تخوض قوات
الجيش اليمني مسنودة بفصائل المقاومة الشعبية وبغطاء جوي لطيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، معارك ضارية مع المتمردين الحوثيين وقوات الجيش الموالي لعلي عبدالله صالح في المحور الشمالي الغربي من بلدة نهم، شرق العاصمة صنعاء.
وقال المتحدث الرسمي باسم محافظة صنعاء، عبداللطيف المرهبي، السبت، إن القوات الموالية للحكومة بإسناد من المقاومة والتحالف، اتجهت صوب المحور الشمالي الغربي وتحديدا في مناطق "محلي ومسورة والمحجر" بنهم، حيث تشهد أعنف المواجهات مع الحوثيين وقوات صالح.
وتابع قوله إن هذه المواجهات تأتي بعد أن نجح الجيش الوطني في الأيام القليلة الماضية بالسيطرة على جبل المنارة الاستراتيجي (أعلى قمة في بلدة نهم) بشكل كامل، وكذا تطهير قرى النعيمات والحول وملح وأجزاء كبيرة من المدفون.
وأكد المرهبي في تصريح خاص لـ"
عربي21" أن قوات الشرعية حققت تقدما ملحوظا باتجاه نقيل بن غيلان (20 كم تقريبا عن مركز العاصمة)، حيث تمت السيطرة النارية على النقيل، آخر نقطة في نهم، في وقت تم إحكام الحصار على المسلحين الحوثيين وحلفاءهم المتمركزين في "بران وجبل الصافح" والمناطق المجاورة لها، من اتجاهات عدة، ولم يبق أمامهم سوى الاستسلام أو المغامرة الخاسرة في القتال مع أفراد الجيش والمقاومة الشعبية، حسب تعبيره.
وتتألف صنعاء من جزأين إداريين، هما، محافظة صنعاء، والتي تضم المديريات المحيطة بالعاصمة. وتبلغ مساحة المحافظة 11877 كيلومترا مربعا، موزعة على 16 مديرية، والجزء الآخر "أمانة العاصمة" التي تتواجد فيها مؤسسات الدولة ومنشآتها، فضلا عن السفارات ومقار الشركات والمصالح الخاصة والعامة المهمة على مستوى البلد.
وأشار "المرهبي" إلى أن قوات الجيش والمقاومة تمكنتا من قطع خطوط إمداد الحوثيين وقوات صالح المتواجدة في "مسورة وجبال يام" شمال بلدة "أرحب" المحاذية لمطار صنعاء الدولي، عقب انتزاعها السيطرة على التبة الحمراء جنوب غرب نهم.
وأضاف المتحدث باسم محافظة صنعاء أن "ما يفصل القوات الحكومية عن مفرق أرحب المتاخم لنهم من الجهة الجنوبية الغربية، سوى أقل من 10 كيلومترات، وفي حال السيطرة عليه (مفرق أرحب) تكون خطوط الإمداد الحوثية (شمالا) تحت قبضتها بشكل تام".
واعتمد الجيش الوطني والمقاومة على استراتيجية "تقطيع الأوصال" في معركته مع الحوثيين، ومن ثم الحصار، تمهيدا للهجوم بعد ذلك على المناطق الخاضعة لهم، والسيطرة عليها.
أما بخصوص، اشتداد المواجهات بين الطرفين في جبهة "المدفون" ذات السلسلة الجبلية الوعرة، أوضح المرهبي أن الجيش الوطني مسنودا بمجاميع مسلحة من المقاومة، تمكنت من السيطرة على الكثير من المواقع الاستراتيجية في مناطق "عقبة والمدفون".
وتكمن أهمية "المدفون"، حسب المسؤول الحكومي، كون السيطرة على السلسلة الجبلية فيها يؤمن للقوات الموالية للحكومة السيطرة بشكل كامل على مركز "نهم" ووادي العقران غيل الشليف الواقعة جنوبا، إضافة إلى المناطق الغربية "وادي محلي والمرزوة" إحدى نقاط التماس الساخنة مع الحوثيين وقوات حليفهم صالح، المسيطرين عليها.
لكن تلك المناطق تخضع لحصار قوات الجيش والمقاومة من ثلاثة اتجاهات، لاسيما بعد إحكامها السيطرة على وادي ملح والزبير من جهة الشرق، حسبما ذكره عبداللطيف المرهبي.
كما تطرق المسؤول اليمني إلى حجم الخسائر المادية والبشرية التي تكبدها
الحوثيون وقوات حليفهم علي عبدالله صالح خلال الأسبوع الماضي الذي شهد انطلاق معركة الجيش اليمني "التحرير موعدنا"، حيث قال إن الحوثيين وقوات صالح تعرضت لخسائر مادية وبشرية حيث وصل قتلاهم إلى ما يزيد عن 100 من المسلحين الحوثيين، وجرح العشرات، في وقت تم تدمير نحو 35 آلية وطقم عسكري تابع لهم إما بالقصف الجوي لطيران التحالف أو في المواجهات مع القوات الموالية لعبدربه منصور هادي.
من جانب آخر، حذر الناطق باسم محافظة صنعاء، المواطنين من السماح للمتمردين الحوثيين التمركز في منازلهم، كما دعا المتمردين إلى الابتعاد عن أوساط القرى الآهلة بالسكان في نهم، لأنهم يعرضون سكانها للخطر.
وفي ذات السياق، دعا المرهبي قبائل محافظة عمران (50 كيلومترا شمال صنعاء) لتحمل مسؤوليتهم وعدم السماح للحوثيين بالزج بأبنائهم في المعارك الجارية مع قوات الجيش في نهم وتقديمهم كبش فداء.
وأشاد المتحدث ذاته بخطوات وصفها بأنها "مسؤولة وعقلانية" جعلت من بعض المناطق والقبائل تراجع حساباتها من خلال سحب أبنائهم خلال اليومين الماضيين من صفوف الحوثيين في جبهات نهم، مؤكدا أن هذا الموقف محل تقدير لدى قيادة الشرعية.
وباتت معسكرات ومواقع الحوثيين وقوات علي صالح في عمق صنعاء تحت مرمى نيران قوات الجيش والمقاومة المؤيدة للشرعية، حيث جرى قصف مبنى جهاز "الأمن القومي" (المخابرات الخارجية) في منطقة الحتارش بصنعاء.