نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن الحدث غير المسبوق في تاريخ الألعاب الأولمبية، الذي يتمثل في مشاركة فريق من
اللاجئين في
أولمبياد ريو، على الرغم من كل الصراعات والحروب، التي تشهدها بلدانهم. وتجدر الإشارة إلى أن لكل واحد منهم قصة يلهم بها العالم.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن
الفريق الأولمبي للاجئين المتكون من 10 رياضيين يشارك في ريو 2016 في خطوة تهدف إلى جلب انتباه العالم إلى حجم أزمة اللاجئين في جميع أنحاء العالم.
وأفادت الصحيفة أنه بعد إعلان توماس باخ، رئيس اللجنة الاولمبية الدولية، عن قرار مشاركة الفريق، في مارس الماضي، تم اختيار فريق متكون من 10 رياضيين، من جملة 43 مرشحا، منهم من هاجر من جنوب السودان وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ليشاركوا في الأولمبياد في ثلاثة اختصاصات، هي ألعاب القوى والسباحة والجودو.
قال باخ: "هؤلاء اللاجئين لا يملكون منازلا ولا فريقا ولا علما ولا نشيدا وطنيا، لذلك نحن سنمنح لهم منزلا في القرية الأولمبية جنبا إلى جنب مع جميع الرياضيين في العالم. وسيقام النشيد الأولمبي على شرفهم".
وأضاف: " سيكون هذا رمزا للأمل لجميع اللاجئين في عالمنا، وسوف نظهر للعالم حجم هذه الأزمة. وهي كذلك إشارة للمجتمع الدولي أن اللاجئين بشر مثلنا، حيث سيثبت هؤلاء الرياضيون للعالم أنه على الرغم من المآسي، يمكن لأي شخص أن يساهم في المجتمع من خلال مواهبه ومهاراته وقوة العزيمة".
وفي هذا الصدد، تنقل الصحيفة قصصهم:
جايمس نيانغ تشينجيك
بلد المنشأ: جنوب السودان
بلد الملجأ: كينيا
فر تشينجيك من جنوب السودان هاربا من المتمردين الذي يسعون إلى تجنيد الأطفال، ليتم نقله إلى كينيا، ولينضم بعد ذلك إلى مدرسة شهيرة بتكوين العدائين. قال تشينجيك: "أدركت هناك أنه يمكنني الفوز"، مضيفا: "إذا أعطاك الله موهبة، يجب أن تستغلها"
الاختصاص: سباق 400 متر.
روز ناثايك لوكونيان
بلد المنشأ: جنوب السودان
بلد الملجأ: كينيا
قبل اثني عشر شهرا، لم تشارك لوكونيان في أي نوع من المنافسات، حتى كهاوية، ولكن بدعم من مدرس في مخيم للاجئين في شمال كينيا، تم توجيه الدعوة لها. قالت لوكونيان: "تدربت طويلا. كانت المرة الأولى لي عندما وصلت في المرتبة الثانية"، مضيفة: "أنا مندهشة جدا".
فرت لوكونيان من جنوب السودان في سن الـ10، وانتقلت منذ ذلك الحين، إلى نيروبي، في كينيا.
الاختصاص: سباق 800 متر.
باولو لوكورو
بلد المنشأ: جنوب السودان
بلد الملجأ: كينيا
تدرب لوكورو في كينيا، تحت إشراف بطل الماراثون تيغلا لوروب. أعلن لوكورو عن طموحه قائلا: "أريد أن أكون بطل العالم". لكن، قبل ذلك بفترة قصيرة كان لا يعرف شيئا عن العالم، فقد كان راعي غنم. ولم يكتشف مهاراته، إلا في مخيم للاجئين في كينيا، حيث قال: "قبل أن آتي إلى هنا، لم تكن لدي أحذية للتدريب"، مضيفا: "الآن بعد أن تدربنا طويلا، أصبحنا في مستوى جيد."
الاختصاص: سباق 1500 متر
أنجلينا لوهاليث
بلد المنشأ: جنوب السودان
بلد الملجأ: كينيا
لم ترى لوهاليث والديها منذ انتقلت إلى كينيا، حيث كان عمرها 6 سنوات. حينها كان كل شيء مدمرا في قريتها. وزادت عزيمتها عندما اكتشفت موهبتها في ألعاب القوى، حيث قالت: "إذا كان لديك المال، ستتغير حياتك ولن تبقى على نفس الحال". وردا على السؤال عن أول شيء ستفعله بعد الفوز، أجابت: "سأبني منزلا أفضل لوالدي."
الاختصاص: 1500 متر
ييك بيال
بلد المنشأ: جنوب السودان
بلد الملجأ: كينيا
هو عضو آخر في الفريق، تدرب تحت إشراف بطل الماراثون تيغلا لوروب. غادر بيال جنوب السودان، ووصل إلى مخيم كاكوما للاجئين، أين أمضى الـ 10 سنوات الأخيرة. قال بيال: " يواجه معظمنا الكثير من التحديات"، مضيفا: "لا توجد مرافق في مخيم اللاجئين ولا توجد صالة رياضية. وبسبب الحرارة المرتفعة لم نستطع أن نتدرب".
الاختصاص: سباق 800 متر.
يوناس كيندا
بلد المنشأ: إثيوبيا
بلد الملجأ: لوكسمبورغ
كان كيندا سائق سيارة أجرة في لوكسمبورغ، على مدى السنوات الخمس الماضية. في أكتوبر الماضي، قدّم كيندا أداء مثيرا للإعجاب في ألمانيا، وعندما سمع عن فريق اللاجئين الأولمبي، قام بمضاعفة جهوده من خلال التدريب.
قال كيندا: "أعتقد أنها ستكون رسالة هامة من اللاجئين والرياضيين الشباب، الذين سيبذلون قصار جهدهم"، مضيفا: "بالطبع لدينا مشاكل، لكن يمكننا أن نفعل كل شيء في مخيم اللاجئين".
الاختصاص: سباق الماراثون
بوبولي ميسينغا
بلد المنشأ: جمهورية الكونغو الديمقراطية
بلد الملجأ: البرازيل
استقر ميسينغا في البرازيل، بعد بطولة العالم للجودو في عام 2013 التي خرج منها منذ الدور الأول. تأثر ميسينغا كثيرا من جراء حرب الكونغو الثانية. وبعد مقتل أمه، عندما كان عمره 6 سنوات، تاه لمدة أسبوع في الغابات الممطرة قبل أن يُنقل إلى كينشاسا. قال ميسينغا: "لدي شقيقان لم أراهما"، مضيفا: "لا أعرف كيف يبدوان الآن لأننا انفصلنا منذ الصغر. لذلك أنا أرسل إليهم تحياتي".
الاختصاص: الجودو 90 كيلوغرام
يولاند مابيكا
بلد المنشأ: جمهورية الكونغو الديمقراطية
بلد الملجأ: البرازيل
استقرت مابيكا في البرازيل، في أعقاب بطولة العالم للجودو عام 2013. حيث صادرة مدربتها جواز سفرها. وبسبب سوء المعاملة، فرت مابيكا من الفندق وتجولت في الشوارع بحثا عن المساعدة. أما الآن، فهي لاجئة في البرازيل، حيث قالت أنها تتدرب في مدرسة الجودو التي أسسها فلافيو كانتو، البرازيلي الحاصل على ميدالية برونزية أولمبية. قالت مابيكا: "سأرفع العلم الأولمبي ولكن أنا حزينة لأنني لا أستطيع السير وأنا أرفع علم بلدي"، مضيفة: "سنظهر للعالم أن اللاجئ قادر على فعل الأشياء التي يقدر عليها الأناس الآخرون في كامل أنحاء العالم".
الاختصاص: الجودو 70 كيلوغرام
رامي أنيس
بلد المنشأ: سوريا
بلد الملجأ: بلجيكا
انتقل أنيس إلى إسطنبول هربا من التفجيرات وعمليات الخطف في حلب السورية، وتدرب على السباحة في نادي "غلطة سراي سيور" ولكن من دون الجنسية التركية لم يتمكن من المشاركة في المسابقات. قال أنيس: "أنا مثل شخص يدرس ويدرس ويدرس، لكن في النهاية لا يجري الامتحان." ونتيجة لذلك، هاجر رامي في قارب إلى جزيرة ساموس اليونانية. ومن ثم واصل رحلته إلى مدينة غنت في بلجيكا، حيث تدرب 9 مرات في الأسبوع مع السباح الأولمبي السابق كارين فيربوين. قال أنيس: "أنا واثق من تحقيق أفضل النتائج"، مضيفا: "إنه لشعور رائع أن تكون جزءا من دورة الألعاب الاولمبية."
الاختصاص: السباحة 100 متر فراشة
يسرا مارديني
بلد المنشأ: سوريا
بلد الملجأ: ألمانيا
سبحت مارديني لأكثر من ثلاث ساعات في البحر للوصول إلى اليونان بعد انقلاب القارب الصغير الذي كانت تركبه. قالت أنها ستتنافس في سباق 100 متر سباحة حرة، مضيفة: "أريد من الجميع أن يفكروا في اللاجئين، فهم أناس عاديون، خسروا أوطانهم لأنهم أرادوا الهرب"، وقالت اللاعبة البالغة من العمر 18 عاما: "أرجو من الجميع أن يؤمنوا بأحلامهم لتحقيق شيء جيد في المستقبل ".
الاختصاص: 100 متر سباحة حرة