أعلن زعيم حركة النهضة
التونسية، راشد
الغنوشي، على صفحته في "فيسبوك"، عن عزمه تأدية مناسك الحج لهذه السّنة، إثر دعوة وجّهها له
الملك سلمان بن عبد العزيز.
وجاء في نص التدوينة: "يؤدي الشيخ راشد الغنوشي فريضة الحج هذه السنة، وذلك بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز".
وأضاف: "نسأل الله أن يتقبل طاعة الحجاج وأن يجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكوراً وذنبهم مغفورا وأن يعيدهم إلى أوطانهم سالمين وأن يحفظ الأمة الإسلامية في كل مكان".
يُذكر أن الشيخ راشد الغنوشي سبق ومُنع من تأدية مناسك الحج سنوات 2007 و2008 بعد أن امتنعت السفارة
السعودية في منفاه بلندن عن تمكينه من تأشيرة الحج.
وبحسب مُقربين من الغنوشي، فإن الأخير كان ممنوعا من دخول الأراضي السعودية في فترة حكم نظام بن علي.
وسعى الغنوشي لطمأنة دول الخليج المتوجسة من صعود الإسلاميين لسدة الحكم في دول الرّبيع العربي، وعلى رأسها السعودية، خاصّة بعد البرود الذي أبدته الدّول الخليجية، باستثناء قطر، تُجاه التغييرات في المنطقة.
ورغم إعلان وزارة الدّاخلية السعودية جماعة الإخوان المُسلمين تنظيما إرهابيا، في آذار/مارس 2014، وهو ما اعتبر إعلان قطيعة مع الجماعة ومع كل الأحزاب والمُنظّمات القريبة منها، بعد سلسلة من التوترات ميّزت العلاقة بين الجماعة والمملكة منذ دعم الأخيرة للانقلاب العسكري في مصر، سعى الغنوشي لاستثمار التغيير في أعلى هرم السلطة لإذابة الجليد بين النهضة والنّظام بالسعودية.
وكانت أوّل زيارة لراشد الغنوشي منذ عودته من منفاه في لندن إلى السعودية إثر وفاة الملك السعودي السابق، عبد الله بن عبد العزيز، مُشاركا في مراسم التّعزية.
وكانت الزّيارة الثانية لزعيم النهضة إلى السعودية في حزيران/يونيو 2015 تحت عنوان أداء العمرة، وسبقتها دعوة من الغنوشي للملك سلمان بن عبد العزيز، لقيادة مشروع تصالحي بين الإخوان والمؤسسة العسكرية في مصر، وأشارت التحليلات وقتها إلى أن العنوان الحقيقي لهذه الزيارة كان التباحث مع المسؤولين السعوديين بهدف إيجاد مخرج للأزمة المصرية بوساطة سعودية.
ودعا الملك سلمان عبد العزيز، راشد الغنوشي، في تموز/يوليو 2016، للمشاركة في حفل إفطار سنوي تعدّه المملكة في شهر رمضان، إلى جانب عدد من الشخصيات وقادة بعض البلدان الإسلامية.
ويرى مُراقبون، أن دعوة الملك السعودي للغنوشي لأداء مناسك فريضة الحج، تثبت أن الأخير نجح في إذابة الجليد الذي ميّز العلاقة بين البلدين من جهة، وبين حركة النهضة والنظام السعودي من جهة أخرى.
يُذكر أن المملكة السعودية كانت من أبرز المتغيّبيبن عن مراسم الاحتفال بالمصادقة على الدستور التونسي الجديد سنة 2014 والذي حضرته عديد الشخصيات والتمثيليات الدبلوماسية، وهو ما اعتبر رسالة سلبية من النظام السعودي لتونس الثورة.