تشهد عدة بلدات في
ريف حماة ذات الصبغة السكانية "العلوية" والموالية للنظام السوري حالة من الغليان والاحتقان الطائفي بين أبناء
الطائفة العلوية؛ بُعيد اشتباكات دموية دارت رحاها، الأربعاء، في إحدى القرى بين دورية تابعة للأمن العسكري وعنصر من جيش النظام، تطورت لمواجهات مسلحة بين الأمن العسكري وعدد من العوائل، نتج عنه مقتل كافة أفراد الدورية الأمنية إضافة إلى عنصر في قوات النظام.
وقالت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري إن دورية أمنية تابعة للأمن العسكري داهمت أحد المنازل في قرية "الخندق" بريف حماة الغربي بغية اعتقال ضابط صف من قوات النظام كان يقاتل على جبهات داريا بعد هروبه من الخدمة العسكرية إلى منزله.
دورية الأمن العسكري، بحسب المصادر، أطلقت النار بشكل مكثف في الهواء أمام منزل العسكري المطلوب بعد رفضه تسليم نفسه لهم، وبعد اشتداد الاحتقان بين الدورية والعنصر، خرج الأخير للشجار معهم أمام منزله ومع احتدام الموقف أطلقوا النار عليه أمام عائلته فأردوه قتيلاً بعدد من طلقات بنادق روسية آلية.
وبحسب العديد من شهادات الموالين للأسد، مقتل الضابط في قوات النظام المدعو "فجر شمعه" أمام عائلته دفع شقيقه إلى جلب بندقيته من داخل منزله والاشتباك مع عناصر دورية الأمن العسكري، ليباغتهم مرديا خمسة منهم قتلى بينهم رئيس الدورية المدعو "أبو هادي" فيما لاذ ثلاثة منهم بالفرار، علماً بأن المقتولين من عناصر أمن عسكري إضافة إلى عنصر في جيش النظام وجميعهم من الطائفة العلوية.
لتعود حالة الاحتقان من جديد مع استقدام الأمن العسكري لعشرات العناصر المدججة بأسلحة متوسطة وسيارات دفع رباعي دوشكا لتشتبك مع أخ العنصر في قوات النظام المقتول وعدد من رفاقه، لتنتهي المعركة لصالح الأمن العسكري، واستسلام الموالين للأسد المسلحين.
اعتقال عائلة القتيل بالكامل
الناشط الإعلامي "علاء الدين الحموي" أكد قيام الأمن العسكري بعد ذلك بحملة اعتقالات واسعة في القرية، حيث أقدم على اعتقال عائلة العنصر القتيل بالكامل من رجال ونساء وأطفال، ساقهم إلى مركز الأمن العسكري في حماة، فيما داهم الأمن العسكري، أيضا، عدداً من المنازل لاعتقال أي من المشاركين في مواجهته.
"الحموي" قال لـ"
عربي 21" في تصريح خاص، إن المداهمات لم تقتصر على قرية "الخندق" التي حصلت بها المعارك فحسب، بل توسعت لتشمل السقيلبية الموالية للأسد أيضا بسبب فرار بعض المشاركين بمواجهة الأمن العسكري واختبائهم فيها.
الإعلام شبه الرسمي: الضحية "مجرم مطلوب للعدالة"
الإعلام شبه الرسمي المقرب من الأسد بدأ بدوره بالترويج على أن العنصر الذي تم قتله هو "مجرم مطلوب للعدالة"، فيما انتفضت المناطق التي يتحدر منها قتلى الأمن العسكري ضد المقتول وقريته واتهامه بأنه يتبع لـ"عصابات الإجرام والتشليح وقطع الطرقات".
الأمن العسكري "داعش الحكومة"
غير أن أحد الموالين للعنصر المقتول والمقرب منه عقّب على ادعاءات الموالين للدورية الأمنية، بأن العنصر في قوات النظام المقتول "فجر شمعه" كان يقاتل في داريا منذ أربع سنوات وقد أصيب ثلاث مرات، وإن الاعتداء عليه وعلى عائلته بالرصاص الحي هو الإجرام، واصفا الأمن العسكري بـ"داعش الحكومية".
في حين غرقت مواقع التواصل الاجتماعي التي غطت الخبر بعشرات الشتائم المتبادلة بين المدافعين عن عناصر الدورية الأمنية المقتولين، وبين العنصر القتيل، فيما كان نصيب حكومة الأسد وافرا من هذه الشتائم، وسط حالة من الغليان ما زالت تسيطر على المنطقة التي حصلت فيها المواجهات الدامية.