أدان حزب
الإصلاح اليمني (الذراع السياسي اليمني لجماعة الإخوان المسلمين) ما اعتبره "الاتهامات والافتراءات" التي وجهها وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء اليمني،
هاني بن بريك، ضد الحزب، مطالبا الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته باتخاذ موقف واضح إزاء ذلك، ودعا إلى إقالته ومحاسبته.
جاء ذلك عقب تغريدة نشرها الوزير السلفي بن بريك، قائد قوات الحزام الأمني (مليشيا مسلحة) المدعومة من
الإمارات في مدينة عدن، وتعهد فيها بـ"الثأر من الإخوان" عبر هاشتاج "#ثأر_عدن_ سيحرق_الإخوان" ملمحا إلى تورطهم بتفجير انتحاري تبناه تنظيم الدولة، استهدف مركزا لمتطوعين عسكريين، وأدى إلى مقتل نحو 50 وإصابة أكثر من 100 آخرين، يوم الاثنين.
وقال بيان صادر عن الحزب اليمني، وصل"عربي21" نسخة منه، ليلة الأربعاء- الخميس إن "الاتهامات والافتراءات، التي وجهها أحد وزراء الحكومة، تعود بالإساءة لمكونات السلطة الشرعية والمقاومة الشعبية بصورة لا تنسجم مع الواقع الذي يفرض وحدة الرؤية والموقف في مواجهة الانقلابيين (الحوثي وصالح) في أخطر مرحلة يمر بها اليمن".
ودعا بيان الإصلاح الرئيس عبد ربه منصور هادي، ونائبه، ورئيس الحكومة، والقوى السياسية، لاتخاذ موقف صريح وواضح إزاء مثل هذه الاتهامات والافتراءات، التي تكررت من قبل هذا الوزير، والتي تصب في مصلحة الانقلابيين والهجمة الإعلامية والعسكرية التي يخوضونها ضد الشرعية.
واعتبر التجمع اليمني للإصلاح أن ما يصدر عن الوزير بن بريك من اتهامات بحق تيارات سياسية لا يقل خطورة عن تلك الإعمال الإرهابية التي تستهدف المناطق المحررة وتخدم الانقلاب، مشددا على ضرورة إقالته ومحاسبته على إساءاته، التي لم تقف عند شركاء الداخل اليمني، "بل تجاوزت إلى الإساءة لحلفائنا من الأشقاء في التحالف العربي، وفي مقدمتهم السعودية، كان آخرها الإساءة التي وجهها لها بعد توقيع ميثاق الشرف الدعوي"، بحسب البيان.
وكان القيادي السلفي في عدن، هاني بن بريك، هاجم اجتماع "علماء يمنيون" في الرياض، بعد توقيعهم على ميثاق دعوي قبل تسعة أيام، واتهمهم عبر تغريدات على حسابه الرسمي بموقع "تويتر" بأنهم دعاة إرهاب منهم من أفتى باللحوق بالقاعدة، وأفتى بالعمليات الانتحارية، وحارب علماء السنة.
وتساءل بن بريك، قائلا: "من حقنا أن نعرف من الذي رفع لمعالي وزير الأوقاف السعودي أن هؤلاء علماء اليمن، ومنهم حزبيون يصنف حزبهم في السعودية والإمارات جماعة إرهابية".
ولفت "الإصلاح" في بيانه إلى أن محاولات هذا الوزير المتكررة لخلق الفتنة في وسط الشرعية مستمرة، وآخرها استغلال الحادثة الإرهابية التي طالت المجندين في عدن يوم الاثنين، وأودت بحياة العشرات منهم وإصابة آخرين، وعبر "إلقاء التهم جزافا بحق الآخرين"، بصورة تعكس استهتاره بمؤسسات الدولة، ولا تراعي الحالة النفسية لأسر الضحايا.
وأوضح "الإصلاح اليمني" أن "مواقف الوزير تضاعف من حالة الاحتقان بين شركاء القضية الواحدة، وتبعث على الاستغراب عن الأهداف التي يسعى لتحقيقها من وراء ذلك والأطراف التي يخدمها، وفي مقدمتها المليشيات الانقلابية".
وأكد أن هذه الاتهامات تتعارض والجهود التي تبذل محليا وإقليميا ودوليا من قبل الشرعية ومكوناتها، ومن قبل التحالف العربي، منوها إلى أن الحزب يحتفظ بحقه القانوني في اتخاذ أي إجراءات لمواجهة الوزير.
ويلف الغموض مآلات المعركة الكلامية بين الوزير المقرب من "أبو ظبي" هاني بن بريك، وحزب الإصلاح، في ظل مخاوف يبديها البعض من تداعيات أي تحرك قد يقوم به الرجل الذي يمتلك نفوذا عسكريا (من خلال مليشيا الحزام الأمني التابعة له) في عدن، لا سيما عقب تعهده بالثأر من الإخوان هناك.