دعا ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني، الجمعة، إلى "تجنب الصراعات" إثر توتر حاد في العلاقات بين
السعودية وإيران، تزامنا مع مراسم أداء مناسك
الحج هذا العام.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة في كربلاء جنوب بغداد: "إننا كمسلمين بحاجة اليوم إلى احترام الآخر ونبذ التعصب وتجنب الصراعات غير المبررة لا شرعا ولا عقلا ولا أخلاقا".
وأكد ضرورة "قبول كل منا للآخر، والعمل سويا، حيث المشتركات كثيرة، وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا".
ودارت حرب كلامية بين السعودية وإيران هذا الأسبوع، إذ اعتبر المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن
الإيرانيين "ليسوا مسلمين"، ردا على تصريحات للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قال فيها إن الرياض لا تستحق إدارة الأراضي المقدسة.
وقال خامنئي الأربعاء الماضي، خلال لقائه عائلات ضحايا تدافع منى، إذ قتل 464 حاجا إيرانيا خلال موسم الحج السنة الماضية "هذه الكارثة تبين مجددا أن هذه الشجرة الخبيثة الملعونة لا تستحق إدارة شؤون الأراضي المقدسة" في إشارة للعائلة المالكة في السعودية.
ويغيب الإيرانيون عن أداء فريضة الحج لأول مرة منذ نحو ثلاثين عاما، لعدم الاتفاق بين الجانبين على المسائل اللوجستية، بعد حادث تدافع منى، السنة الماضية.
اقرأ أيضا: مسؤول الحج الإيراني يتهم السعودية بعدم الاهتمام بأمن الحجاج
حشود هائلة في الحرم المكي
واحتشد نحو مليوني حاج في
مكة المكرمة لأداء صلاة الجمعة، عشية بدء مناسك الحج السنوي التي كانت شهدت العام الماضي تدافعا داميا لا يزال يثير التوتر بين السعودية وإيران.
ومع اقتراب موعد انطلاق مناسك الحج السبت، تزايدت أعداد الحجاج في مكة المكرمة، حيث اتخذت السلطات السعودية إجراءات جديدة لمنع تكرار ماساة 2015، ولم يأت أي حاج هذا العام من إيران.
وفي المسجد الحرام وساحاته وأدواره، يتجول مئات آلاف الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم أو يصلون ويتضرعون.
ولتفادي الفوضى، عززت السلطات السعودية الانتشار الأمني في المكان المقدس.
وعند كل أوان صلاة من الصلوات الخمس اليومية، يحرك جنود يعتمرون قبعة حمراء حواجز من البلاستيك لتوجيه الحشود المتدفقة. وإذا ما حاول حاج الالتفاف على المسار المحدد يتم صده على الفور.
وعند صلاة الجمعة اليوم، حلقت مروحية فوق المكان في حين أغلقت مختلف محاور المدينة أمام حركة المرور لإفساح المكان للحجاج الذين تدفقوا مشيا إلى المسجد الحرام والكعبة المشرفة التي تتوسطه.
من جهته، قال وكيل وزير الحج السعودي، عيسى الرواس، إن الهدف هو تزويد كل الحجاج القادمين من خارج السعودية (1.4 مليون) بسوار إلكتروني، لكنه لم يوضح مع ذلك عدد الأساور التي وزعت حتى الآن.
وعلاوة على الأمن تواجه السعودية تحديا آخر وهو التنافس مع إيران.
ومع اقتراب موسم الحج، تصاعدت الحرب الكلامية بين القوتين الإقليميتين اللتين هما على طرفي نقيض في مختلف نزاعات المنطقة، خصوصا في سوريا واليمن.