دعت 26 منظمة حقوقية
مصرية وعربية ودولية إلى فتح
تحقيق دولي شامل ومستقل في مذبحة "
رابعة"، يقف فيه التحقيق على ملابسات الفض، والتعامل مع المتظاهرين السلميين، وتحديد الأشخاص المسئولين عن هذه الجرائم، وتقديمهم للعدالة الجنائية وعلى الجهات المعنية تبني الأمر، وعلى رأسهم مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، والاتحاد الإفريقي.
وقالوا: "في 14 آب/ أغسطس 2013، والتي قُتل فيها أكثر من 1350 من الضحايا، وفق تقديرات العديد من
المنظمات الحقوقية في ذلك الوقت، إضافة لآلاف الجرحى؛ وذلك، عندما تعرضوا للهجوم عليهم بمعرفة قوات من الجيش والشرطة، أثناء اعتصامهم السلمي، مما خلف أكبر عدد لضحايا من المتظاهرين في يوم واحد على مستوى العالم بأكمله".
وأكدت المنظمات - في بيان مشترك لهم الأحد بمناسبة مرور ثلاث سنوات على المذبحة حمل عنوان "رابعة.. مذبحة ولا عقاب" - أن دماء هؤلاء الضحايا، لا تزال تبحث عن العدالة التي لم تتحقق، في ظل محاولات حثيثة من النظام الحاكم في مصر لطمس معالم الجريمة، والسعي لإفلات مرتكبيها من العقاب.
وأشاروا إلى وجود "صمت دولي تجاه هذه المجزرة، وهو ما يُرسل برسائل سلبية للمصريين ولشعوب المنطقة، بأن دماءهم وأرواحهم ليست على الأجندة الدولية لحقوق الإنسان"، مؤكدين أنهم مستمرون في جهودهم لملاحقة مرتكبي هذه الجرائم ضد الإنسانية.
وثمن البيان "جهود منظمات دولية عملت بمصداقية وجهد لحفظ ذاكرة العالم، كما فعلت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقريرها المطول: (حسب الخطة: مذبحة رابعة والقتل الجماعي للمتظاهرين في مصر).
وتابع :"نذكر بأن التوصيات العادلة التي انتهى إليها التقرير، لم تجد آذانا صاغية حتى الآن، من مجلس الأمن ولا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، ولا الاتحاد الإفريقي، بل وجدنا أن السياسة والمصالح تطغى على احترام القيم، التي من أجلها وجدت هذه المنظمات، ولم يتحقق شيء حتى الآن، ونطالب الجهات التي وجهت لها هذه التوصيات، بالعمل على تنفيذها.
ووقع على البيان كل من مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان "JHR" (تركيا)، ومركز الشهاب لحقوق الإنسان (مصر)، ونجدة لحقوق الإنسان (بريطانيا)، ومركز العلاقات الأمريكية المصرية (كير) (أمريكا)، ومؤسسة إنسانية (تركيا)، و"هيومن رايتس مونيتور" (بريطانيا)، والمنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة (أمريكا)، وجمعية العدالة لمصر (جنيف)، والمنظمة المصرية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان (أمريكا)، وائتلاف نساء من أجل حقوق الإنسان (فرنسا)، والمركز العربي الإفريقي للحريات وحقوق الإنسان (مصر)، والمرصد الكويتي لحقوق الإنسان (الكويت)، وجمعية البحرين لحقوق الإنسان (البحرين)، ومنظمة الكرامة لحقوق الإنسان (اليمن).
وضمير للحقوق والحريات (اليمن)، ومرصد الحقوق والحريات (مصر)، والمركز الليبي للحريات والتنمية (ليبيا)، ومنظمة السبيل الليبية (ليبيا)، والمنظمة الحقوقية السودانية (السودان)، والراصد لرصد الانتهاكات (المغرب)، والمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف (المغرب)، والمركز الأحوازي لحقوق الإنسان (الأحواز - شمال غرب إيران)، ومرصد طلاب حرية (مصر)، ومرصد أزهري (مصر)، ومركز ضحايا التعذيب (مصر).
إلى ذلك، أرسل المعتقلون بسجن طره رسالة إلى "الأمة المصرية بالتزامن مع الذكرى الثالثة لمذبحة القرن أبشع مذبحة عرفها التاريخ الحديث في مصر بميداني رابعة العدوية والنهضة على يد قوات الأمن بحق أحرار وأبناء مصر الرافضين للظلم والانقلاب العسكرى الدموى الغاشم".
وأكد المعتقلون في سجن طره أنهم رغم جرائم سلطة الانقلاب والانتهاكات المتصاعدة بحقهم، إلا أنهم "صامدون ومستمرون في عهدهم مع الشهداء بالثبات حتى تحقيق جميع أهداف الثورة".
كما أكدت الرسالة تمسكهم "بالقصاص لدماء الشهداء من قاتليهم ومحاكمة كل المتورطين في جرائم بحق مصر وشعبها في محاكمات عادلة وناجزة"، مشددين على أنه "لا بديل عن القصاص، وعودة الشرعية، وجميع الحقوق المغتصبة، ومكتسبات ثورة 25 يناير التى انقلب عليها العسكر".
وأشارت الرسالة إلى أن حالة التدهور والخراب التي تجتاح كافة مؤسسات البلاد والتراجع في شتى المناحي هي نتاج طبيعي للاستبداد في ظل حكم العسكر.
وفي ذات السياق، نظمت رابطتا أُسر الشهداء والمعتقلين بمحافظة الفيوم مؤتمرا صحفيا صباح الأحد، بمناسبة ذكرى"رابعة"، مؤكدين على استمرار الحراك الثوري الرافض للانقلاب والداعم للشرعية حتى كسر الانقلاب والقصاص للضحايا.
وأكد بيان المؤتمر أن من فوض وأيد وساند الانقلاب ستكون الدماء في رقبته قبل أن تكون في رقبة من حمل السلاح"، موجها لهؤلاء رسالة، قائلا :" أمامك فرصة لن تطول أن تعلن تبرؤك وندمك على مساندتك للخونة، وأن تعلن وقوفك في وجه الطغاة معا يدا بيد ننسى خلافاتنا ونعيد لهذا الشعب حريته وكرامته المسلوبة".
وأضاف البيان "في ظل كل هذه المعاناة لا نرى إلا صبرا وثباتا وقلوبا راضية مُطمئنة محتسبة تضرب للثوار من خلفهم المثل بأن القيد لا يُقيد إلا العبيد، أما نحن فأحرار وإن ظنوا أنها قيود".
ووجه البيان رسالة لسلطة الانقلاب، قائلا "نحن لكم بالمرصاد، فالأحرار في سجونكم خلفهم أسود لا تخاف ولا تخشي إلا الله، والثورة ماضية والحساب قادم والقصاص واقع لا محالة".
ووجه كذلك رسالة إلى الشهداء والمعتقلين والمطاردين بالداخل والخارج، قائلا: "سنبقى على العهد لن نفرط، ولن نفاوض، ولن نبيع، وحتما سنحقق حلمكم في وطن حر مستقل ونقتص من الخونة والإنقلابيين".