تبدي
إسرائيل قلقا متزايدا من التداعيات "الخطيرة جدا" للعملية العسكرية التركية في شمال
سوريا.
وذكرت مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية، أن التحرك العسكري التركي "المفاجئ" وجه "ضربة قوية" لخارطة المصالح الإسرائيلية في سوريا، لأنه أحبط بشكل كبير إمكانية تقسيم سوريا.
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة عن مصدر في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، قوله إن العمل التركي "المباشر وغير المسبوق ضد الأكراد في شمال سوريا يعني إسدال الستار على إمكانية إقامة كيان كردي في الشمال"، مشيرا إلى أن لإسرائيل رهانات كبيرة على دور هذا الخيار في خدمة المصالح الإسرائيلية في سوريا.
وبحسب ما بثته القناة الليلة الماضية، وتابعته "
عربي21"، فقد أكد المصدر العسكري الإسرائيلي أن تدشين جيب كردي شمال سوريا "مهم بسبب دوره المرتقب في مواجهة الحركات الجهادية الإسلامية التي يمكن أن تواصل النشاط في سوريا، سواء سقط نظام الأسد أم ظل قائما على أجزاء من سوريا".
وأشار المصدر إلى أن جيبا كرديا في شمال سوريا "قد يتحول إلى حليف لإسرائيل وسيعمل على تحقيق مصالحها في سوريا"، مستذكرا الحلف الذي جمع الأكراد في العراق مع إسرائيل منذ أواخر الستينيات وحتى مطلع سبعينيات القرن الماضي.
من ناحية ثانية، نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى عن مسؤول في ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، غضبه من "تسليم" الولايات المتحدة بالخطوة التركية، معتبرا أن الاعتراض الأمريكي "الخجول على العملية التركية كان مجرد ضريبة كلامية دفعتها إدارة أوباما للأكراد".
وفي التقرير الذي تابعته "
عربي21"، هاجم المسؤول، أوباما، مستذكرا أنه "عاد لنفس السلوك الذي صدر عنه تجاه الرئيس المصري المخلوع مبارك عندما رفض الدفاع عنه رغم مطالبة إسرائيل بذلك، وهو ما أفضى إلى وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم في مصر".
وشكك المسؤول في أن يكون التحرك التركي في شمال سوريا نتاج تفاهمات مع روسيا وإيران، مشيرا إلا أن التقدم الذي حققته المعارضة السورية في منطقة "حماة" يدلل على أن أردوغان يتصرف من منطلق "غطرسة القوة التي اكتسبها بعد إفشال محاولة الانقلاب العسكري ضده".