أجمع معلقون
إسرائيليون التقوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو مؤخرا، على أنه يشعر بالإحباط لعجزه عن الكشف عن تفاصيل تدلل على نجاحه في إرساء "تحالفات وثيقة" مع دول عربية، بعضها لا يرتبط بعلاقات سلام مع إسرائيل.
وقال أمير تيفون، معلق الشؤون السياسية في موقع "واللا" الإخباري، إن مصدر "إحباط" نتنياهو يكمن في أنه لا يستطيع الكشف عن مظاهر ومراحل تطور التحالف مع الدول
العربية، ما يجعله غير قادر على توظيفها في تحسين مكانته السياسية الداخلية.
وفي مقال نشره الموقع صباح اليوم، قال تيفون: "يرغب نتنياهو في نشر الصور التي توثق لقاءاته السرية مع زعماء عرب أو الكشف عن بعض التفاصيل التي تعكس مظاهر التعاون العملي في المجال الأمني مع العالم العربي، لكنه غير قادر على ذلك لأن الطرف العربي يفضل التواصل في ظل السرية خشية إثارة الرأي العام العربي".
وضرب تيفون مثالا لافتا على ذلك، مشيرا إلى أن وفد الشخصيات السعودية بقيادة أنور عشقي، الذي زار إسرائيل مؤخرا بحث مع المسؤولين الإسرائيليين تحديات مشتركة لكل من السعودية وإسرائيل في القرن الأفريقي، "لكن السعوديين حرصوا على وضع إطار رسمي يتمثل في زيارة مناطق السلطة
الفلسطينية" للتغطية على الأهداف الرئيسة للزيارة.
وأضاف تيفون: "الحكام العرب الذين يتواصلون مع نتنياهو يطلبون منه إبداء أي خطوة ولو رمزية تجاه الفلسطينيين، من أجل السماح بإخراج علاقتهم معه للعلن، لكنه يخشى غضب بنات (وزير التعليم) وليبرمان (وزير الخارجية) حيث إنه يقدس تحالفه معهما".
وكشف تيفون النقاب عن أن نتنياهو يخشى حتى أن يمرر مشروع قرار في حكومته يقضي بمنح الفلسطينيين تسهيلات اقتصادية في الضفة الغربية، خشية ردة فعل شركائه في الائتلاف الحاكم.
من ناحيته، قال أودي سيغل، معلق الشؤون السياسية في قناة التلفزة الثانية، والذي كان من ضمن الذين حضروا لقاءات "الخلفية" التي عقدها نتنياهو مع كبار المعلقين الإسرائيليين، إن نتنياهو يريد أن يقول، من خلال الحديث العام عن تعاظم الشراكة والتحالف مع العالم العربي للرأي العام الإسرائيلي، أنه بالإمكان تطبيق أيديولوجية اليمين التي تقوم على الاحتفاظ بكل الأراضي الفلسطينية ومواصلة المشاريع الاستيطانية؛ وفي الوقت ذاته بناء تحالفات مع الدول العربية.
وخلال مشاركته في برنامج "ستوديو الجمعة" الذي بثته القناة الليلة الماضية، فقد نوه سيغل إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو "النموذج" الأكثر تفضيلا بالنسبة لنتنياهو لأنه منحه الكثير من المؤشرات على تعاظم مستوى العلاقة مع مصر، مشيرا إلى أن نتنياهو ترك لوزرائه مهمة توظيف خطوات السيسي في التدليل على "التحول الإيجابي على البيئة الإقليمية لإسرائيل في عهد نتنياهو".
وضرب سيغل مثالا على هذا التوجه بكشف وزير الطاقة يوفال شطاينتس، قبل عدة أشهر، النقاب عن أن السيسي أمر بتدمير الأنفاق بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية بناء على طلب إسرائيل من أجل ضمان عدم وصول السلاح إلى حركة
حماس.