حجي مصطفى، أن يكون الوصول إلى مدينة الباب، هو الهدف من المعارك التي تخوضها "الوحدات" ضد تنظيم الدولة في كل من قرى "حربل، وأم حوش، وتل قراح".
ويذهب مصطفى في تصريح لـ"
عربي21"، إلى اعتبار هدف الوحدات من هذه المعارك هو "السيطرة على مناطق عربية، ليتم التبادل عليها فيما بعد على طاولة المفاوضات"، معرباً عن اعتقاده بأن "حزب الاتحاد الديمقراطي مستعد للتخلي عن كل شيء، مقابل اعتماده دوليا كممثل سياسي وعسكري للأكراد في سوريا".
أما الناشط الإعلامي فراس مولا، فقال: "إذا أخذنا بالاعتبار "الحلم الكردي" الهادف إلى تشكيل كيان كردي في سوريا، أدركنا أن هذه التحركات تأتي تمهيداً لإعلان ذلك"، مبينا: "تسعى الوحدات إلى تجاهل الشريط الحدودي تجنباً للمواجهة المباشرة مع تركيا، وتسعى لربط مناطق سيطرتها في عفرين ومنبج، من خلال التقدم إلى مدينة الباب".