رد مكتب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام
الإيراني على الهجمة الشرسة والممنهجة التي يتعرض لها هاشمي
رفسنجاني من قبل صحيفة "كيهان" المملوكة للمرشد الإيراني
خامنئي والصحف والمواقع المقربة والتابعة للمحافظين والحرس الثوري بإيران.
واتهم مكتب رفسنجاني ضمنيا المرشد الأعلى للثورة الإيرانية خامنئي بتدبير مؤامرة ضد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، وتخريب رفسنجاني وتشويه صورته بسبب بعض المواقف التي يتخذها من أجل مصلحة النظام الإيراني.
وقال بيان مكتب رفسنجاني والذي نشره موقع "جماران" إنه "لا يمكن لشخص مثل رفسنجاني، الذي كان قائدا للحرب العراقية - الإيرانية لمدة ثماني سنوات وبعد انتهاء الحرب تم انتخابه رئيساً للجمهورية الإيرانية أيضا لمدة ثماني سنوات متتالية كما كان المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للدفاع المقدس حيث كان موقفه يمثل موقف وتصريح الخميني حينها، أن يتهم الآن من قبل تيار خاص بأنه يعمل على تضعيف أركان النظام الإيراني".
وتابع بيان مكتب رفسنجاني بأن الهجوم الشرس الذي يتعرض له رفسنجاني أصبح ممنهجا، لافتا إلى أنها مؤامرة مدبرة ومنسجمة "وهناك احتمال أقوى يشير إلى أن هذه المؤامرة سوف تكون أقوى مما عليه الآن لإسقاط رفسنجاني"، على حد تعبيره.
وأضاف بيان مكتب رفسنجاني بأن السب والإهانة والتهم التي توجه لرفسنجاني أصبحت تنشر في وسائل الإعلام الصغيرة والكبيرة التابعة لتيار معين في إيران، "وبطبيعة الحال، فإن السبب الرئيسي للاضطراب الحالي في وسائل الإعلام الإيرانية التابعة لهذا التيار الخاص ليس من أجل تعزيز أركان النظام الإيراني".
وأشار البيان إلى أن ألد أعداء
طهران والنظام الإيراني لم يصلوا إلى هذه المرحلة التي وصلت إليها تلك الصحيفة في هجومها ضد رفسنجاني، في إشارة إلى صحيفة "كيهان" المملوكة لخامنئي التي اتهمت رفسنجاني بأنه يطلب من تنظيم الدولة وأمريكا استهداف النظام الإيراني.
وطالب رفسنجاني مؤخرا بتقليص ميزانية الجيش والحرس الثوري والتركيز على النمو الاقتصادي للبلاد. وقارن إيران بألمانيا واليابان وقال إن كلا البلدين خرجا من حروب طاحنة ولكن من خلال تركيزهما على التعليم ودعم الصناعات والمشاريع التنموية "استطاعت هذه الدول أن تعوض الدمار الذي حل بها نتيجة الحروب، عكس إيران التي ما زالت تعاني من تبعات الحرب العراقية - الإيرانية".
وأثار حديث رفسنجاني حفيظة الحرس الثوري فتعرض لهجوم شرس خلال اليومين الماضيين في أغلب وسائل الإعلام الإيرانية، واتهم بأنه يريد إضعاف القوة العسكرية الإيرانية على حساب مشروعه الخاص الداعي للتقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وتتداول بعض التسريبات من المقربين لرفسنجاني في إيران حول الهجوم الذي يتعرض له من قبل صحيفة "كيهان" مطالبته لخامنئي أن يوافق على أن تبادر الحكومة الإيرانية بالتواصل مع السعودية في موضوع أزمة الحج، وأن تعاد العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران من خلال إعلان الإيرانيين رغبتهم بعودة العلاقات بين البلدين قبل موسم الحج، حتى يستطيع الحجاج الإيرانيون الذهاب إلى السعودية لأداء فريضة الحج لهذا العام.
وأوضحت التسريبات رفض خامنئي مطلب رفسنجاني الذي اتهم بأنه عن طريق ابنته فائزة هاشمي مازال يحتفظ بعلاقات طيبة مع أبناء الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.
وعلقت صحيفة "كيهان" والمواقع المقربة للحرس الثوري الإيراني على حديث رفسنجاني في تقرير تحت عنوان "رفسنجاني يدعو أمريكا داعش لضرب إيران"، مما أثار غضب رفسنجاني والمقربين منه، واعتبر هذا الهجوم بأنه مؤامرة مدبرة من قبل المرشد خامنئي ضد رفسنجاني الذي بدأ يعلن عن رفضه لسياسات طهران الخارجية، مطالبا بعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بأسرع وقت ممكن.