نشر موقع "فوكاتيف" الأمريكي تقريرا؛ تحدث فيه عن لعبة فيديو تصور قضية
اللاجئين السوريين، وتهدف إلى توعية العالم حول الظروف القاسية التي يعيشها هؤلاء الناس، خصوصا عند مغادرة بلادهم التي مزقتها الحرب.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن لعبة "The day we left" ("ذا داي وي لفت" أو "يوم رحيلنا") تم تطويرها من قبل الأستوديو الإيطالي "ايرفويد انتراكتيف"، وهي تروي قصة الشاب راشد الذي يقود عائلته للجوء في أوروبا. وتتمثل اللعبة في محاولة حماية راشد ومرافقيه من الأذى، إلى جانب مساعدتهم على إيجاد أماكن آمنة للنوم أو للاختباء، وعلى البحث عن الممرات الخفية. وتتيح للاعبين خيارات التصرف في الأغذية والإمدادات للبقاء على قيد الحياة.
وقال ناثان بيبيرنو، المطور الرئيسي للعبة، لموقع فوكاتيف، من خلال رسالة بالبريد الالكتروني: "أتيحت لنا الفرصة للتحدث مع العديد من المهاجرين واللاجئين، وبعضهم قدم مباشرة من
سوريا".
وأضاف: "قبل فترة طويلة من تأزم الوضع في سوريا، مات المئات من الأشخاص وهم يحاولون يائسين عبور البحر للوصول إلى السواحل الإيطالية. نحن نتحدث عن مهاجرين غير شرعيين لم يكن لديهم أي خيار آخر، حيث يفرون من الاضطهاد والحروب والفقر والمجاعة، ليضعوا حياتهم في يد القدر".
وأفاد بيبيرنو بأن الفريق اعتمد أيضا على أرشيف الأخبار، الذي يحمل في طياته تفاصيل حكايات مروعة لحوادث الغرق والاعتقالات والتجويع والموت.
وتقول اللعبة في بدايتها: "لم نرحل لأننا أردنا ذلك. وبسبب العنف والمجاعة والحرب، لم يكن لدينا خيار آخر. تركنا منازلنا وأحباءنا من أجل البحث عن حياة جديدة. وقد عانينا المشي لمدة أسابيع والجوع والعطش والبؤس".
وأوضح الموقع أنه وفقا لأرقام منظمة العفو الدولية، تم تهجير أكثر من نصف سكان سوريا حاليا. كما فر حوالي 4.5 مليون لاجئ سوري منذ عام 2011، يتم استضافة أغلبهم من قبل خمس دول فقط، وهي تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر. وقد طلب العديد منهم اللجوء في أوروبا، على غرار ألمانيا والسويد. لكن الرحلة من سوريا إلى أوروبا، عبر البحر المتوسط، خطرة جدا، إلى درجة أنهم أطلقوا عليها اسم "رحلة الموت".
وذكر الموقع أن لعبة "ذا داي وي لافت" (يوم رحيلنا) ليست المجهود الوحيد الذي يسعى إلى التعريف بأزمة اللاجئين السوريين، ففي عام 2012، ابتكرت شركة أورك ديجيتال لعبة تركز على الأزمة السورية، وتسمى "Endgame: Syria" ("إند غيم سيريا" أو "نهاية اللعبة: سوريا"، ولكنها تصور القضية من حيث الخيارات العسكرية والسياسية التي أثرت على الأطراف المتصارعة.
وأشار الموقع إلى أن بيبيرنو أراد تجربة غامرة ودقيقة في اللعبة لتقديم نظرة متوازنة على التجربة، وفي الوقت ذاته، جعل اللعبة مثيرة للاهتمام.
وقال بيبيرنو: "نريد أن نطور لعبة جيدة، أما همنا الثاني هو إعطاء اللاعبين نظرة محايدة حول الأزمة، ليدركوا أن المشكلة ليس لها حل بسيط. وقد يقول السياسيون أشياء من أجل حصد المزيد من الأصوات، ولكن بناء جدار عازل أو حتى استضافة الجميع، لن يحل المشكلة. هذا هو العالم الحقيقي، الذي لا يرتكز على خيارات صحيحة وخاطئة، بل على مجرد البحث عما هو أقل شرا".
وذكر الموقع أن مطوري لعبة "ذا داي وي لفت" ما زالوا يعملون على تطويرها، ويأملون في إنهايها في عام 2017، إذا أمكن لهم الحصول على تمويل قبل بداية أيلول/ سبتمبر 2016.