انتقد عدد من رموز السلفية
المغربية انعقاد
منتدى حول الوقاية من
الإرهاب، معتبرين أن الشراكة الأمريكية تعبير عن رغبة في إنشاء "إسلام على الطريقة الأمريكية.. نظرا للحالة المزرية المادية التي تعاني منها الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب".
وأثار المنتدى الذي نظمه مركز الأبحاث والدراسات في القيم التابع للرابطة بدعم من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، تحت شعار "العالم الوسيط آلية فعالة في الوقاية من التطرف العنيف"، بالرباط (العاصمة)، يومي الاثنين والثلاثاء، جدلا لدى السلفيين المغاربة.
منتدى الإرهاب
قالت رابطة علماء المغرب (مؤسسة رسمية دينية)، الثلاثاء، إنها ستشتغل مع "مجندين سابقين مع تنظيمي داعش والنصرة وغيرهم، الموجودين في السجون، والجهاديين السابقين"، وذلك من أجل الوقاية من التطرف العنيف، مشيرة إلى أن استراتيجية مكافحة الإرهاب لا تقوم فقط على الجانب الأمني، داعية إلى تطوير قدرات القادة الدينيين الشباب، وتنمية مهاراتهم "التي تمكنهم من بناء خطاب ديني إيجابي معتدل".
وانطلقت الرابطة من فكرة مفادها أن استراتيجية مكافحة الإرهاب لا تقوم فقط على المرتكز الأمني، وإنما يتطلب الأمر تفعيل قدرات العلماء والمفكرين والشباب لمحاربة الفكر المتطرف.
وفي كلمته بالمنتدى، قال رئيس مركز الأبحاث والدراسات في القيم، محمد بلكبير إن "العنف والتطرف العنيف وما يتولد عنهما من مخاطر تتنامى باستمرار لم يعد ذا بعد أمني فقط، ولكن الوقاية منه تتطلب تدخلات عدة، وتتطلب مقاربات مختلفة ولكن متكاملة".
وأكد أن "اشتغال العلماء سيكون مع المضللين والمجندين في التنظيمات الإرهابية انطلاقا من سوء فهم للدين، وليس مع مجنديهم الذين يستمرؤون الإصرار في الطريق الخطأ، طريق العنف والإرهاب، رغم يقينهم أنهم على خطأ".
وشدد بلكبير على أنه "سنشتغل مع مجندين سابقين مع تنظمي داعش والنصرة وغيرهم، الموجودين في السجون، والجهاديين السابقين".
ميثاق محاربة التطرف
وفي ختام "المنتدى الأول للعلماء للوقاية من التطرف العنيف"، صدر ميثاق أكد فيه علماء الدين على ضرورة إجراء تقييم شامل لخطاب التطرف العنيف المقروء والمرئي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وبناء خطاب ديني إيجابي معتدل يقوم على أساس الفهم الأصيل لحقوق الإنسان.
كما دعا الميثاق إلى "توسيع دائرة إشراك الشباب والعلماء في الحد من مخاطر التطرف العنيف، وتعزيز التثقيف الافتراضي ببناء مواقع تفاعلية للتواصل الاجتماعي لتقف بديلا عما تروجه قنوات التطرف العنيف والرعب".
وشدد على أهمية "تقوية قدرات القادة الدينيين الشباب، وتنمية مهاراتهم التي تمكنهم من بناء خطاب ديني إيجابي معتدل، يقوم على الفهم الأصيل لحقوق الإنسان، في مقابل خطاب الحركات الإرهابية المبني على التطرف العنيف".
هجوم السلفيين
وانتقد الشيخ حميد العقرة (سلفي) الرعاية الأمريكية للمنتدى وقال في تدوينة بحسابه على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إسلام على الطريقة الأمريكية.. نظرا للحالة المزرية المادية التي تعاني منها الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب! نعم الحالة المزرية!!! فإن أمريكا صاحبة الأيادي السوداء على الإسلام والمسلمين هي الداعم الرسمي لـ(منتدى الوقاية من التطرف العنيف) اللهم إن هذا منكر، دور الرابطة انتهى بذهاب العلامة عبد الله كنون رحمه الله، الأمين العام السابق للرابطة، والعلامة الحاج أحمد بن شقرون رحمه الله".
وتابع: "ومن أراد معرفة مسلك علماء المغرب في الصدع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع عن الإسلام وقضايا الأمة والوطن فليقرأ كتاب (مواقف وآراء رابطة علماء المغرب من التأسيس 1960 إلى المؤتمر العاشر 1987) للعلامة أحمد بن شقرون رحمه الله".
بدوره قال حسن الكتاني (أحد شيوخ السلفية المفرج عنهم) معلقا على الرعاية الأمريكية للمنتدى في تدوينة له على صفحته بـ"فيسبوك": "الرابطة المحمدية لعلماء المغرب تقيم دورة تدريبية لطلبة العلم الإسلامي تحت رعاية أمريكية لنشر مفاهيم الاعتدال والوسطية".
يذكر أن المنتدى حضره إضافة إلى العلماء والعلماء الوسطاء، عدد من ممثلي الهيئات الدبلوماسية، وخبراء أجانب وحقوقيون وفاعلون جمعويون ومثقفون وغيرهم.