ذكرت مصادر دبلوماسية، الجمعة، أن الولايات المتحدة وروسيا تقتربان من التوصل إلى اتفاق يحدد وقفا لإطلاق النار مدته 48 ساعة في
حلب ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة ويحد من الطلعات الجوية للحكومة السورية.
وقالت المصادر التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، إن الاتفاق لم يصل إلى صورته النهائية وإن عناصره الرئيسية لا تزال قيد البحث، ومن المرجح أن تكون لدى الأطراف المعنية الحاسمة ومن بينها وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر وجماعات المعارضة السورية شكوك إزاءه.
وإذا جرى التوصل إلى اتفاق فقد يؤدي إلى تبادل للمعلومات بين الولايات المتحدة وروسيا، بما يسمح للقوات الروسية باستهداف مقاتلين تابعين لما كانت تعرف سابقا بجبهة النصرة، التي تعتبرها الولايات المتحدة جماعة إرهابية مرتبطة بالقاعدة.
وقال مصدر "لم ينجز بعد"، مضيفا أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف قد يعلنان عن الاتفاق إذا جرى التوصل إليه يوم الأحد على أقرب تقدير، بيد أن ذلك الموعد قد يتأخر فيما يبدو إلى الاثنين أو بعد ذلك.
ومن بين عناصر الاتفاق الذي تجري مناقشته:
- إتاحة الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية إلى حلب عبر طريق الكاستيلو الذي تسيطر عليه حاليا قوات الحكومة السورية.
- سيسمح لنقاط التفتيش الحكومية على الطريق بالتحقق فقط من سلامة أختام الأمم المتحدة على شاحنات المساعدات الإنسانية، دون تفتيش الشاحنات أو نقل محتوياتها.
- سيتم حصر حركة طائرات الحكومة السورية على الطلعات "غير القتالية" في مناطق محددة.
- إذا احترم الاتفاق فقد تتبادل الولايات المتحدة المعلومات مع
روسيا بما يسمح للقوات الروسية باستهداف الجماعة التي كانت تعرف سابقا بجبهة النصرة. كانت الجماعة التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد قد قالت في تموز/ يوليو، إنها قطعت كل علاقاتها بتنظيم القاعدة وغيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام، لكن واشنطن لا تزال تعتبرها جماعة إرهابية.
ولم يتضح إن كان الاتفاق سيتطرق إلى وقف للاقتتال في أنحاء البلاد، وهو ما تسعى الولايات المتحدة لاستئنافه بعد أن انهار في وقت سابق هذا العام.
وأخفق كيري ولافروف قبل نحو أسبوع في جنيف في التوصل إلى اتفاق بشأن التعاون العسكري، ووقف الاقتتال في أنحاء سوريا وقالا إن هناك قضايا ينبغي تسويتها قبل إعلان الاتفاق.
وتعقدت المحادثات منذ الاجتماعات الأولى في تموز/ يوليو بسبب هجمات جديدة للحكومة على جماعات المعارضة، وبسبب هجوم كبير في الجزء الجنوبي من مدينة حلب المقسمة يقوده مقاتلون متداخلون مع جبهة فتح الشام.
ومن بين المعارضين المحتملين للاتفاق المرتقب جماعات معارضة لا ترغب في العودة للمحادثات قبل التوصل إلى وقف أوسع نطاقا للعنف. ولا يحبذ المسؤولون العسكريون الأمريكيون أيضا تبادل معلومات حساسة مع روسيا.
وأزعجت فكرة تبادل المعلومات مع روسيا دولا ضمن التحالف المناهض لتنظيم الدولة، ومنها دول عربية يشعر بعضها باستياء شديد حيال تدخل روسيا العسكري لدعم الأسد.
ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية التعليق بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق.