أطلق
العداء الجزائري، توفيق
مخلوفي، الحائز على فضية الـ 1500متر خلال أولمبياد ري دي جانيرو 2016،
تصريحات مدوية ضد مسؤولي الرياضة ببلاده، مستثنيا الحكومة الجزائرية التي قال إنها منحت الأموال لهؤلاء المسؤولين، لكن أثرها لم يكن باد للعيان بريو دي جانيرو.
استغل توفيق مخلوفي، الذي بات يوصف بالجزائر بـ"الشجرة التي تغطي غابة الرياضة بالجزائر"، فوزه بفضية سباق الـ1500 متر بألعاب القوى بريو دي جانيرو ليلة الأحد، ليطلق تصريحات مثيرة عما أسماه "فشل الاتحادية الأولمبية بمهامها".
واتهم مخلوفي، مسؤولين عن الرياضة ببلاده، دون ذكرهم بالاسم، بتصريح مثير لقناة "بين سبورتس" القطرية عقب فوزه بالسباق، بمحاولة إيذائه وعدم مساعدته رغم الامكانيات المعتبرة التي خصصتها الدولة لمساعدة الرياضيين وتطوير الرياضة في البلاد، مثلما قال.
وألهبت تصريحات مخلوفي مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب جزائريون حكومة بلدهم بفتح تحقيقات ومعاقبة المسؤولين عن "إخفاق الرياضة الجزائرية بأولمبياد ريو".
وأفاد مخلوفي، الملقب بـ"الغزال" في الجزائر، أن "الدولة الجزائرية خصصت إمكانيات معتبرة لمساعدة الرياضيين للتحضير في أحسن الظروف غير أنه وللأسف بعض مسؤولي الرياضة الجزائرية على كل المستويات لم يكونوا في مستوى المهمة التي أوكلت لهم. لقد خيبوا آمال الشعب الجزائري والسلطات المحلية".
كما تابع مخلوفي : "هؤلاء الأشخاص يستغلون مناصبهم لتحقيق مآرب شخصية دون مصالح الرياضيين. لقد عانيت معهم طيلة السنوات الأربع الأخيرة..هؤلاء المسؤولين لا يفكرون إلا في مصالحهم الشخصية والنتيجة نراها اليوم في الألعاب الأولمبية''.
وأضاف مخلوفي بتصريحه الذي لم يكن منتظرا "أهدي هذا الفوز للشعب الجزائري ولكل المسلمين والعرب، إلا مسؤولي الرياضة الجزائريين"، وكان مخلوفي يقصد مسؤولي الاتحادية الأولمبية وعلى رأسهم الرئيس مصطفى بيراف، ورئيس البعثة الجزائرية عمار براهمية.
وباستثناء توفيق مخلوفي، صاحب ذهبية سباق الـ1500 متر بأولمبياد لندن 2012، وفضية الـ800 متر ثم فضية الـ1500 متر بأولمبياد ريو، أخفقت الرياضة الجزائرية بحيازة ميداليات، عدا تحطيم العداء الجزائري باختصاص العشاري، العربي بورعدة، الرقم القياسي الأفريقي بهذا الاختصاص.
ووافق الإعلامي الجزائري، رفيق وحيد، ما ساقه العداء توفيق مخلوفي من نقد لاذع لمسؤولي الرياضة ببلده، وقال في تصريح لـ "
عربي21"، الأحد، "إن ما قاله مخلوفي صحيح، فقبل تصريح هذا الأخير، حاول كل من رئيس الاتحادية الأولمبية، مصطفى بيراف، ورئيس الوفد الجزائري، عمار براهمية، استباق الأحداث من خلال تحميلهم الرياضيين مسؤولية أي فشل محتمل وذلك قبل بداية المنافسات بريو".
ويرى وحيد أن "مخلوفي يعتبر رمز نجاح الرياضة الجزائرية وتصريحه جاء لفضح هؤلاء المسؤولين، كما أن حديث مسؤولي الرياضة عن توفير إمكانيات كبيرة للرياضيين مغالطة كبيرة".
وقال أيضا "هؤلاء المسؤولين يفتقدون لأي مشروع رياضي ولا يتحدثون عن مشاريع رياضة ومشروعهم الوحيد هو احتراف البقاء في المناصب لقضاء مآرب شخصية".
بالتوازي مع ذلك، صرح وزير الشباب والرياضة الجزائري، الهادي ولد علي، الأحد، أنه سيتم الإعداد لحصيلة المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية-2016 بريو دي جانيرو "في هدوء وفي الوقت المناسب، حيث ستكون هناك تصحيحات في الإستراتيجية المتعلقة بمرافقة نخبتنا".
وقال ولد علي: "النتائج الباهرة للبطل توفيق مخلوفي وكذا العربي بورعدة، تشجعنا في عزيمتنا على العمل بالتنسيق مع كل المتدخلين لتحضير الاستحقاقات القادمة"، وتابع "لقد أعطى رياضيونا كل ما لديهم وكذا طواقمهم الفنية، حيث حسن البعض منهم انجازاتهم بالاحتكاك بعمالقة عالميين بكل استحقاق ودون فشل، في روح من التضامن والالتزام بتشريف الألوان الوطنية".
وشاركت الجزائر في
أولمبياد ريو دي جانيرو بـ64 رياضيا من بينهم الفريق الوطني الأولمبي لكرة القدم المشكل من 18 لاعبا، حيث أحرزت على ميداليتين فضيتين بفضل العداء توفيق مخلوفي في سباقي 800 و1500 متر.