وصف عدد من المسؤوليين الحكوميين والخبراء الأمنيين المشاركين في
مؤتمر دولي بعنوان "دور الديمقراطية في مواجهة ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب"،
الديموقراطية بأنها تعد أقوى سلاح في مواجهة
الإرهاب والفوز عليه.
واحتضنت العاصمة،
الجزائر، الأربعاء اجتماعا أمنيا موسعا لبحث سبل اجتثاث الإرهاب عبر العالم، يستمر حتى الخميس، كان هاجس القائمين عليه منصبا على مواجهة "
داعش"، خاصة مع التقارير التي تقول بنقل مركز عملياتها من ليبيا بعد هزيمته في سرت إلى دول الجوار.
وقال مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، توم مالينوفسكي، إنه "ليس بمقدور بلد واحد أن يواجه التطرف لوحده دون مساعدة الدول الأخرى".
وتابع توم مالينوفسكي في تصريح لصحيفة "
عربي21"، أن "الجزائر وواشنطن على قناعة تامة أن السبيل الأمثل لمكافحة التطرف والإرهاب يكمن في بناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية، وتعزيز دور المجتمع المدني".
وتابع المسؤول الأمريكي: "أعتقد أن مكافحة التطرف والإرهاب ارتكز لسنوات عديدة على الجانب العسكري، أعتقد أن لقاء الجزائر سيعطي مفاهيم جديدة في محاربة الظاهرة وهي الأهم عندما نتحدث عن تنظيم المجتمع وتسطير سياسات اجتماعية فاعلة".
ويرى مالينوفسكي أن "التركيز على التعليم والتشغيل وتوفير الأمن للشباب من الفئات المحرومة وكسب ثقتهم لتفادي تجنيدهم من طرف الجماعات الإرهابية".
واعتبر الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، في تصريح للصحفيين على هامش الاجتماع، أن "الديمقراطية هي أفضل حصن ضد التطرف العنيف والإرهاب، كونها تمكن من كشف مخاطرهما ومن عزلهما وتهميشهما وجعلهما يلقيان الرفض القاطع".
وذهب مساهل إلى أن مكافحة الإرهاب "لابد أن تستجيب لبعض المتطلبات بما في ذلك تنفيذ سياسات واستراتيجيات لمكافحة عوامل الإقصاء والتطرف والتهميش وكذا توسيع فضاءات القانون والحريات الفردية والجماعية الضرورية لتطور الأفراد وتقدم المجتمعات وازدهار الاقتصادات وتنمية البلدان".
وأجمع المشاركون في المؤتمر على أن ظاهرة التطرف والإرهاب "لا يمكن الاستمرار بمحاربتهما على الشاكلة العسكرية المألوفة، التي أنتجت نموذج سوريا والعراق وأيضا ما حصل بالجزائر من قبل وما يحصل بدول أوروبية، حيث استيقظت على الدماء".
وسجل الخبراء أن محاربة التطرف والإرهاب في صورة "داعش"، لم تعد تجدي نفعا، وشددوا على أن الإرهاب دوافعه ليست إيديولوجية فقط، وإنما له دوافع اجتماعية وثقافية، فـ"الإقصاء والتهميش الاجتماعيان، مسببان رئيسان في تنامي قناعة حمل السلاح بوجه الأنظمة".
وأكدت مداخلات الخبراء أن "غياب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية يولدان الإرهاب والتطرف أيضا".
ويشارك في الاجتماع الدولي، خبراء من العديد من الدول والهيئات على غرار الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ووحدة التنسيق والاتصال لدول الساحل الإفريقي والمركز الإفريقي للبحث والدراسة حول الإرهاب وكذا المركز الكندي للوقاية من التطرف المؤدي إلى العنف، بالإضافة إلى جامعيين وخبراء أمنيين دوليين.