نشر موقع "ميدل إيست أي" تقريرا تحدث فيه عن تداعيات نتائج
الانتخابات الرئاسية الأمريكية على منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي يشتد فيه التنافس بين
دونالد ترامب وهيلاري كلينتون قبل أسابيع قليلة تفصلهما عن حسم السباق نحو البيت الأبيض.
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن المرشحة الديمقراطية
هيلاري كلينتون تعتبر أكثر ذكاء وعقلانية، وتحظى بدعم واحترام أبرز زعماء وقادة العالم، بينما يبدو ترامب أكثر تهورا، وأقل معرفة بالتعقيدات السياسية التي تحكم العالم، ما يساهم في صناعة أعداء جدد للولايات المتحدة وخسارتها لحلفائها التقليديين. وتثير هذه التناقضات في المشهد السياسي الأمريكي قلق المجتمع الأمريكي حول المستقبل السياسي للبلاد.
وذكر الموقع أن الاختيار بين المرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يخضع لمعايير مختلفة ويصبح الخيار أصعب عندما يتعلق الأمر بمدى تأثير السياسة الخارجية لكل مرشح منهما على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف الموقع أن دونالد ترامب يتبنى مواقف معادية للتدخل العسكري في الشرق الأوسط، ويشكك دائما في مدى نجاعة هذه الإستراتيجية في العراق وليبيا، بهدف مساعدتها على صناعة الديمقراطية، أو الإطاحة بأنظمة تتعارض معها.
وذكر الموقع أن مواقف المرشح الجمهوري دونالد ترامب حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، تتسم غالبا بالتناقض وعدم الوضوح، حيث كان ترامب الذي يعارض اليوم التدخل الأمريكي في العراق، من بين أبرز المساندين للغزو الأمريكي قبل أشهر قليلة من بدايته، وخلال تصريح له على إحدى الإذاعات الأمريكية في ذلك الوقت أكد أنه يقف إلى جانب الحرب.
وأضاف الموقع أن هذه التناقضات لا يمكن أن تحجب عنا تبنيه لسياسة معارضة التدخل العسكري في الشرق الأوسط خلال حملته الانتخابية ومراهنته عليها لكسب أصوات الأمريكيين. وفي إحدى تصريحاته ذكر ترامب أن "الوضع اليوم في الشرق الأوسط أصبح أسوء مما كان عليه، قبل أن تقحم الولايات المتحدة نفسها في حروب لا زالت مستمرة منذ 15 سنة، أو تنفق مليارات الدولارات في هذه الحروب، وتفقد آلاف الجنود في ساحات المعركة".
وذكر الموقع أن عقيدة ترامب تقوم أساسا على معارضة التدخل العسكري في الشرق الأوسط، إلا إذا كانت هناك شبهات حقيقية حول وجود خطر مباشر على أمن الولايات المتحدة الأمريكية، سواء عن طريق تنظيم الدولة أو تنظيم القاعدة.
وأضاف الموقع أن المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون تتبنى سياسة خارجية متشددة، تدعم خيارات التدخل العسكري والعمليات الوقائية في مواجهة التهديدات الأمنية. ومن المفاجئ في الأمر، أن منافسها في الدور الأول من الانتخابات الأمريكية، بيرني ساندرز كان يتبنى مواقف معارضة للتدخل العسكري أقرب إلى سياسة ترامب منها إلى سياسة هيلاري.
وذكر الموقع أن ملامح السياسة الخارجية لهيلاري كلينتون بدت أكثر وضوحا بين 2009 و2013، عندما كانت وزيرة للخارجية في الفترة الرئاسية الأولى للرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقد دفعت كلينتون السياسة الأمريكية نحو مقاربة تعتمد بشكل أكبر على التدخل العسكري في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالتدخل العسكري الأمريكي في سوريا وليبيا.
وأشار الموقع إلى أن كلينتون اعتمدت على سياسة استراتيجية تقوم على دعم بقاء الرموز الدكتاتورية للشرق الأوسط في السلطة، حتى لو اضطرها ذلك إلى مواجهة الانتفاضات الشعبية التي تهدف للإطاحة بهم. وقد بدا ذلك واضحا من خلال موقفها من الانتفاضة الشعبية في مصر، عندما تمسكت بالوقوف إلى جانب حسني مبارك في سنة 2011. وقد ساندت في وقت سابق، الغزو الأمريكي للعراق، الذي يعتبر أسوأ قرار في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، بعد حرب فيتنام.
وذكر الموقع أن توقع ملامح السياسة الخارجية لهلاري كلينتون يبدو أسهل من قراءة سياسة دونالد ترامب، فالمرشحة الديمقراطية كانت لها تجربة في وزارة الخارجية خلال الفترة الأولى لحكم باراك أوباما، ولذلك فإن الأشهر الأولى لها في البيت الأبيض قد تعني تصعيدا في مستوى الدعم الأمريكي للمعارضة السورية، وتصلبا أكثر في التعامل مع بنود الاتفاق النووي الإيراني، بالإضافة إلى توطيد العلاقات مع إسرائيل.
من المنتظر أن تعيد هيلاري كلينتون دفع القوات الأمريكية نحو حرب جديدة في العراق، من خلال إعادة نشر أعداد مهمة من القوات العسكرية، وخاصة تكثيف العمليات العسكرية ضد الإرهاب السياسي في منطقة الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة أن دونالد ترامب سيعمل، عكس مشروع هيلاري، على سحب أعداد كبيرة من القوات الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط، وقد يقوم بتقليص عدد القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، وهو ما سيعني حتما تغييرا محوريا في السياسة الإستراتيجية الأمريكية التي كانت موجهة دائما نحو الشرق الأوسط.
وفي الختام، قالت الصحيفة إنّ بعض النقاط في إستراتيجية دونالد ترامب قد تكون قابلة للتحقيق، وربما تكون لها انعكاسات إيجابية على الوضع الداخلي للولايات المتحدة، لكن تمسكه بفرض حظر على المهاجرين المسلمين للولايات المتحدة، سيؤدي إلى نتائج عكسية، قد تؤجج نيران السخط الحضاري للمسلمين على الولايات المتحدة.