شهدت العاصمة السعودية الرياض حفل توقيع ميثاق علماء ودعاة اليمن، مساء الأحد، بحضور قرابة السبعين من علماء ودعاة الجمهورية اليمنية.
الحفل الذي أقيم في مقر وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، رعته وزارة الأوقاف السعودية، وحضره مسؤولون فيها، على رأسهم إبراهيم الزيد، مستشار وزير الشؤون الإسلامية.
الشيخ مصطفى السليماني، أحد الموقعين على الميثاق الذي يحوي 62 مادة، قال إن ما تمّ جاء بعد جهود كبيرة من الجميع.
وشدّد السليماني على أهمية نبذ الخلافات والارتقاء في طرح العلماء والدعاة من أجل المساهمة في قيادة اليمن لتخطي أزمتها.
وتابع: "ليس ضروريا أن يكون الميثاق باعثا للتفاؤل الزائد لتحقيق ثمرة الميثاق، وعلى الجميع أن يكونوا بمنزلة العلاج حال حدوث أي خلاف لا أن يتقهقروا إلى الوراء".
وتتلخص مواد الميثاق في رسم منهج الدعوة في اليمن والمنطلقات الأساسية للدعاة، وضرورة التعاون على وحدة الصف والعمل الدعوي، والتحذير من الخلاف والمساهمة في بناء الإنسان علميا ومعرفيا، والاستفادة من الأخطاء السابقة.
وشدّد الميثاق على "تعزيز منهج الوسطية والاعتدال- بالمعنى الشرعي - في طلب العلم والتعليم، ووسائل التربية والدعوة إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي جميع الأحوال، مع التحذير من مناهج الإفراط والتفريط، وأن الخلاف في الفروع - غير الـمُــجْمَع عليها - لا يجوز أن يكون سببا للتفرق في الدين، ولا يؤدي إلى خصومة أو بغضاء".
وحذّر الميثاق الموقعين عليه من مغبة التراجع عن الالتزام بمواده، قائلا إنه "يحمل صفة الإلزام للموقعين عليه، ومن يليهم من العلماء والدعاة، ولغيرهم الحق في الإفادة منه؛ بشرط ألا يخرجه عن سياقه، ولا يؤثر على مساره، وهو دعوة للتعاون والتكامل، لا دعوة إلى الذوبان والتآكل".
وأثنى دعاة سعوديون على الميثاق، حيث قال الدكتور سعد البريك إن "الناس تبع لأهل الحل والعقد
والعلماء باب الإجماع ومحرابه، فإذا اجتمع العلماء والدعاة، تآلف الناس وقويت بالحق شوكتهم".
وتابع الدكتور محمد السعيدي: "الميثاق أنموذج لما ينبغي أن يكون عليه حال علماء السنة في كل الدول الإسلامية، وليس في اليمن وحسب".
وأضاف: "أتمنى أن يتبعه وينهج نهجه عاجلا ميثاق لسياسيي اليمن وإعلاميي اليمن، وينتج عن تلك المواثيق خطوات عجلى لإنهاء الأزمة".
الداعية والمحامي سعد الغنيم قال إن "إنجاز وزارة الشؤون الإسلامية لميثاق علماء ودعاة اليمن، يجعلها أمام مطالبات بتكرير ذلك لجمع الكلمة للدعاة وطلبة العلم هنا ووضع ميثاق ملزم".
أستاذة الحديث بجامعة الأميرة نورة، رقية المحارب، قالت: "كل مشروع يوحد أهل السنة فهو عمل جليل يذكر فيشكر... شكرا لوزارة الشؤون الإسلامية ولكل علماء ودعاة اليمن".